يعانى سكان «عزبة سلام» التى تقع بمنطقة باكوس، مشاكل كثيرة على رأسها الفقر، حيث تتميز غالبية المنطقة بأزقتها الضيقة، التى تفتقر للكثير من الخدمات، مثل الإنارة والرصف. أما عن أسباب تسمية المكان بهذا الاسم، بحسب الحاج سيد عبدالرحمن، أقدم سكان المنطقة، رئيس لجنة فض المنازعات والمصالحة بالعزبة، فيقول عنها: «أقطن هنا منذ الأربعينيات، وسميت بعزبة سلام على اسم أشهر العائلات بها منذ فترة الثلاثينيات وقت نشأتها، كانت تلك الأسرة مشهورة بتجارة الألبان فى منطقة باكوس بأكملها، وكانت العزبة قبل ذلك أرضاً مملوكة لخواجة قبرصى يدعى «بابا دوبلو». وأضاف: «كان الخواجة يؤجرها للمواطنين الذين بنوا أكشاكاً للإقامة بها، وبعد الثورة والتأميم ترك الخواجة المكان ليطمع الكثيرون فيها، وادعى بعض المواطنين فى ذلك الوقت أنه ملك لهم ورفعوا دعاوى قضائية وانتهت المشكلة». وأكد أن العزبة عانت الإهمال منذ سنوات طويلة بالنسبة للإنارة والرصف والمجارى والبلطجة وتجارة المخدرات المنتشرة فيها علناً، مشيراً إلى أن العزبة بها جميع الفئات التى تعيش تحت وطأة الفقر والبلطجة، «وأخطر شىء هو تجنيد الصبية بالعزبة للاتجار فى المخدرات علناً، فيقوم المعلمون بتسليم الأطفال والصبية المخدرات لتوزيعها مقابل عائد مادى، ويبدأ الاستقطاب من سن العاشرة». بينما طالب مجدى الشيخ، أحد سكان العزبة، بنقطة شرطة لتأمين المكان وإنقاذهم من البلطجية وتجار المخدرات، الذين يقفون بطرقات العزبة فى تحد سافر للجميع، مؤكداً أن أقرب نقطة هى حجر النواتية، وأقرب قسم هو رمل ثان، والنجدة لا تحضر إلا بعد فترة، بالإضافة إلى القصور فى تأمين المكان الذى يفتقد إلى كشافات الكهرباء، مما يشجع على انتشار الجريمة بسهولة. يضيف محمد عبدالمنعم: المخدرات منتشرة بشكل غريب فى المنطقة، بالإضافة إلى الخدمات غير المتاحة، مثل الصرف وانتشار القمامة والكلاب الضالة بالمنطقة، التى تهدد الجميع، خاصة الأطفال. وأكد محمد حامد، بالمعاش، أنه يعانى من طفح المجارى الذى يغرق منزله بسبب انخفاضه عن مستوى الأرض، وأضاف: أنبوبة البوتاجاز وصل ثمنها عندنا إلى عشرة جنيهات، وبرغم الفقر والحاجة لا نستطيع الاستغناء عنها. وأرجع إيهاب (26 سنة)، صاحب محل بلاى ستيشن، سبب انتشار البلطجة والمخدرات بالعزبة، إلى البطالة والفقر، وطالب بإنشاء مركز للشباب لاحتواء الصبية وإنماء المواهب. وقال محمد أحمد (19 سنة) سباك: «تركت الدراسة وأنا فى الصف الثانى الإعدادى لأعمل سباكاً من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً، وباقى الوقت فى الشارع، أعمل إيه.. لا أجد ما أفعله». فيما نفي الدكتور محمد عطية، رئيس المجلس المحلى بحى شرق، معرفته بعزبة سلام، وبعد سؤاله عن موقعها توقع أن تكون مدرجة على الخطة ضمن خريطة منطقة أبوسليمان دون تأكيد.