أثار خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى حول الصراع العربى الإسرائيلى ردود فعل واسعة داخل إسرائيل، وكان الرئيس السيسى قد قال فى خطابه إن الصراع بين العرب وإسرائيل هو جوهر عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، وأكد ان يد السلام مازالت ممدودة عبر مبادرة السلام العربية، مشددًا على ضرورة العمل لاتخاذ خطوات فعلية لإنهاء الاستيطان وبدء مفاوضات الوضع النهائى مع التوقف عن الأعمال التى تضر بالذات العربية فى مدينة القدس. أبرزت الصحف العبرية الصادرة، أمس، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالأممالمتحدة بنيويورك، والتى دعا من خلالها إسرائيل لإنهاء الاضطراب الإقليمى وتحقيق السلام بالشرق الأوسط، وقال سفير إسرائيل فى الأممالمتحدة دانى دانون إن رد إسرائيل على خطاب السيسى هو: «أننا على استعداد للحديث»، وأضاف دانون فى حديث مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية امس، أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى كان من القلب، مضيفاً أنه مثلما جاء الرئيس الراحل أنور السادات، وتحدث مع رئيس الوزراء الأسبق مناحم بيجين، يوجد حاليًا قادة فى إسرائيل على استعداد للحديث. وقال ان السيسى يدعو إسرائيل لصناعة التاريخ بتحقيق السلام. ونقلت الصحيفة عن البرلمانية الإسرائيلية كسنيا سفطلوفا، قولها تعقيبًا على خطاب السيسى: «الرئيس المصرى يمد لنا يده مجددًا، وللأسف لا يوجد من يستجيب ليده الممدودة فى صفوف القيادة الإسرائيلية»، وأضافت أن «السيسى يخاطر بشكل شخصى، ويضع سمعته على المحك، عندما ينحرف عن خطابه المعد مسبقًا، ويختار التحدث مباشرة مع الشعب الإسرائيلى». من جانبه قال الدكتور أحمد حماد، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إن كلمة الرئيس «السيسى» كانت فى منتهى الذكاء لأنها بمثابة الطعم لدولة اسرائيل، وتحريك للمياه الراكدة، وأن مصر أمام العالم أجمع ليست دولة حرب، وانما دولة داعية للسلام، وأشار الى ضرورة التفريق بين مضمون الخطابات فى المحفل الدولى عن المحلى، لأن كلمة السيسى بمحفل دولى كالجمعية العامة للأمم المتحدة تعد إحراجًا لإسرائيل وإعلامها الذى يتهم العرب بأنهم دعاة حرب. وأشار أستاذ الدراسات الإسرائيلية، بجامعة عين شمس، إلى أن الصحف الاسرائيلية ليست بالسذاجة والغباء الذى يجعلها تفرح بدعوة «السيسى» وترددها وإنما ردها جاء طبيعيًا للخروج من الورطة التى وضعهم بها الرئيس عندما ضربهم فى مقتل، مضيفًا أن اسرائيل ليست دولة داعية للسلام، وأن دعوة الرئيس لن تلقى قبولاً لأن من مصلحة اسرائيل ان يبقى الوضع على ما هو عليه دون وجود حل للقضية.