رئيس المباحث هددهن: «أي مرة هضربها بالنار» وإجهاض سيدة بعد الاعتداء عليها بالضرب صراخ وعويل.. طلقات نارية فى الهواء بكثافة افزعت الصغار والكبار، ضرب وإهانة كل من تواجد فى الشارع لحظة مداهمة الشرطة منازل عائلة بدر بالبراجيل للقبض على متهم واحد مطلوب ضبطه وإحضاره فى قضية مشاجرة تجرى مثيلتها كل يوم عشرات المرات فى ربوع مصر، واستكمالا للمشهد قامت الشرطة بمطاردة أشقائه حتى تركوا منازلهم وأطفالهم واحتجزوا 12 سيدة فى القسم يومين كاملين للضغط على المتهم لتسليم نفسه، وأصيبت واحدة من تلك السيدات بحالة إجهاض نتيجة تعرضها للركل والضرب. بدأت الواقعة كما يرويها أهالى قرية البراجيل بحدوث مشاجرة سببها طفلان من عائلة بدر يستقلان دراجة بخارية واصطدما بتوك توك أحد الأشخاص من عائلة أولاد الشيخ مما دفعه إلى ضرب الطفلين واندلعت مشاجرة بين العائلتين وتدخل الأهالى للصلح بينهما بشكل ودى، فى اليوم التالى تجددت المشاجرة بينهما وتم إطلاق عدة أعيرة نارية فى الهواء أصابت طفلة بشظية فى البطن وتم توجيه الاتهام إلى معتز احمد محمد حسن بإصابتها وصدر له قرار ضبط وإحضار من النيابة. فى منطقة زراعية على أطراف القرية يوجد منزل الحاج محمد احمد محمد حسن شقيق معتز، طالعتنا قطعة أرض فضاء أمام المنزل بها عدد من العمال يقومون بتحميل بضائع مكدسة ومرصوصة بالأرض على سيارة نقل، قالت سيدة خمسينية تدعى عزة «شقيقى يملك مخزنا كبيرا لتجارة الجملة وانا من أقوم بإدارته حاليا بعد هروبه خوفا من القبض عليه، وأشارت، إلى آثار اقتحام وكسر باب مكتب بالطابق الارضى يستخدم لإدارة حسابات المخزن وتوريد الأموال قائلة فوجئنا بقوة كبيرة من المركز يقتحمون ساحة المخزن ونزل منها بعض الرجال يحملون الهراوات والأسلحة الآلية وطلبوا من العمال الانصراف حتى أن بعض التجار ممن ينتظرون دورهم لتحميل البضاعة لاذوا بالفرار بعد تعرضهم لوابل من الشتائم والاهانات، وتابعت: قاموا ببعثرة البضائع على الأرض ثم اتجهوا إلى باب المكتب الذى كان مغلقاً فكسروه وعقب دخولهم المكتب وجدوا الجهاز الخاص بتسجيل ما ترصده كاميرات المراقبة بداخله فانتزعوه من مكانه واخذوه معهم بسبب تسجيله كل ما حدث من اقتحام وما سببوه من دمار ثم قطعوا أسلاك الكاميرات، وتابعت: صعدوا إلى الطابق الثانى حيث شقة شقيقى مصطفى واحدثوا بها دمارا وخرابا وألقوا النيش على الأرض، مضيفة، هو عريس وشقته جديدة ولكنها الآن تحولت إلى خرابة ثم انصرفوا، واشارت إلي إن شقيقها الهارب مهدد بالحبس بسبب البضائع التى توردها له الشركات بملايين الجنيهات، وتوقف العمل بشكل كبير ولا نعرف كيف نسدد الفواتير لدرجة أن التجار توقفوا عن الحضور إلى المخزن للحصول على بضاعتهم خوفا من الشرطة وبكده فلوسه هتضيع فى السوق لأنه هو الوحيد اللى يعرف