مأساة إنسانية راح ضحيتها الطفل عبدالله سامح "4 سنوات" أثناء عبثه بقنبله يدوية اخفاها والده المنتمي لجماعة الاخوان المحظورة داخل مسكن حماته التي كان في زيارتها بمنطقة الساحل لاستخدامها في أعمال إرهابية ولم يتوقع أن تقع في يد طفله أثناء لهوه بالشقة لتنفجر فيه وتمزق جسده اشلاء وبعدها هرب الأب تاركاً جثة ابنه ضحية إجرامية خوفاً من ملاحقة أجهزة الأمن وضبطه. اخطر اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن العاصمة واللواء جمال عبدالعال مدير الادارة العامة للمباحث بالحادث واخطرت النيابة التي تولت التحقيق في الحادث. كشفت التحقيقات عن تفاصيل الحادث المثير حيث تبين أن والد الطفل عامل تشغيل معادن عمره 37 عاماً ينتمي لجماعة الاخوان المحظورة ومحل اقامته منشية ناصر بالقاهرة وكان من ضمن معتصمي رابعة العدوية ودائم المشاركة في تظاهرات الجماعة الإرهابية وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة خشي من الملاحقة الأمنية ورصد تحركاته التي يقوم بها سرا فظل يتردد علي مسكن حماته بصحبة زوجته واطفاله الثلاثة للاقامة عندها بعض الوقت دون أن يشعر أحد بتصرفاته المريبة وأنه قام بحلق "لحيته" حتي لا يتعرف أحد عليه. في يوم الحادث كان المتهم وزوجته واولاده في ضيافة "حماته" وحضر عصراًَ وبيده كيش بلاستيك أسود بداخله قنبلة يدوية أحضرها لاستخدامها في مسيرات الاخوان خلال الأيام المقبلة ودون أن يعرف أحد حقيقة القنبلة التي دخل بها غرفة النوم واخفاها في "ضلفة" أعلي الدولاب حتي تكون بعيدة عن أيدي أهل البيت ولا يفتضح أمره. شاء القدر في نهاية اليوم أن يصعد ابنه عبدالله "4 سنوات" لأعلي الدولاب ليأخذ "الكورة" للعب بها وأثناء نزوله بها سقط بالقنبلة علي الأرض لتنفجر فيه ويهز صوتها سكون المنزل ويتمزق جسد الطفل ويسقط غارقاً في الدماء وتكون تلك النهاية المأساوية بيد والده ليكتوي بنار الارهاب. بعد وقوع الحادث اختفي والد الطفل من مسرح الحادث الذي دمر المسكن خوفاً من ضبطه وترك زوجته وحماته وباقي صغاره في حالة انهيار وصراخ هيستري من هول الصدمة غير مصدقين حقيقة ما حدث ومعهم الجيران الذين اسرعوا بإبلاغ قسم الشرطة. فور اخطار العميد طارق حسونة مأمور قسم شرطة الساحل انتقل إلي مكان البلاغ وبصحبته العقيد علاء فاروق مفتش المباحث والمقدم علاء خلف الله رئيس المباحث وكشفت المعاينة تدمير الغرفة التي وقع فيها الانفجار وعثر علي جسد الطفل الضحية وبداخله المسامير التي تطايرت من القنبلة وبقاياها وتبين انها بدائية الصنع وكانت محشوة بالبارود والمسامير ليستخدمها المتهم والد الطفل الضحية المنتمي لجماعة في أعمالهم الإرهابية وأنه "طفش" بعد الحادث. استمع العميد عبدالعزيز خضر رئيس المباحث لقطاع شمال العاصمة إلي اقوال "حماة" المتهم صاحبة الشقة وزوجته حول كيفية وقوع الحادث ومشاهدتها له بعد حضوره للمسكن وبيده الكيس الأسود بداخله تلك العبوة دون معرفة ما بداخلها وكلف اللواء سامي لطفي نائب مدير الادارة العامة لمباحث العاصمة اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية لإجراء تحريات مكثفة عن المتهم ونشاطه وعلاقاته واعداد الأكمنة اللازمة للقبض عليه في الأماكن التي يتردد عليها بعد اتخاذ الاجراءات القانونية. انتقل لمكان الحادث خبراء المفرقعات والكلاب المتخصصة في الكشف عن مثل تلك المتفجرات والممنوعات بحثاً عن اي عبوات اخري بالمسكن ولم يعثر علي شيء. وفي نفس الوقت انتقل خبراء المعمل الجنائي لرفع اثار الحادث وبقايا القنبلة لفحصها وبيان مكوناتها بعد نقل جثمان الطفل الضحية لمشرحة النيابة لتشريحه لبيان سبب الوفاة قبل تسليمها لأسرته والتصريح بالدفن. انتقل عمرو جمال وكيل أول النيابة بالساحل إلي العقار رقم 18 بشارع مطر بميدان فيكتوريا لإجراء المعاينة المبدئية للعقار الذي شاهد الانفجار