كلنا نعرف حافظ الميرازي كمذيع ناجح سجل نجاحه كمدير لقناة الجزيرة في واشنطن.. ولما ضاقت به القناة القطرية انتقل للعمل بقناة العربية السعودية فضاقت بصاحبنا أيضاً فكانت قناة دريم الملجأ الاخير لصاحبنا! وأنا هنا لا أتحدث عن حافظ الميرازي كمذيع ولكني أتحدث عن احدى الحلقات الرائعة من برنامجه «بتوقيت القاهرة» استضاف فيها مجموعة من المعتصمين أمام مجلس الوزراء وسألهم السؤال الذي يسأله كل شعب مصر: الى متى؟! وبالطبع كانت اجابات الشباب كافية لأن يحطم شباب مصر اجهزة التلفاز الموجودة في منازله.. فالاجابات تائهة لا تحمل رؤى وأهدافاً واضحة بقدر ما تحمل تسلطاً وعجرفة وديكتاتورية جعلتنا نترحم على ديكتاتورية المخلوع من باب شر أخف من شر.. كل ذلك لا يهم فهذه هي عقلية معظم رواد التحرير بعد أن تلوث الميدان وتحول الي قبلة للبلطجية وأصحاب السوابق وبنات الليل.. هذا الكلام ليس من عندي ولكنه منشور بالكلمة بالصفحة الثالثة من حريدة «الأخبار» الأسبوع الماضي والذي تبادل فيه الثوار والباعة الجائلون الاتهامات بالبلطجة وبيع المخدرات علنا جهاراً نهاراً في الميدان، بل والأسوأ من ذلك ما ردده الطرفان عن استضافة الساقطات بالخيام المنصوبة بالميدان ليلاً، وقد تم ضبط العديد من هذه الممارسات.. وكل هذه الممارسات القذرة اساءت للميدان ولوثت صفحته وطهارته وقد رأينا بالفعل وعلى الهواء مباشرة التحرش الجنسي بالمذيعة الأجنبية التي شاء حظها التعس دخول الميدان بعد أن سمعت عنه وتحرقت شوقاً لميدان التحرير 25 يناير. عموما أن الا أقول جديداً وكل الشعب المصري بات ينظر للميدان ورواده الآن نظرة اشمئزاز وحسرة على ما آل إليه. المهم واعذروني اني خرجت عن الموضوع الذي احدثكم عنه وهو حلقة المرازي لأن الرجل ألقى بدش ماء بارد فوق رأس مجموعة المعتصمين عندما قالوا له ان الاعتصام حق لكل مواطن، فأيد المرازي على رأيهم وأضاف عليه كلمة «ولكن» وأوضح لهم بأن الاعتصام وإن كان حقاً لكل مواطن لكنه مرهون بألا يعطل مصلحة أو منشأة خاصة أو عامة وضرب الرجل بحكم اقامته لسنوات في واشنطن مثلاً بمجموعة من أعضاء الكونجرس الامريكي ارادوا الاعتصام أمام باب السفارة السودانية بواشنطن وغلق أبوابها فما كانت من الشرطة الامريكية الا القبض عليهم ووضع القيود في أيديهم ووضعوهم في سيارة البوكس.. وفي القسم أفرج عنهم بعد أن تعهدوا بعدم تكرار المحاولة والا وقعت عليهم غرامات مضاعفة. اذن وضع الميرازي يده على الحل الذي تخشى حكومة الجنزوري من اللجوء اليه مع عدد لا يتجاوز خمسين فرداً أغلقوا مجلس الوزراء ونصبوا الخيام حوله بل ومنعوا رئيسه من الدخول الى مكتبه لممارسة عمله.. فبالله عليكم إذا لم تكن هذه هى البلطجة في أسوأ صورها فأخبروني؟! لأخبركم أيضاً كيف تعاملت الشرطة الامريكية مع مثيري الشغب في وول ستريت ومن قبلها الشرطة الانجليزية والألمانية فحق التظاهر والاعتصام مشروع.. لكن البلطجة مرفوضة وتجب مواجهتها بكل حسم وشدة.. ألستم معي؟!