زاغ بصره على الطفلة التى حرمتها الأقدار نعمة العقل ولم يرحم براءتها وعدم إدراكها للحياة ومعرفة من حولها واستغل سذاجتها وسلبها أغلى ما تملك، معتقدًا أنه سيفلت من جريمته الشنعاء إلا أن الاقدار اقتصت منه، وعلى أعتاب حياته وبداية مستقبله كان طريقه إلى السجن ليقضى سنوات عمره وشبابه خلف الأسوار ليدفع ثمن جريمته. أوقعها حظها العاثر فى براثن أبوين أحاطهما الفقر بأسياخ من حديد إذ رزقهما القدر بها وسط أربعة من الأبناء، فباتت الحياة أمام الزوجين، مثل ثقب الإبرة وضاقت السبل أمامهما حتى كبر الأبناء وعجز الأب عن توفير لقمة العيش للأفواه الجائعة وتثاقلت على كاهله هموم الحياه التى تنوء بحملها الجبال الراسيات، حتى طرق المرض بابه، واختفى الأمل والضحكة من البيت المتواضع، ورغم الفقر وقلة الحيلة، أصر الأبوان على تسليح أبنائهما بالعلم، وكانت الأم دائماً تخشى على طفلتها من الخروج خوفاً من أن تتعرض لأى ضغوط نفسية أو يقوم أحد بإهانتها، ورغم ظروف الأسرة الضعيفة إلا أن الأم كانت تتحدى إعاقة طفلتها وتقوم بتعليمها فى المنزل وكانت تدرس أساليب تعليم الإعاقة عن طريق قراءة الكتب ومتابعة برامج التليفزيون وكانت دائمة تشجعها وذلك بإحضار لها الحلويات والألعاب البسيطة من أجل تحقيق لها السعادة كى لا تشعر بأنها أقل من باقى الأطفال. وفى يوم الحادث كانت تجلس مع الطفلة المجنى عليها لتعليمها وتحفيظها القرآن، ثم تركتها تخرج لشراء حلويات من أحد البقالة بجوار المنزل، ولكنها لم تعلم أن ذئبًا ينتظر طفلتها، شاهدها «بكتيريا» المشهور عنه الإجرام، وقام «بكتيريا» باستدراج الطفلة بعد أن أوهمها أنه سيعطيها لعبة «عروسة» وقام بإدخالها شقته وأشهر سلاحاً لتهديدها، لإجبارها على خلع ملابسها وقام باغتصابها وهى لا تدرك ما يحدث، وعقب الانتهاء من ذلك كان يهددها بالذبح فى حالة أن تبوح لأحد بما حدث، ونظرًا لانشغال الأم بتجهيز الغداء واحتياجات أشقائها لم تلاحظ تأخر طفلتها الا وهى قادمة وعندما سألتها عن سبب تأخيرها، رفضت الطفلة أن تبوح لها بما حدث، ولكن بدأ يظهر على الطفلة علامات الخوف ولم يُفهم شىء منها، اعتقدوا أن إعاقتها الذهنية تسوء ونظراً لإمكانياتهم المادية لم يستطيعوا للذهاب لطبيب، وتركوا الأمر لله، معتقدين أن يكون أصابها صرع مع الإعاقة ولكن تطور الأمر لقيام المتهم بمراقبة الأم والأب، وعقب خروجهما من المنزل يقوم بطرق الباب وأخذ الطفلة وإجبارها على الخروج معه ويقوم بالاعتداء عليها، وظل عدة مرات إلى أن مرضت الطفلة وأصيبت بحالة اكتئاب، قرر الأب أن يقوم بإخراجها لزيارة الأسرة والجلوس مع أبناء عماتها وأثناء قيام ابنة عمها بالحديث معها شهدت عليها بعض الأفعال غير الطبيعية، وعندما سألتها أخبرتها بقيام جارها باستدراجها إلى شقته والاعتداء عليها، حاولت ابنة عمها إخفاء ما حدث خوفاً على الطفلة ولكن الأم شاهد بعض التغيرات الجسدية على ابنتها التى لم تتجاوز عشرة أعوام وانتفاخ أجزاء منها، فاعتقدت أن المرض طرق بابها هى الأخرى، فاصطحبتها للطبيب وكانت المصيبة التى قصمت ظهرها عندما اكتشفت أن فلذة الكبد المعاقة ذهنياً قام شخص باغتصابها، حملت الأم ثرى الأرض على رأسها، وهى تندب، فالفقر والمرض أهون بكثير من العار والفضيحة وبسؤال الطفلة شرحت بصعوبة ما تعرضت له من اعتداء وحشى على يد ابن الجيران وأنه سلبها عذريتها وغمس رأس أبيها فى الوحل أبد الدهر. طار عقل الأب المريض وهرول على الفور إلى جارهم النذل لقتله إلا أن أسرته تمكنت من إخفائه، وتوجه إلى قسم شرطة مينا البصل بإبلاغ المباحث ضد «إبراهيم. ع» وشهرته «بكتيريا»، تم ضبط المتهم، وأمام المستشار محمد نوار، رئيس نيابة غرب الكلية اعترف بتفاصيل جريمته وأنه استغل غياب عقل الصغيرة ودأب على الاعتداء عليها داخل غرفته، مستغلاً انشغال والدتها وأمه فى الأعمال المنزلية، وأضاف أن الصغيرة كانت لا تدرك أفعاله وتنظر إليه باستغراب شديد وهو يعتدى عليها. أمر رئيس النيابة بحبس المتهم على ذمة التحقيق وإرسال الطفلة المعاقة إلى الطب الشرعى.