استنكر خبراء القانون الدولى والدبلوماسيون، البيانات التى أصدرها عدد من السفارات كالأمريكية والكندية والبريطانية، لتحذير رعاياها بمصر من التواجد فى الأماكن العامة غدًا الأحد، مؤكدين أن هذه التحذيرات هدفها زعزعة استقرار وأمن الدولة المصرية ولا أساس لها من الصحة، وعلى وزارة الخارجية المصرية الاحتجاج على فعل هذه الدول وإلقاء اللوم عليهم لما أصدروه من صورة سلبية لدول العالم أجمع حول الوضع الأمنى فى مصر. وكانت السفارة الأمريكية والكندية بالقاهرة، قد أصدرت، أمس الجمعة، بيانا تحذيريا لرعاياها المقيمين فى مصر، بتجنب التواجد فى التجمعات والأماكن العامة، مثل قاعات الحفلات ودور السينما والمتاحف والمولات بعد غد الأحد 9 أكتوبر، محذرة من "مخاوف أمنية محتملة". وفى هذا الصدد، أوضح الدكتور مساعد عبدالعاطى، أستاذ القانون الدولى، أن التحذيرات التى أصدرتها هذه الدول تتنافى بشكل كبير مع قواعد القانون الدولى ومبدأ سيادة الدول الذين ينص على عدم السماح لأى دولة بخلق صورة وهمية تعمل على زعزعة أمن واستقرار الدولة الأخرى والمساس بأمنها القومى، موضحا أن هذه التحذيرات تساعد على إثارة الفجع والقلق بين المواطنين المصريين وكذلك تصدير صورة للدول الأخرى أن مصر غير مستقرة أمنيا. وأكد عبدالعاطى فى تصريحات ل "الوفد"، أنه وفقا لقرار مجلس الأمن الدولى الصادر برقم 1373 لسنة 2001 فهذه الدول لايجوز لها أن تصدر تحذيرات لرعاياها دون الرجوع إلى السفارة المصرية والتواصل معها بشأن هذه الأزمة، مشيرا إلى أنه إذا أثبتت مصر أن هذه الدول لديها معلومات بشأن الوضع الأمنى بهذا اليوم فيحق للدولة المصرية وسفارتها أن تحتج على هذه الوسيلة التى سلكتها هذه الدول دون إعلام الدولة المصرية والتعاون معها. وأشار الدكتور إبراهيم أحمد، رئيس قسم القانون الدولى بجامعة عين شمس سابقا، إلى أنه ليس هناك قانون دولي يجرم مافعلته أمريكا وكندا تجاه الدولة المصرية ولكن يحق لوزارة الخارجية المصرية أن تبدى اعتراضها على هذا الموقف وتعبر عن غضبها وإصدار بيان يهدئ من روع المواطنين. وأكد أحمد، أن هذه التحذيرات تم إصدارها دون إخطار الدولة المصرية أو التنسيق مع أي جهة رسمية وإبداء أسباب واضحة حول إصدارها لهذه البيانات أو مدى طبيعة التهديدات الأمنية التى تهدد الأماكن المشار إليها في البيان، وهو مايعتبر اختراقا للأعراف الدولية وعدم الالتزام بمبادئ القانون الدولى ولكنها ليست جريمة فى حق الدولة المصرية ويجب المحاسبة عليها كما يعتقد البعض. وتابع رئيس قسم القانون الدولى بجامعة عين شمس، أنه لا يوجد مبرر منطقى وراء إصدار أمريكا وكندا لهذه التحذيرات سوى أنهم يسعوا إلى إثارة البلبلة داخل الدولة المصرية وتشويه صورة مصر أمام دول العالم. ونفى الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير فى الشئون الدولية، التحذيرات الإيهامية التي أطلقتها السفارات الأمريكية والكندية والبريطانية، بوجود تهديدات أمنية بمصر يوم 9 أكتوبر. وقال اللاوندي، فى تصريحات خاصة ل "الوفد"، إن مثل هذه التحذيرات غير بريئة، وتريد إحداث الفتنة في مصر، خاصةً في هذه الفترة التى يستعد فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمغادرة الرئاسة الأمريكية. وأضاف الخبير في الشئون الدولية، أن تلك الخطابات توضح عدم وجود علاقة جيدة بين الدول الغربية ومصر، فقد تريد إحداث القلاقل، مشيرا إلى أنها عينت يوما محددا لتزيد حدة رهبة المواطنين. ولفت اللواء حسين عماد الدين، مساعد وزير الداخلية السابق، إلى أن اقتراب موسم الأعياد الميلادية والرحلات السياحية، بالتزامن مع اعتراف روسيا بتقدم مصر في تأمين المطارات واستعادة رحلاتها مع بداية العام القادم، أدى إلى قلقلة تلك الدول. وقال عماد الدين، إن كل العالم يرصد تأميننا للمؤسسات والأماكن العامة والمطارات، متابعا أن هناك دول تحاول إجهاض أي محاولة للخروج من عنق الزجاجة، والتقدم للأمام.