لا تقتصر الرياضة بشكل عام، على فكرة إتقان لعبة بعينها، وإنما تحمل في طياتها العديد من الرسائل والجوانب بعضها مباشر والآخر غير مباشر، وهو مايتجسد في أوليمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل، والتي شهدت العديد من المفارقات بعد أيام قليلة من انطلاقها. جاء خبر فوز سيرجيو توما لاعب الامارات ببرونزية الجودو لوزن تحت 81 كيلو ليلقي بالاضواء مرة اخري علي ظاهرة التجنيس في البعثات العربية، حيث تعتمد ثلاث بعثات عربية هي الامارات وقطر والبحرين علي عدد كبير من اللاعبين المجنسين، في الوقت الذي عجز فيه عدد من الرياضيين العرب عن تمثيل بلادهم نظرا للازمات السياسية الطاحنة التي اجبرتهم علي الهروب الي اوروبا . سيرجيو توما المولد على الفرصة ليسجل اسمه في تاريخ لعبة الجودو عن طريق الجنسية الاماراتية التي شارك بها في ري ودي جانيرو بينما مثل دولة مولدوفا قبل اربعة سنوات فقط في اوليمبياد لندن وفشل في التأهل لنصف النهائي . سيرجيو توما.. في الوقت ذاته شارك ثنائي السباحة السوري رامي أنيس ويسرا مارديني ضمن فريق اللاجئين ، حيث شكلت اللجنة الاوليمبية فريقا للاجئين العالم وذلك لأول مرة في تاريخ دورات الألعاب الأوليمبية . رامي أنيس.. وبينما ينعم توما برعاية دولة الامارات ليعوض اخفاقة في لندن 2012 ، دفعت الحرب في سوريا رامي انيس الي الهرب لاوروبا حيث مر بستة دول اوروبية قبل ان يستقر كلاجئ في بلجيكا ، واعرب انيس عن حزنه للمشاركة تحت علم اخر غير العلم السوري متمنيا الا تشهد اوليمبياد طوكيو 2020 مشاركة اي لاجئ علي مستوي العالم . وتبدو تجربة السباحة السورية يسرا مارديني أكثر قسوة حيث هربت مع شقيقتها علي متن قارب يحمل اكثر من 20 لاجئا متجها الي المانيا ، قبل أن يتعرض القارب لخطر الغرق لتقرر يسرا مع شقيقتها دفع القارب والسباحة حتي الوصول إلي ألمانيا وإنقاذ حياة 20 لاجئ سوري ، ليستقر بها الحال كلاجئة في العاصمة الالمانية برلين . يسرا مارديني.. مارديني ( 18 عاما ) نجحت في تصدر تصفيات مجموعتها في سباق ال 100 متر فراشة في انجاز كبير لها حتي وان لم تتمكن من التأهل للنهائيات.