يحصلها من عملائه. اتجهنا إلى منزل احد الهاربين من قبضة الشرطة بسبب صداقته للمتهم الهارب، قابلتنا والدته مريم عبدالجواد «ربة منزل» وقالت، إن نجلها محمود صابر عبدالحميد وشقيقه محمد هربوا من المنزل بسبب مطاردة الشرطة لهم رغم عدم تورطهم فى المشاجرة، واضافت ان نجلها مجرد صديق المتهم الهارب معتز احمد محمد حسن وإنها تشعر بالظلم الشديد على ماحدث لولديها ووقف حالهما بدون ذنب اقترفاه، واضافت «مريم» أن الشرطة قامت بكسر باب الشقة بحثا عن محمود، التقطت طرف الحديث نجلتها سهام قائلة انا أقيم بمنزل اسرتى بسبب خلافات مع زوجى منذ شهور قد تصل إلى الطلاق، واضافت: لما رجال الحكومة ملقيوش اخواتى كانوا عايزين ياخدونى معاهم وفضلت اتوسل إلى رئيس المباحث هيثم خلف علشان يتركونى لانى لسه خارجة من عملية قيصرية منذ أيام ومع شدة الخوف دخلت فى حالة إغماء فتركونى وقاموا بتكسير الشقة كلها، عادت الأم لتكمل حديثها قائلة: ابنى معاه ورشة ألومنيوم وترك شغل الناس فيها وكل يوم تيجى الزبائن تسأل على شغلها أو الفلوس وكده بيتنا هيتخرب، مين هيصرف علينا وولادى الاتنين هربانين وزاد الحمل علينا بمصاريف بنتى وبناتها التلاتة اللى جوزها عايز يطلقها، يرضى مين ده كده بيتنا هيتخرب. فى شوارع ضيقة وأزقة توجهنا إلى منطقة السويقة بشارع مصطفى كامل بالبراجيل حيث يقع البيت الكبير كما يطلق عليه أفراد العائلة، جلست زوجات الهاربين فى حالة حزن شديد على ما تعرضوا له اثناء اقتحام المنزل والاهانات التى طالتهم من رجال الشرطة وحبسهم يومين فى القسم، بدات مى محمد عبدالكريم زوجة رضا احمد محمد حسن تروى تفاصيل الواقعة: كنت اجلس مع حماتى فى شقتها وسمعنا صراخا وضرب نار فى الشارع، اسرعت بالخروج لأرى ما يحدث، فى تلك اللحظة اقتحم بعض الأشخاص مدخل المنزل ودفعوا الباب الحديدى بقوة ثم ضربنى احدهم بالرجل فى بطنى فسقطت على الارض من قوة الضربة، واندفع عدد كبير من الرجال داخل شقة حماتى بالطابق الأرضى وقاموا بتكسير كل ما يقابلهم، تابعت، تذكرت طفلتى شهد 8 سنوات وجودى 5 سنوات بشقتى بالطابق الثالث، فنهضت مسرعة إلى فوق، وجدتهم فى حالة ذعر وهلع شديد من هول ما يرونه من شتائم وصراخ من الحكومة وتكسير كل ما يقابلهم، مضيفة: الطفلتان لم تسلما من ايذائهم وتم ضربهما بالعصي، حضنتهما ونزلت بهما إلى تحت، رئيس المباحث كان بيزعق بصوت عالى فى المدخل وقال «أى مرة هتخرج من البيت اضربوها بالنار»، وركبونا البوكس، قالت بصوت يغلبه الانكسار والقهر «انا كنت لابسة جلابية خفيفة لانى فى البيت وحاسة إنى عريانة بس مقدرتش اتكلم من الخوف، قولتلهم انا حامل بس صمموا ياخدونى، وأثناء ركوبى البوكس ضربنى احدهم بعصا على ضهرى»، وبعد وصولنا للقسم تم احتجازنا يوما كاملا ولم يتركونى إلا بعد اصابتى بنزيف