تفاقمت ازمة البوتاجاز بشدة خلال اليومين الماضيين، وفشلت جهود المسئولين بوزارتي التضامن والبترول في حل الازمة. ووقعت اشتباكات عنيفة أمام المستودعات بحثاً عن «الأنبوبة» التي ارتفع سعرها إلي 50 جنيهاً في بعض المناطق وتبادل المسئولون بالجهات ذات الصلة الاتهامات حول المسئول عن تفاقم الازمة. حمل المهندس أحمد غراب رئيس شركة «بوتاسكو» وزارة التضامن مسئولية تفاقم أزمة البوتاجاز لعدم قيامها بمراقبة عملية التوزيع، وكانت الشركة قد فشلت في سد العجز الذي تجاوز 50٪ في محافظتي القاهرة والإسكندرية ومحافظات الصعيد. وأكد الدكتور سعد محمد عضو شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية ان الشركة فقدت السيطرة علي العجز الحاد بالأسواق بتضاؤل الكميات التي قامت طرحها والتي لم تتجاوز 15٪ من اجمالي العجز علي حد قوله. ورفض مبررات الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين بمسئولية البلطجية عن العجز لمنعهم وصول اسطوانات الغاز من الشركة للمستودعات. وأكد نقص الكميات التي تطرحها الشركة منذ أكثر من شهرين وازدادت أمام الطلب المتزايد في اشهر الشتاء. كانت اسطوانات الغاز قد بلغ سعرها 30 جنيهاً بالسوق السوداء لتزداد إلي أكثر من 50 جنيها في محافظات الصعيد. أشار السيد عبد الصمد المسئول الاداري بشركة بلاعيم بترول أبو ماضي إلي ممارسات أصحاب المستودعات بمحافظة الدقهلية من خلال قصر توزيع الاسطوانات علي مصانع الطوب دون طرحها للمواطنين، والتي تتم بانتظام في غياب مفتشي التموين، واشار إلي لجوء المواطنين بالقري إلي استخدام الكانون بدلا من اسطوانات الغاز. وبحث الدكتور الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن والعدالة الاجتماعية والمرشح لوزارة التموين مع وزراء البترول والتنمية المحلية ورئيس غرفة المواد البترولية وممثلين من وزارة الداخلية والقوات المسلحة لوضع منظومة لإحكام السيطرة علي أزمة البوتاجاز وضمان وصول الاسطوانات إلي المواطنين والتصدي للبلطجية، تم الاتفاق خلال الاجتماع أن كل محطة تعبئة بوتاجاز سوف يتم تأمينها بقوات من الجيش والشرطة وسوف تقوم حاملات الانابيب بالخروج من محطات التعبئة إلي المستودعات في مواعيد محددة يومياً تتولي قوات الجيش والشرطة بتأمينها من الخلف والأمام. وأكد الوزير أن البلطجية كانوا يقومون بالسطو علي حاملات الأنابيب لبيعها في السوق السوداء، واشار إلي أن مشكلة الانابيب ليست مشكلة نقص كميات لكنها تتمثل في وصول الكميات المتاحة للمستحقين. وتمت زيادة الكميات المطروحة يومياً إلي 15 الف اسطوانة علي مستوي الجمهورية بزيادة 3 آلاف اسطوانة، وعن انشاء وزارة مستقلة للتموين قال الدكتور جودة عبد الخالق بعد رفع مسئولية قطاع الشئون الاجتماعية عن كاهلي سوف يزداد تركيزي في مشاكل التموين وتعهد بتحسن نوعيات وكميات السلع التموينية ويمثل الدعم مركز الصدارة في اهتمامات وزارة التموين. وأكد اللواء محمد اسماعيل مدير الادارة العامة لمباحث التموين قيام الادارة بتكثيف الحملات علي منافذ البيع الرئيسية وضبط الباعة الجائلين الذين يقومون ببيع البوتاجاز في السوق السوداء. وأوضح أن حملات إدارة التموين خلال 3 أيام اسفرت عن ضبط 203 قضايا تلاعب في اسطوانات