"بسبب مخاوف أمنية محتملة"، من هذا المنطلق جاءت تحذيرات الولاياتالمتحدة لمواطنيها في مصر، حيث طالبت السفارة الأمريكية لدى مصر، رعاياها، بتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة، مثل قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق، والملاعب الرياضية، غدًا الأحد 9 أكتوبر. ونصحت، في بيانها، المواطنين الأمريكيين بالحفاظ على وثائق سفر صالحة، والتسجيل من خلال وزارة الخارجية أو السفارة الأمريكيةبالقاهرة من خلال موقع برنامج التسجيل الذكي للمواطن الأمريكي المسافر أو المقيم، والبقاء في حالة تأهب وحذر لمحيطهم في جميع الأوقات بمصر، وناشدتهم بمتابعة الحساب الرسمي للسفارة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وصفحة مكتب الشئون القنصلية على "فيسبوك". وعلى نهج أمريكا، حذرت السفارة الكندية لدى مصر ، مساء أمس الجمعة، رعاياها من التجمع في الأماكن العامة بالقاهرة، غدًا الأحد، بسبب مخاوف أمنية محتملة، الأمر نفسه اتبعته السفارة البريطانية صباح اليوم، وقامت بتحذير مواطنيها من التجمعات الكبرى في 9 أكتوبر. وفي هذا الصدد، قال جمال أسعد، المفكر السياسي، إنه "بعد ثورة 30 يونيو 2013، كانت هذه الدول أصدرت تحذيرات عدة لمواطنيها في مصر ولم يحدث شيء، وتكرار التحذيرات يعنى أن هذه البلاد تتحرك في إطار خطة سياسية تعنى بها مزيدًا من السيطرة على المنطقة". وأوضح أنهم يسعون للسيطرة على الشرق الأوسط من خلال نشر الإحساس بعدم استقرار واستمرار الفوضى، مشيرًا إلى أنه لا يوجد على أرض الواقع ما يدعم تحذيرات أمريكا وبريطانيا وكندا لمواطنيها، غدًا الأحد، انطلاقًا من مخاوف أمنية محتملة لديها بأي حال. وتابع أسعد، "لا توجد أي مظاهر علمية على أن غدًا الأحد سيشهد أشياءً خطيرة"، موضحًا أن الأمن يرصد مثل هذه الأمور، ولو كان هناك شيء فإنه يفصح عن ذلك ويعلن عن تصديه لمحاولات الخروج عن القانون، وهو ما لم يحدث حتى الآن". وذكر أنه خلال السنوات الماضية كنا نشهد محاولات خرق القانون والعمليات الإرهابية في المناسبات مثل ذكرى الثورة وغيرها، مضيفًا أن ذكرى 6 أكتوبر مرت قبل يومين ولم يحدث شيء، كما أن هناك احتفالية بمناسبة مرور 150 عامًا على مجلس النواب، وهو ما يعطي انطباعًا بالاستقرار . واعتبر أسعد أن تحذيرات دول الغرب لمواطنيها في مصر جاء من هذا المنطلق، لنشر الفزع بين المواطنين، وهو ما قد يؤثر على صورة مصر في الخارج، وتحديدًا على مجال السياحة، وتأزم الوضع الاقتصادي، بهدف الضغط على النظام المصري مستقبلًا. من جهته، رأى سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تحذير كل من كندا وبريطانيا لمواطنيها في مصر على غرار ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس الجمعة، دليل على أن هذه الدول تسير خلف أمريكا معصوبة العينين. وقال إن "هذه الدول تحاول أن تفرض علينا حروبًا وأزمات بعينها لا وجود لها على الأرض، من خلال قيامهم بين الحين والآخر بتحديد تواريخ وأيامًا معينة ويحذرون فيها رعاياهم ولا يحدث شيء، وذلك لإحداث القلاقل داخل الدولة وفرض حالة من الخوف علينا". من جانبه، قال جهاد عودة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن "تتابع التحذيرات بهذا الشكل يثير التساؤل حول ما الذي يمكن أن تشهده القاهرة، غدًا الأحد"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن تخرج هذه الإنذارات بشكل عشوائي، أو لأنهم منزعجون من النظام في مصر مثلًا. ورأى "عودة"، أن إنذارات هذه السفارات لمواطنيها ربما تكون قائمة على معلومات لديهم ولا تعلم عنها مصر شيئًا، أو أنها جاءت لوجود خطأ دبلوماسي، معتبرًا أن الأرجح لخروج التحذيرات الغربية بهذا الشكل قائم على معلومات غير دقيقة. وأعرب عودة عن استغرابه من عدم قيام السفارة الإسرائيلية بالتحذير الذي قامت به أمريكاوكندا وبريطانيا، متعجبًا من فكرة تحذير هذه الدول لمواطنيها لمدة يوم واحد، على اعتبار أنه لو لديهم معلومات فمن المفترض أن يكون التحذير مفتوحًا، وليس مقصورًا على 24 ساعة فقط. وقال إن "رد الخارجية المصرية التي استنكرت فيه هذه التحذيرات وأسبابها كان على مستوى الحدث".