ربما كان الفقر والعوز دافعاً، وربما كان الجهل والتخلف دافعاً أيضاً، لكن من المتفق عليه أن ما حدث فى أفغانستان قد جمع بين الدافعين: الفقر والجهل. فقد اضطر أب لبيع ابنته ذات السنوات الست لرجل يبلغ الخامسة والخمسين من عمره فى مقابل الحصول على ماعز، فى عملية مقايضة تمت فيها مساواة طفلة فى عمر الزهور بشاة. بل كانت الشاة بالنسبة للأب ذات نفع قد يكون أكبر لأسرته من طفلته، فقد أكد الأب أنهم كانوا فى أمس الحاجة للطعام، كما لم يقتصر الأمر على تلك الماعز فحسب، فقد حصل الرجل من العريس الخمسينى على الكثير من المواد الغذائية كالأرز والسكر والزيت والشاى. وبعد حفل الزفاف، أخذ العريس الذى يدعى سيد عبدالكريم الفتاة إلى منزل أحد أقاربه فى إقليم غور، وتظاهر وكأنها ابنته. إلا أن أحد أقارب الطفلة أبلغ الشرطة بالواقعة، فتم اعتقال الرجل، ووالد الفتاة. وفى اعترافاته أمام الشرطة أكد الأب أن زوج الفتاة، قد حلف اليمين بعدم معاشرة الطفلة كزوجة حتى يصبح عمرها 18 عامًا.