الرفاق حائرون.. يفكرون.. يتساءلون..وهم مرعوبون: ماذا سيفعل بنا الإسلاميون؟؟، إنهم سيفرضون الحجاب على النساء، ويطاردون العرايا على الشواطئ، ويحرمون شرب الخمر، ويقضون على التعامل بالربا .. ويمنعون الفنانين والفنانات الراقصين منهم والراقصات من تقديم الفن الراقي الذي يتمتع به الملايين من الناس. تستمر التساؤلات في توجس وخوف: هل هذا صحيح؟.. هل أتى هؤلاء الإسلاميين بدين جديد لم نعلمه من قبل؟ هل هبطت تلك الكائنات من الفضاء ولم تكن موجودة أساسا إبان الحكم البائد؟. وإلى هؤلاء أقول.. هل الإخوان والسلفيون أعزّ عليكم من الله؟. ألم يحرّم الله تعالى الخمر في آيات قرآنية تتلى إلى يوم القيامة بقوله "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه". ألم يبلغنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعقوبة الكاسيات العاريات، ناهيك عن العاريات أساسا، بقوله عن صنفين من أهل النار لم ير مثلهما "ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد بعد مسيرة كذا وكذا". ألم يحرّم المولى عز وجل الربا بقوله "وأحلّ الله البيع وحرّم الربا". ألم يأمرنا الله تعالى بالتقوى، فقال "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا". ألم يوضح لنا الله تعالى الطريق القويم، طريق الهداية والبعد عن الغواية، ألم يقل الله تعالى في كتابه الكريم "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله". أقول هذا وأنا أنظر إلى واقعنا الأليم.. الكل يتحدث عن الإصلاح والقضاء على الفساد.. ولكني أسألهم بصوت يملأه الغضب: من أنتم حتى تتحدثون عن الإصلاح؟. الدكتور محمد البرادعي مفجر الثورة يفخر بقيمه وقيم ابنته وهي ترتدي المايوه، ولا يعلم يوم العطلة في مصر إذا كان الجمعة أم الأحد. وكتّاب الثورة المباركة، إبراهيم عيسى يطعن في مصداقية البخاري، وبلال فضل يتحدث عن نظريته في الإيمان بالله كل على طريقته، والدكتور علاء الأسواني، كفاك أن ترى مقطعا من "رائعته السينمائية" عمارة يعقوبيان كي تعلم الثقافة التي يدعو إليها، والدكتور عمرو حمزاوي يطالب بزواج المسلمة من مسيحي وفقا لقوانين الزواج المدني، ثم يعود وينكر أنه قال ذلك رغم أن التسجيل صوت وصورة يادكتور. هؤلاء يقولون ما يشاءون وعندما يتحدث عبد المنعم الشحات عن رأيه في روايات نجيب محفوظ تنتفض الأقلام هجوما، وترقص صفحات الفيسبوك وتويتر فرحا بسقوطه في الانتخابات، ويزفّونه إلى مزبلة التاريخ.. هؤلاء يطالبون ليلا ونهارا بفصل الدين عن السياسة، ولكنهم لا يتوقفون عن إصدار الفتاوى في أمور دينية لا يعلمون منها شيئا. بلال فضل مثلا، انتفض ضد آراء الشحات في روايات نجيب محفوظ، رغم أن الدين يحرّم الدعوة للفجور والعري والإسقاط الأدبي على رب الأرض والسماوات، وسابقا قبل الثورة غضب لأن سيد القمني حصل على جائزة الدولة التقديرية رغم كتاباته المسيئة للرسول، حسب ما قاله فضل في الحياة اليوم، ولكنه أكد أيضا أن القمني حر فيما يكتب، يعني يكتب ما يريد حتى ولو تطاول على رسول الله ولكنه لا يحصل على جائزة من الدولة. إلى هؤلاء الأفاضل أقولها صراحة: إذا كنتم تريدون الإصلاح فابدأوا بأنفسكم أولا، لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه. أختم مقالي برسالة إلى الإخوان والسلفيين.. ستكونون تحت ضغط أراه أكثر شراسة مما تعرضتم له سابقا.. وللأسف الشديد فإن كل ما ستفعلونه وتقولونه سينسب إلى الدين.. احرصوا على رضا الله يرضى عنكم عباد الله.. وأرجو ألا يكون الكرسي أعزّ عليكم من الله.