داخل دور المسنين.. قصص ومآس إنسانية متكررة في سيناريوهاتها.. محمد وسعيد وفاطمة.. تقدم بهم السن ووجدوا أنفسهم مجبرين علي استكمال حياتهم بين جدراتها.. هذا لفظته زوجة ابنه وذاك حكم عليه أبناؤه بالطرد من أجل الشقة.. وتلك عاملتها زوجة ابنها بقسوة.. فكرهت نفسها ورفضت مواصلة الحياة معها. المسئولون بالجمعية الخيرية الإسلامية. قالوا علي مائدة إفطار "المساء" ان كلمة طيبة ترضيهم.. ويؤلمهم ويوجعهم تجاهل ونسيان أولادهم. قالوا إن التربية المتوازنة تلعب دورا مهما في استقرار العلاقات الأسرية ومعظم النزلاء يعكسون حقيقة ذلك.. وللأسف معظمهم أخطأوا في تربية أولادهم ولم يعلموا أولادهم أن قانون الحياة أخذ وعطاء ولكن ربوهم علي الأخذ فقط وعندما كبر آباؤهم لم يبادلوهم العطاء بعطاء والحب بحب بل كانت النتيجة تجاهل ونسيان وجحود. سونة ممدوح عيسي مديرة الدار قالت: نرعي 40 مسنا ومسنة وهناك شروط لقبولهم وهو ألا يقل عن الستين وقادر علي خدمة نفسه وضمان أخذ أولاده له لضمان تواصله معنا في الدار ولدينا قسمان احدهما بالمجان للحالات غير القادرة والثاني اقتصادي. قالت المرحلة العمرية والظروف الإنسانية التي يعيشونها تجعلهم حساسين لأي كلمة فأي كلمة ترضيهم وأي كلمة تعكر صفوهم.. هم دائما يحتاجون للسؤال والاهتمام ومن يشعرهم بأهميتهم وأن لهم دور في الحياة وأنهم مرغوب فيهم. قالت يجترون الأحزان في المناسبات المختلفة ويتلهفون علي مكالمة تليفونية من أحد أبنائهم وعندما يفقدون الأمل تنساب دموعهم.. وكثيرا ما يتحدثون بصوت عال بأنهم غير مرغوب فيهم وأنهم ينتظرون نهاية الأجل لكن البعض منهم حاول التغلب علي مشاعر تجاهل أبنائهم باللجوء للإنترنت والقضاء ساعات طويلة أمام شتلة التواصل الاجتماعي التي وجدوا فيها ما حرموا منه من تواصل اجتماعي.. ويتذكرون حياتهم الأولي والذكريات الجميلة وشبابهم وحيويتهم وعطائهم وربما ذلك يخرجهم من الجو النفسي الذي وجدوا أنفسهم منه. أضافت يؤلمني ما يقوله البعض أن بيوتهم وإن كانت متواضعة فهي مملكتهم التي عاشوا فيها أجمل سنوات العمر. أكدت نادية محمد مشرفة مسائية أن زيارات أهل الخير وشباب الجامعات لا تسعدهم ولا تعوضهم عن زيارات فلذات أكبادهم.. مشيرة إلي أنه يقيم في الجمعية 18 سيدة و20 رجلا بصفة دائمة. أوضحت أن من أكثر الحالات الموجودة بالجمعية تحتاج إلي رعاية هي إحدي السيدات وتدعي سلمي "86 عاما". جاءت منذ عشر سنوات ولم يأت أي شخص للسؤال عليها حتي الآن. تقول نوال حسن: جئت إلي الجمعية من أجل الاختلاط بالآخرين وإقامة الصداقات وخاصة انني لم أتزوج حتي الآن. أضافت: لم يأت لزيارتي أي شخص إلا أختي فقط التي تقوم بزيارتي كل أسبوع مرة واحدة. تقول عواطف السيد قطب 68 عاما جئت الجمعية بعدما أصبت بحالة نفسية نتيجة الوحدة التي كنت أشعر بها بعد زواج أولادي الثلاث. أضافت: أتمني أن يرزقني الله بالحج أو العمرة خلال الأيام القادمة وخاصة انني أكملت رسالتي بزواج أولادي. تؤكد صديقة الورداني سرور 67 عاما برغم انه لم يأت أحد لزيارتي من الأهل والأقارب لاعتراضهم علي وجودي بالدار.. إلا أنني أشعر بالراحة النفسية لوجودي وسط هذه المجموعة البسيطة من السيدات والصديقات. أضافت: تألمت كثيرا عندما شاهدت خبر استشهاد النائب العام وبكيت لما يحدث من عمليات إرهابية تستهدف رجال الجيش والشرطة والقضاء وتستحل دماء المصريين وأدعو الله أن يقف خلف قواتنا المسلحة والقيادة السياسية للعبور بمصرنا الحبيبة لبر الأمان. قالت الحاجة كامليا "72 سنة: حضرت إلي الدار بعد وفاة زوجي وبسبب انشغال أبنائي إلا أنني أشعر بآلامه في الدار.. موضحة كل أمانيها أن تزور بيت الله الحرام. أضافت نادية إسماعيل "مقدمة برنامج أغاني وعجباني بالإذاعة" ان الدار مناسبة جدا وتقدم لها كل ما تحتاجه لذلك لا نريد أن ترحل من الدار لأنها غير متزوجة ولا تفكر في الزواج.. موضحة أنها تتمني أن تؤدي فريضة الحج أو العمرة. أشارت سميرة عبدالمهيمن.. انها لا تعرف كم عمرها وأنها جاءت إلي الدار منذ عامين ونصف بعد وفاة زوجها الذي كان يعمل في هيئة النقل العام خاصة وليس لديها أبناء. أوضحت انها من طنطا وتملك شقة في الدرب الأحمر لكنها تعرضت إلي حالة سرقة فعهما جيرانها بالرحيل خوفا عليها. قالت علية محمد علي "75 سنة".. انها حضرت إلي الدار بعدما أعطت ابنها الشقة التي تسكن فيها ليتزوج فيها ابنها إلا أن زوجته كانت ترفض العيش معها. أشارت إلي أن نجلها يأتي لزيارتها وانها مستريحة في الدار. أشارت زينب محمد إبراهيم "69 سنة" انها تمكث في الدار منذ 7 سنوات وانها تركت شقتها ليتزوج فيها نجلها موضحة أنها تعمل علي راحة نجلها وراحتها خاصة وأن موظفي الدار يعاملونهم باحترام وتقدير.