أكد الخبير الإسرائيلى يورام ميتال أن الشرق الأوسط يعيش صدمة الإسلام السياسى، الذي سيضر حتما بالعلاقات المصرية الاسرائيلية، وخاصة في ظل تحول مصر إلى إمارة إسلامية، مما يستدعي استكمال إسرائيل لبناء جدارها العازل ولكن أكثر سمكا وارتفاعا. وأضاف الكاتب في مقالة له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن القوى السياسية التى ستهيمن على مصر فى المستقبل القريب هى القوى الاسلامية، وربما هذا يجعل اسرائيل تسير فى خطى ثابتة فى جدول الأعمال الأيديولوجية لليمين، وخاصة أن الإسلاميين باتوا يحكمون أيضا في تونس وليبيا والمغرب. وأشار ميتال إلى خطاب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبوع الماضى فى الكنيسيت عندما قال إن العالم يمضى قدما الى الأمام، لكن العرب يرجعون الى الوراء. ووصف الكاتب ثورة المدنيين التى قامت فى مصر وأطاحت بحسنى مبارك والتي أدهشت وأخافت الاسرائيليين، وأحدثت صدمة كبيرة خوفا من تولى الاسلاميين الحكم وانهيار معاهدة السلام، بأنها أصبحت الآن أكثر السيناريوهات المرعبة في إسرائيل، بعد نجاح الإسلاميين. وقال الكاتب:"لا شك أن الاسلاميين لديهم أجندة وطنية للنهوض بالدولة اجتماعيا واقتصاديا ودفاعيا عن تلك التى كانت موجودة أيام مبارك، لكن هذا لا ينفى تخوف القوى الأخرى فى مصر ومنها الأقلية المسيحية فضلا عن الليبراليين واليساريين، لتصبح الصراعات القائمة الآن تتمحور في أربع نقاط أساسية هي: "الرئاسة والبرلمان والمؤسسة الأمنية وقوى خارج إطار البرلمان". وتابع:"إن معاهدة السلام مع إسرائيل ليست على رأس الأولويات القومية فى مصر فالدولة تحتاج إلى إعادة تأهيل الحالة الاقتصادية والاجتماعية، لكن هذا لا ينفى التدهور الحاصل فى العلاقات بين البلدين والذى أدى الى إتمام المصالحة الفلسطينية والاعتراف بحماس وفتح معبر رفح بانتظام، على حد تعبيره. وأكد الكاتب أن فكرة الجدار العازل التى تم مناقشتها قديما عادت من جديد ولكنها هذه المرة واجبة التنفيذ وليكن الجدار أعلى طولا وأكثر سمكا، فالموقف بات خطيرا عن ما سبق، وفقا لوصفه.