ن.تايمز: الناتو ضلل العالم بخصوص ضحاياه فى ليبيا

اتهمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حلف "الناتو" بإخفاء الحقيقة، بخصوص ضحايا عملياته الجوية فى ليبيا.
وقالت الصحيفة إن عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) اوقعت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، أثناء الهجمات الجوية التي شنتها طائراته الحربية على مواقع في عدة مناطق ليبية خلال حملته العسكرية التي ساهمت في الإطاحة بنظام العقيد "معمر القذافي" .
وأشارت الصحيفة إلى أن الحلف دأب على ترديد اكاذيب طوال حملته التى استمرت أشهرا، بأن عملياته لم تسقط ضحايا من المدنيين، وحتى بعد انتهاء العمليات فى الحادى والثلاثين من أكتوبر الماضى، خرج " اندرس فوج راسموسن" سكرتير عام الحلف ليعلن فى نوفمبر الماضى، أن عمليات الحلف كانت تنفذ بدقة وعناية بالغة، ولم تسقط ضحايا من المدنيين.
إلا أن التحقيقات الميدانية التى أجرتها الصحيفة فى المواقع التي تعرضت لضربات الناتو الجوية في طول البلاد وعرضها كشفت عن سقوط العشرات من الضحايا المدنيين.
وقالت الصحيفة إن روايات وصفتها بالموثوقة لناجين وأطباء وشهود عيان تؤكد أن عشرات الضحايا، من بينهم 29 امرأة وطفلا على الأقل، قُتلوا عندما سقطت قنابل الناتو على رؤوسهم وهم نيام في بيوتهم. واشارت الصحيفة الى ان اكثر من 70 شخصا على الأقل لقوا حتفهم فى عمليات الناتو.
وعلى الرغم من أن تلك الأرقام ليست كبيرة مقارنة بما يحدث في النزاعات الأخرى التي تعتمد القوى الغربية فيها على الضربة الجوية اعتمادا كبيرا، علاوة على أنها أقل مما ورد في إحصائيات حكومة "القذافي" عن الضحايا والتي تميزت بالمبالغة، إلا أنها تؤكد أن هناك العديد من الاسرار المخفية التى يمكن أن تكشف عنها الأيام المقبلة .
ورأت الصحيفة أنه كان يجب على الناتو أن يعلن صراحة عن وقوع ضحايا ، وألا يظل يردد الأكاذيب، بأن عملياته اعتمدت على الحرب النموذجية والتكنولوجيات العالية و التخطيط الدقيق وضبط النفس لحماية المدنيين من هجمات كتائب القذافي.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنها أرسلت مذكرة تفصيلية من 27 صفحة إلى حلف الناتو، تروى ما وثقته الصحيفة من تفاصيل وادلة ل"9" هجمات قتلت وجرجت مدنيين ، فلم يكن منه الا اعرب عن اسفه على لسان المتحدثة باسمه في بروكسل، "أوانا لونجيسكو" .
واكتفى بإحالة الأمر إلى المجلس الانتقالى الليبى لإجراء التحريات ، الا ان قادة المجلس ابدوا عدم اهتمامهم بالتحقيق فى اخطاء الناتو . واشارت الصحيفة الى أن ماحدث فى ليبيا ، ماهو إلا استمرار لنفس الأخطاء التى ترتكبها قوات الناتو فى أفغانستان، حيث توقع الضربات الجوية العديد من القتلى المدنيين ، ويخرج الحلف ليعتذر المرة تلو الأخرى.