صدق أو لا تصدق.. «إسرائيل» منطقة في قلب الجيزة

«يا إسرائيل أنا ابني مات لما مات معنى السلام.. واترمى وسط الحطام لما صابو سهم غادر.. سهم مفلوت الزمام».. ولدنا على كره إسرائيل المحتلة لدولة فلسطين، تعلمنا من صغرنا فى المدارس أن إسرائيل هى العدو للوطن العربي، فرسمنا فى حصص الرسم الجندي الإسرائيلي مهزوما ومقهورا من قبل الجندي المصري، فمن منا لم يحرق علم إسرائيل ذات يوم، فمن منا لم ينتفض جسده بعد سماع «أوبريت الحلم العربي»، حتى نزفت عينه على حال حكام الوطن العربي.
منذ قرابة نصف قرن، تم انشاء منطقة جديدة بشارع فيصل، تحت مسمي «عزبة إسرائيل»، وسميت بهذا الاسم نظرًا لكثرة اعتداءات السكان لبعضهم البعض، إلا أنه بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أصبحت «المنشية الجديدة»، ولكن لايزال الاسم القديم يتردد حتى الآن.
«عزبة إسرائيل» حالها كحال غالبية المناطق العشوائية، لن يختلف كثيرًا، يقطنها نحو 30 آلاف نسمة، ومعظم المنازل في «عزبة إسرائيل»، بمحافظة الجيزة، لا تتجاوز الثلاثة طوابق، لا تستطيع الوصول إليها إلا من خلال «التوك توك» تجد فى كل زاوية تلالًا من القمامة، يتراكم عليها الذباب؛ توحي لأي زائر لها بأنك فى قرية ريفية تعاني من تدني الخدمات بل تفتقر لأبسطها رغم قربها الشديد من شارع فيصل.
الجيل الحالي من ابناء المنطقة يرفض وبشدة تسميتهم على اسم أكبر عدو للوطن العربي، والمحتلة لدولة فلسطين منذ عام 48، لكونه غير
مسجل فى الأوراق الرسمية بالحي، ولكنه اسم توارث مع الأجيال، ولذلك اطلق عدد منهم على المتاجر أسماء تدل على التضامن مع القضية الفلسطينية، مثل «مطعم الحرمين، ومكتبة الأقصى، وسنترال القدس».
يشكو أهالي المنطقة، من الطفح المستمر لمياه المجاري، والتى تصل فى بعض الاوقات إلى الشقق الأرضية وتغرقها، وأكد الأهالي أنهم تقدموا بالعديد من البلاغات للمحافظة، عن تكرار طفح مياه المجاري، وتعرض الأطفال للخطر، فضلاً عن انتشار تلال القمامة فى كل مكان داخل العزبة، التى تصيب المكان بالأمراض والفيروسات.
أما عن المشكلة الأكبر داخل العزبة، فتتمثل فى انتشار البلطجة وتجارة المخدرات بجميع الأنواع، حتى تحولت بعد ثورة 25 يناير إلى جزء صغير من منطقة الباطنية، فإذا أطلقت نظرك ستجد تجار المواد المخدرة ينتشرون على جميع الشوارع من بداية العزبة إلى آخرها، فى وضح النهار، وذلك يرجع نتيجة غياب الرقابة عن المنطقة.