الذي راح ضحيته الطفل.. تبين أن العقار مكون من طابقين بعد الأرضي وعلي مساحة 50 متراً وأن الشقة التي شاهدت الانفجار تقع بالطابق الثاني وانها مكونة من غرفة وصالة وان الانفجار حدث داخل غرفة النوم. أدي الانفجار إلي شروخ وتشققات بالجدران الخاصة بالمنزل والمنزل المجاور من المخلف.. كما تبين حدوث بعثرة في محتويات المنزل بالكامل وتصدع في جدران العقار وعثر علي أجزاء من المسامير المعدنية بالغرفة نتيجة الانفجار. استمعت النيابة باشراف المستشار وائل حسين المحامي العام الأول لنيابات شمال القاهرة إلي أقوال والدة الطفل المتوفي وردة خلف "30 سنة" ربة منزل حيث اتهمت زوجها سامح سيد الهارب بأنه المتسبب في وفاة نجلها بعدما قام باخفاء قنبلة يدوية ناسفة داخل الدولاب بمنزل والدتها. أضافت انه اثناء لهو نجلها بالغرفة شاهد شيئاً علي شكل "كورة" فحاول اللعب بها إلا انها انفجرت في وجهه وتوفي في الحال.. قامت والدة المتوفي بالتوجه به إلي المستشفي لمحاولة اسعافه إلا أنه فارق الحياة. اشارت في التحقيقات إلي أن زوجها منضم إلي جماعة الاخوان وكان يستخدم تلك القنبلة للاعتداء علي المنشآت العامة ورجال الشرطة والجيش إلا أن القدر جاء في نجله وانه كان دائما يتردد علي اعتصام رابعة للوقوف بجانب الجماعة والتحريض علي العنف ضد الشرطة والجيش. كما استمعت النيابة باشراف محمد رضوان رئيس النيابة لاقوال حماة المتهم الهارب التي اتهمته بالتسبب في قتل حفيدها بهذه الطريقة البشعة وانها كانت تشك في تصرفاته في الآوانة الأخيرة وجلبه يومياً شنط سوداء ويقوم باخفائها داخل الشقة ويخرج بها في الصباح. أمر عمرو جمال وكيل أول النيابة بضبط واحضار المتهم وتبين أنه ملاحق أمنياً من قبل لانضمامه لاعتصام رابعة العدوية وأمر بانتداب خبراء المعمل الجنائي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وكلف رجال المباحث بسرعة اجراء التحريات حول الواقعة وسرعة ضبط واحضار المتهم الهارب. انتقلت "الجمهورية" إلي العقار الذي شاهد الانفجار وتقابلت مع أقارب وجيران والده الطفل المتوفي. قال عصام السروجي "40 سنة" سروجي سيارات انه اثناء توجهه إلي محل عمله الذي يقع اسفل العقار الذي شاهد الانفجار سمع صوت انفجار شديد جداً حاول الوصول إلي الشقة إلا أنه لم يستطع الوصول إليها.. أضاف أنه اعتقد أن أنبوبة غاز انفجرت إلا أنهم لاحظوا انتشار بعض البارود بالعقار.. أضاف أن والده الطفل عبدالله اخذته سريعاً إلي المستشفي للعلاج وإسعافه. قال أن والد الطفل المتهم حضر إلي العقار وعندما عرف أن نجله لقي مصرعه بسبب انفجار القنبلة الخاصة به فر هارب من أمام العقار خوفاً من رجال المباحث والقاء القبض عليه. قال سمير هاني "35 سنة" صنايعي بويات أن والد الطفل منتم إلي جماعة الاخوان وانه كان دائما الحضور لاعتصام رابعة وعقب فض الاعتصام ظهرت عليه علامات الثراء الفاحش وقام بشراء تروسيكل لنقل البضاعة الخاصة به إلي عملائه وقام بحلق ذقنه خوفاً من ضبطه من رجال المباحث وارتدائه نظارة شمسية باهظة الثمن وملابس من بعض التوكيلات. أضاف أنه كان دائم الحضور ليلا وبحوزته شنطة سوداء اللون وبها بعض الاحتياجات الخاصة به وكنا نعتقد أن بها بعض الأسلحة النارية التي تستخدم في اعتصام رابعة العدوية. قال راشد خلف خال المتوفي "22 سنة" صنايعي انه وقت الانفجار كان في عمله وورد له اتصال من والدته اخبرته بالواقعة فتوجه إلي المنزل وشاهد المنزل بعد انفجاره. أضاف أنه لا يعلم مدي صحة انضمام زوج شقيقته إلي جماعة الاخوان المسلمين من عدمه إلا أنه كان متردداً علي اعتصام رابعة العدوية وكان من ضمن المشاركين في الاعتصام. رفض شقيق المتهم الهارب التحدث عن الواقعة وظل يردد حسبنا الله ونعم الوكيل اخويا اللي عمل كده في نفسه وبعدين قنبلة ايه اللي انفجرت دي أنبوبة غاز عادية واخويا مش ارهابي.