مصر كلها فرحة.. مصر كلها جميلة.. مصر كلها تعمها البهجة والسعادة.. فما حدث يومى 28 و29 نوفمبر من العام 2011 حدث سيرويه التاريخ على مر الأيام.. عرس الديمقراطية الذى نعيشه.. ثورتنا التى مازالت فى ذروة مجدها وتوهجها.. ما رأيناه وشاهده العالم معنا يرفع قامتنا الى عنان السماء.. ونفجر به أمام العالم.. وأمام الحاقدين وأمام المنظرين وأمام المتوعدين والمتربصين بمصرنا.. فقبل يومين فقط من إجراء الانتخابات كانت تعصف بمصر أحداث لا تتحملها الجبال.. قتل.. دم.. إصابات فتن.. حرب شوارع.. خوف.. رعب وتهديدات ونصائح بضرورة تأجيل الانتخابات وأن مصر ستتحول الى ساحة قتال أثناء الانتخابات وعشنا ساعات وأياماً مريرة فى قلق مما ينتظرنا وما يقودنا وماذا سيكون حالنا.. وجاء يوم الانتخاب الموعود..وكانت المفاجأة التى أذهلت العالم قبل أن تذهلنا.. هاهم المصريون العظماء.. أصحاب الحضارة والتاريخ العريق الممتد مع امتداد التاريخ.. سطروا أجمل الصور ورسموا أحلى اللوحات.. بتلك الطوابير التى لا نهاية لها.. والعيون المملوءة بالإصرار على نجاح تلك التجربة الديمقراطية الرائعة.. فهم مصممون على أن تتقدم مصرهم المشهد فى العالم كله.. أختفى كل ما هو سيئ من بلدى فى هذين اليومين.. لم نجد ما يشين العمل الرائع كل شىء جميل.. لا بلطجية لا فوضى.. ولا خوف الكل آمن.. سعيد.. وكأنه ذاهب الىجنته الموعودة.. نعم ذاهبون الى جنتنا الموعودة التى ننتظرها بعد نهاية تلك الانتخابات وتشكيل حكومة منتخبة ووضع دستور دائم وانتخابات رئاسية حرة ونزيهة ستتحول مصر بنا الى جنة فى أرضه.. من كان يتخيل ان تخرج كل هذه الملايين ومن كل الأطياف ومن جميع الأعمار لكى تدلى بأصواتها وتقول رأيها فى مستقبل بلدها وأولادها.. ونضع أول لبنة فى خريف الاستقرار والتقدم والديمقراطية.. وأول خطوة على طريق نمو اقتصادنا ليعود كالمارد يتفوق على عثراته التى أصابته بفعل التوترات والأحداث ان تشهدها مصر.. خرجت الجماهير لتساعد وطنها على الخروج من هذا المخاض العسير الذى استمر طويلاً.. ما أعظم شعب مصر وما أعظم هذا الوطن العريق هذا الشعب القادر على تحويل الهزيمة الى نصر.. وتحويل الحزن إلى سعادة.. وتحويل الانكسار الى نصر.. خرج شعب مصر يوم الاثنين الفائت ليعبر بمصر العبور الثانى.. فكان العبور الأول فى العام 1973 عندما عبر قناة السويس ولقن الصهاينة دروساً مازالوا يتجرعون آلامها حتى يومنا هذا.. وفى هذه المرة عبروا عصوراً من الاضطهاد والعبودية والشمولية وحكم الفرد الواحد والسرقة والنهب والذل عبروها وتخطوها الى عصر الديمقراطية والحرية والأمل والمستقبل الزاهر.. وهذا كله فضله يعود لهؤلاء الثوار الذين فجروا ثورة يناير العبقرية وأولئك الشهداء الأبرار الذين جادوا بأرواحهم من أجل أن تتحرر مصر من جلاديها وبفضل آلاف المصابين العظماء الذين كلما شاهدوا اصابتهم تذكروا ما كنا فيه وما أصبحنا فيه الآن.. نعم تحولنا الى شعب قاهر للصعاب..وعاد العالم يتحدث وينبهر ويتعجب من أفعال الفراعنة.. ويشاهد ثورتنا وهى تنتخب نوابها للبرلمان المرتقب.. ورغم بعض التجاوزات التى لا تذكر وشهادات المنظمات الدولية والدول الأوروبية وأمريكا بأنه لم تحدث أية تجاوزات وأن ما حدث فاق كل التوقعات.. نتمنى ونحلم وندعو ان يمر باقى أيام العملية الانتخابية كما مر يوماها الأولان وتكتمل فرحتنا وتشب ثورتنا وتعلو الأعناق ويستقر بلدنا ويصحو اقتصادنا من الركود الى النمو وتعود عجلة انتاجنا الى الدورات وينتهى جدلنا وتخويننا لبعضنا ونعشق مصريتنا ونفخر بها بين العالمين قولوا آمين. يوم قلت آه.. سمعونى قالوا فسد ده كان جدع قلبه حديد واتحسد رديت على اللايمين أنا وقلت.. أه لو تعرفوا معنى زئير.. الأسد