وقامت النساء داخل الحجز بالصراخ حتى يخرجونى إلى المستشفى، وبالفعل ألقوا بى خارج القسم الساعة الواحدة صباحا وليس معى نقود اركب مواصلات وانقذنى فى ذلك الوقت بعض أولاد الحلال وقاموا بتوصيلى إلى منزل أهلى، فى الصباح ذهبت إلى الطبيبة لرؤية النزيف وحولتنى إلى مستشفى الموظفين بإمبابة العام وأجريت لى عملية إجهاض بسبب سوء حالتى، توجهت بعدها إلى النيابة لتحرير محضر بالواقعة وتم عرضى على الطب الشرعى، تقول مى: إن طفلتيها اصيبا بحالة انهيار نفسى وان الصغرى جنى رفضت العودة إلى الشقة بسبب خوفها من عودتهم مجددا وتقيم بمفردها عند جدتها. قالت أم أحمد زوجة رضا احمد محمد حسن: وقت اقتحام الشرطة منزلنا كنت نائمة فى شقتى بالطابق الثانى بسبب شعورى بالتعب من الحمل، فأنا فى الشهر الخامس، صحيت على صراخ سلفتى واسرعت إلى ملابسى كى استر نفسى ولم اتمكن من لبس نقابى حتى فوجئت ببعض الرجال يقتحمون الشقة وفى إيديهم شوم بحثا عن زوجى، حضنت ابنى من الخوف وأخذ احدهم يكيل لى السباب بأبشع الألفاظ، اسرعت بالنزول إلى أسفل خوفا بأن يضربنى بالشومة، وجدت رجالا آخرين بداخل شقة حماتى، فأسرعت إلى الحمام ومعى ابنى وأغلقت علينا الباب، فى تلك اللحظات انتاب الهلع ابنى الصغير وأخذ يصرخ «هيموتنى.. هيموتنى» وضعت كفى على فمه حتى لا يسمعونا، ولكن أحد الرجال بدأ يضرب الباب بالشومة وقال اخرجى يا بنت .... وانهال على بالسباب، تابعت لم أتخيل انهم رجال شرطة، تصرفاتهم توحى بأنهم بلطجية، قام الضابط بجمعنا فى مدخل المنزل وقال لرجاله لموا كل الستات دى فى البوكس وكنا 12 سيدة بعضهن من الجيران، قولت له انا تعبانه وحامل ومش قادرة أقف على رجلى، وتركونى بعد توسلات عديدة، تابعت: طلعت شقتى لقيت كل حاجة متكسرة وملقاة على الأرض، جريت على درج فى الدولاب كان فيه مبلغ 27 الف جنيه بتوع جوزى، لقيتهم مش موجودين واتسرقوا، ذهبت فى اليوم التالى إلى مديرية أمن الجيزة لتحرير محضر بالواقعة وإثبات ما تعرضت له من ضرب وإهانة وسرقة فلوس زوجى، ثم توجهت إلى النيابة لتحرير محضر وطلبت معاينة الشقة وحتى الآن لم تتم أى معاينة، مضيفة: وفى ختام حديثها حمدت الله على سلامة جنينها رغم اصابتها بنزيف نتيجة تعرضها للضرب من رجال الشرطة. بعد خروجنا من المنزل فى طريقنا للذهاب التقينا بعض أهالى المنطقة الذين رفضوا ذكر اسمهم خوفا من ملاحقتهم واخبرونا ان كل من تصادف مروره بالشارع وقت مداهمة الشرطة للقبض المتهم الهارب تم التعدى عليه بالضرب والإهانة بدون سبب و قاموا بإطلاق النار بكثافة فى الهواء لإرهاب الأهالى، وأضافوا أن صاحب مقلة على ناصية الشارع امره أحد الضباط بإحضار زجاجة مياه معدنية من ثلاجته، وطلب منه أن يصب له الماء ليغسل وجهه ويده وبعد انتهائه قام بضربه والتعدى عليه بدون سبب.