البوتاجاز. وتنوع بين 76 قضية بيع بأزيد من السعر المقرر و39 تجميع و51 تصرف حصته، و3 قضايا حالات امتناع عن استلام الحصة، 34 قضية استخدام اسطوانات البوتاجاز في غير الغرض المخصص، وقال إن اجمالي حجم المضبوطات 33.350 طنا بوتاجاز. من ناحية أخري تصاعدت الازمة بقري محافظة الغربية وارتفع سعر الاسطوانة الي 30 جنيها في القري بالسوق السوداء. ووقعت مشاجرات عديدة بين المواطنين وأصحاب وأمناء المستودعات بسبب الصراع علي أولوية الحصول علي الانبوبة وكثفت مديرية التموين بإشراف علاء مرتضي وكيل الوزارة من تواجدها بالمستودعات للاشراف علي عمليات البيع للمواطنين وضمان عدم تسرب الاسطوانات للسوق السوداء، وأشار المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية إلي قيام المحافظة بطلب زيادة الحصة المقررة من الاسطوانات خصوصا في فصل الشتاء لمواجهة زيادة الطلب، وشكا أهالي قري المحافظة من قيام البلطجية ببيع الاسطوانات في السوق السوداء بأسعار مضاعفة. والأهالي يقطعون الطريق أمام سيارة اسطوانات بطنطا واستولي اهالي كفر أبو جمالة التابع لمركز طنطا علي سيارة نقل محملة باسطوانات البوتاجاز واصروا علي انزال الاسطوانات، وتوزيعها علي أهالي المنطقة، وشكا صاحب السيارة لشرطة النجدة، واشار إلي أنه يحمل مخصصات الاسطوانات لقرية ميت حواي التابعة لمركز السنطة وقام الاهالي بقطع الطريق أمامه واجبروه علي الوقوف وتوزيع الاسطوانات عليهم لحاجتهم لها. وأخطر المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية الذي قرر توجيه سيارة اخري محملة بالاسطوانات لقرية ميت حواي لتلبية احتياجات المواطنين هناك. وأحطبت مباحث ميناء الادبية بالسويس عملية تهريب 29طن سولار مدعم إلي بعض السفن الاجنبية الراسية علي رصيف الميناء، وكانت معلومات وردت لمباحث ميناء الادبية باعتزام بعض العاملين في احدي شركات تصنيع زيوت الطعام التي لها مخازن زيوت داخل الميناء تهريب شحنة سولار مدعم في سيارات نقل الزيوت إلي داخل الميناء بزعم انها شحنة جديدة من الزيوت المتجهة إلي مخازن الشركة لتصديرها إلي الخارج تمهيداً لبيع شحنة السولار بسعر السوق العالمي إلي بعض السفن الاجنبية الراسية في الميناء. تم تقنين الاجراءات واعداد كمين اسفر عن ضبط سائق احدي سيارات نقل الزيوت للشركة اثناء دخوله الميناء بشحنة جديدة من الزيوت المتجهة إلي الخارج وبتفتيش السيارة وجد بأن شحنة الزيوت المدعومة عبارة عن 29 طن سولار مدعم في براميل، اخطرت النيابة والتي تولت التحقيق. وتظاهر مئات المواطنين بشارع أسيوط بسبب ازمة البوتاجاز، وطاردوا السيارات التي خرجت من مستودعات التموين، وفشلت مساعي اللواء السيد البرعي محافظ أسيوط لتسيير حركات السيارات ومنع الاهالي من التظاهر، بعد وقوع اشبتاكات بين المواطنين ورجال التموين. أكد المحافظ أن حصة البوتاجاز بأسيوط في زيادة مستمرة ووصلت خلال هذا الشهر إلي مليون اسطوانة اضافية ولكن الانفلات الامني والسوق السوداء جعلا المحافظة في ازمة مستمرة. اضاف منصور سيد حامد من قرية المعصرة أن الاسطوانات تذهب لمجموعة اصحاب النفوذ والغلبان لم يحصل علي شيء رغم ارتفاع الحوادث والاصابات بين العائلات بالقري بسبب الازمة وفشل المسئولين في احتوائها.