قصة حب جميلة وفريدة من نوعها عاشها اثنان من نزلاء إحدى دور المسنين بمحافظة الغربية، سطرت نهايتها بحفل زفاف عائلى حضره كافة النزلاء فى الدار. الشباب شباب القلب.. من هذا المنطلق، قرر الحاج أمين عبدربه «77 عاماً»، أن يبدأ حياته من جديد، عندما وقع نظره على السيدة فاطمة الشهاوى «55 عاماً»، نزيلة بالجمعية العامة لرعاية المسنين بطنطا، وتقدم لطلب يديها بعد شهور طويلة من الحب، وتبادل نظرات الإعجاب بينهما لتتحول حياتهما المليئة بالحزن جراء تخلى أبنائهما عنهما لحياة مليئة بالبهجة والآمال. «نحن من نرسم ونقرر شكل حياتنا».. بهذه العبارة بدأ الحاج أمين «العريس» حديثه مع الوفد مضيفاً: «طول عمرى أكره الحزن، ولكن أحياناً تكون الأقدار أقوى مننا، فبعد وفاة زوجتى، وسفر أبنائى الأربعة إلى الخارج، وجدت نفسى وحيداً، وهو شعور كنت دائماً ما أكرهه، ولا أحتمل التفكير به وقررت المجىء إلى دار المسنين لأستمتع بالصحبة الطيبة. وتابع الحاج أمين حديثه: «أحب الضحك والغناء وأكره الحزن، وكنت دائماً أحارب شعورى بالحزن من بعد تخلى أبنائى عنى بالغناء، والنكات إلى أن التقيت حبيبة قلبى فاطمة التى لا تغيب الضحكة عن وجهها، وهى أهم صفة من وجهة نظرى فى شريكة الحياة، وعشنا قصة حب طويلة دون أن أفصح لها، فكنت لا أطيق أن يمر يوم دون أن أراها أو أتحدث معها وهى كذلك إلا أنها كانت تستصعب فكرة الارتباط نظراً لعادات المجتمع. واستطرد: «اتفقت معها على أن نعيش الفترة المتبقية من عمرنا لأنفسنا، وأن نموت معاً، وسأبذل قصارى جهدى لإسعادها، فالوحدة قاتلة، ولا يعلم وحشتها سوى من عاشها، ويختم كلامه ضاحكاً: «مين عارف يمكن ربنا يرزقنا بطفل إحنا لسة شباب». وعن تكاليف الزواج والمهر والشبكة قالت فاطمة «العروسة»: لم أطلب منه سوى دبلة فضة فالسعادة ليست بالمال أو الدهب، والحاج أمين رجل طيب وحكيم ودمه خفيف وكل اللى بطلبه منه كل يوم إنه ميزعلنيش، ويحافظ علىّ لأنى عشت أياماً كثيرة صعبة بعد وفاة زوجى وأرغب فى أنيس لوحدتى. وأكدت «فاطمة»، أنها عاشت قصة حب جميلة معه، جعلتها تشعر كأنها فتاة فى العشرين من عمرها، وأنهم تجاوزوا كثيراً من الصعاب والتحديات التى وقفت حائلاً دون إتمام زواجهما، داعية الله أن يطيل فى عمر زوجها الحبيب وأن يحفظه من كل سوء. من جانبه، قال أحمد محرم، رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة لرعاية المسنين بالغربية، إن هذا الحدث هو الأول من نوعه الذى تشهده الدار، مشيراً إلى قيام الجمعية بتنظيم حفل صغير لهما فى نادى الدار، وأنه سيتم تخصيص مكان مناسب لبدء حياة زوجية سعيدة. وأكد محرم أن الدار ستعمل على توفير سبل الراحة لهما لتضمن لهما حياة مستقرة.