وضع الكاتب حلمى النمنم، وزير الثقافة، الفنان إسماعيل مختار فى موقف صعب، عند اختياره له ليحل الفنان فتوح أحمد كرئيس للبيت الفنى فى المسرح، يوم انطلاق الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح، ليكون طبقا للائحة مديرًا لتلك الدورة بحكم منصبه الجديد، وبرغم ذلك استطاع مختار تحمل المسئولية والتأقلم السريع مع إدارة المهرجان، ليتم تقديم 40 عرضًا مسرحيًا على مسارح القاهرة دون وجود مشكلات فى التنظيم أو أماكن العرض على مدار 21 يومًا. فى ليلة الختام حاورنا إسماعيل مختار وسألناه عن المهرجان والمشكلات التى تواجه الهيئة وأزمة المسارح المغلقة وموظفى الأجر اليومى والصراع الدائر بين إداريى وفنانى الهيئة وأسباب اعتذار الفنانة ليلى علوى عن مسرحية «هولاكو»: ما رأيك فى المهرجان هذا العام وكيف استطعت التأقلم مع الإدارة فى تلك المدة القصيرة؟ - فى مهرجان العام الماضى كنت مقرراً للجنة التحكيم، لذلك أنا أحب التحدث عن المهرجان الذى أجده هذا العام أروع تنظيماً، واستطاع ان يجذب جماهير كثيرة على مسارحه، لذلك أود توجيه الشكر لوزارة الثقافة على دعمها لهذا المهرجان الذى يدعم الشباب الذين يقدمون عروضًا مسرحية على مدار العام. يوجد شكوى من تدنى مستوى العروض فى المهرجان؟ - المهرجان ليس له دخل فى مستوى العروض، لأننا لا نحتار ولكن توجد آلية معينة لاختيار العروض ولا نستطيع التشكيك فى كفاءة تلك اللجان. ما المشروع الذى تم اختيارك من أجله؟ - المشروع فى البداية كان فكرتى، وبعد ذلك بدأت العمل عليه وسط مجموعة من الزملاء، وهو عبارة عن هيكلة لإدارات البيت الفنى للمسرح، حيث إننى مؤمن بالأسلوب العلمى والتخطيط والتخصص فى عملية الادارة، لرفع كفاءة الانتاج، لذلك أعمل على أن اجعل العمل داخل الهيئة بشكل مؤسسى قائم على الادارات، بدمج بعض الاقسام واستحداث اخرين، وتدريب وتأهيل العاملين داخل القطاع لسد احتياجات الهيئة، بحيث يمكن خلال بعض برامج التدريب تحويل كهربائى إلي فنى إضاءة، وغيرها من التخصصات، وكل ذلك سوف يحتاج الى تغيير فى اللوائح والقوانين لتصبح أكثر مرونة لتتيح لنا تلك الهيكلة، من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو الوصول للجمهور وتحقيق عائد مادى. لكن المشروع على الورق غير الواقع هل تواجه صعوبة فى تحقيق ذلك؟ - أنا ابن البيت الفنى للمسرح ولست غريبًا عن المكان، وعملت داخل إدارته قبل تولى ذلك المنصب، لذلك أنا أعلم جيداً الشق الادارى والفنى والابداعى، ولا أنكر أن الطموح فى البداية كان كبيرًا، ولكن الآن مازال موجودا ولكن الأمور تحتاج ان يتم تنفيذها بهدوء أكثر، وذكاء فى التنفيذ لأن العاملين داخل الهيئة يعملون بنظام معين منذ فترة طويلة وسيصعب عليهم تغييره. ما مصير من لا يصلح فى هذا النظام الجديد؟ - من ينجح فى التدريب سوف يتم تأهيله لأماكن أخرى داخل الهيئة وترقيته، أما من لم يستجب للتدريبات فليس بيدى حيلة سوف أتركه فى مكانه لأنه فى النهاية موظف حكومى لن أقوى على فصله، بل سأحاول الاستفادة منه فى مكانه. دائما وأبداً يوجد صراع بين الفنيين والإداريين داخل الهيئة كيف ستتغلب على ذلك الأمر؟ حل تلك المشكلة تتلخص فى كلمة واحدة هى القانون، فاذا كان هناك مشكلة فأنا أعرفها بشكل جيد، وخلال الفترة القادمة سوف نسمع أخبارًا جيدة حول تلك الأزمة أشبه العملية بماتش الكورة فجميع الإداريين يلعبون من أجل أن يسجل الفنان جول على خشبة المسرح. معنى ذلك أن أزمة ال 200٪ التى يتعنت فيها الإداريون ضد الفنانين سوف يتم حلها؟ - لا يستطيع أحد أن يتجاوز داخل الهيئة، والأزمة هى أنه عندما خرج قرار ال 200٪ تم تطبيقه على فنانى الهيئة بعد سنوات، مما جعل الفنانين يطالبون بتطبيق القانون بأثر رجعى وهذا حقهم، وسوف يتم حل تلك المشكلة خلال أيام لأنه صدر فيه حكم قضائى وسيتم تنفيذه خلال أيام. يواجه موظفو الأجر اليومى مشكلة كبيرة فى بند المكافآت لدرجة وضع أسماء أخرى بدلاً عنهم ليحصلوا على مستحقاتهم أين وصلت تلك المشكلة؟ - ما تقوله أمر غير قانونى ولم يحدث أثناء توليتى إدارة مسرح الغد، ولم أوقع ميزانية بذلك الشكل، وهؤلاء الشباب نحن فى حاجة لهم داخل المسرح، وتعرضوا لمشكلة من وزارة المالية منذ فترة، وسوف يتم حل تلك المشكلة، لأنى فى النهاية أعمل بتمويل من المالية. لكن يوجد مشكلة أخرى يتعرض لها موظفو الأجر اليومى وهى استفاؤهم للمدة القانونية لتعيينهم؟ - يتبقى حوالى 50 موظفا أجر يومى داخل الهيئة، ولكن المشكلة فى المالية لأنى جهة تنفيذ فقط، فعندما تأتى درجة وظيفية أو عقد أقوم بتنفيذه وهذا لم يحد ث حتى الآن. ما مصير شعبة العرائس المائية التى تم استحداثها مؤخراً؟ - العرائس المائية من أروع المشاريع التى قام بها الفنان فتوح أحمد قبل رحيله، وأنا مثل ما قلت من قبل أنى أتيت لاستكمل ما قام به فتوح، وتم الاتفاق مع مجموعة من حمامات السباحة فى القاهرةوالاسكندرية مثل فيكتوريا كولدج، وهى حتى الآن لم تبق شعبة بالمعنى الحقيقى فالعرائس المائية حتى الآن هى مجرد عرض وسوف يتم تطويره ليصل الى شعبة. إلى أين وصلت فى تجديد المسارح؟ - لدينا مشكلة كبيرة فى الحالة القانونية لمسارحنا، ووزير الثقافة أقام لجنة كبيرة لحصر ممتلكات الوزارة وسوف يكون للبيت الفنى للمسرح نصيب من المجموعة التى سيتم تقنين اوضاعها، للأسف جاءت فى توقيت سيئ أغلبية المسارح مغلقة لدخولها الصيانة، وهذا كان قرار لا أستطيع أن أقول عليه خاطئ بل لم يكن موفقا فى أن يدخلوا جميعاً فى وقت واحد، ولكنى توصلت لاتفاق مع الشركات المسئولة بتقليص المدة المقررة فى تسليم المسارح قبل موعدها، وسيتم افتتاحها تباعاً ابتداء من مسرح بيرم فى الاسكندرية ومن بعده المتروبول وغيره، ونجحنا فى تجديد عقد مسرح الليسيه بعد أن انتهت مدة إيجاره، لتفتتح جميع المسارح خلال 3 أشهر بدلاً من 6. كيف دخل مسرح السلام الصيانة ولم يمر على افتتاحه عام؟ - مسرح السلام تم اغلاقه بسبب الحماية المدنية وكان خطؤهم وليس خطأنا، فكل الأمر أن كود الحماية المقرر للمسرح تم تغييره أو تجديده، لذلك أقرت الحماية المدنية بعد التعديلات على نظام الحماية داخل المسرح. يوجد عروض مسرحية من السنة المالية الماضية إلى أين وصلت معهم؟ - تم الانتهاء من مشكلة مسرحية «الأم شجاعة» بطولة الفنانة رغدة وسيتم افتتاحها يوم 20 أغسطس الجارى، ومشكلتهم كانت فنية وأدت الى عدم خروج العرض فى موعده، أما بالنسبة لعرض «قواعد العشق 40» كانت مشكلته فى منظومة الدفاع المدنى الخاصة بمسرح السلام وهذا تم شرحه من قبل وسيتم افتتاح العرض بمجرد الانتهاء يوم 1 سبتمبر القادم. بالنسبة لمشروع الكارنيه الذى طرحه الفنان فتوح أحمد هل سيتم استكماله ام الغاؤه خاصة وأنه لم يلق النجاح المطلوب؟ - مشروع الكارنيه للمسارح من المشاريع المهمة التى ادعمها ولكنها تحتاج الى تسويق خارجى بجانب التسويق الداخلى، وهذا جار تنفيذه فى تفعيل شعبة التسويق داخل البيت الفنى، بمساعدة بعض الشركات الخارجية، بعد الحصول على الموافقات القانونية لذلك، لأننا فى البيت الفنى نحتاج ذلك للعروض الكبيرة. هل ستتم الاستعانة بنجوم خلال الفترة القادمة؟ - بالتأكيد ولكن بشكل اقتصادى، بمعنى أنى سوف أستعين بالنجوم الذين سيحققون ربحًا ماديًا. ما أسباب اعتذار الفنانة ليلى علوى عن «هولاكو» ومن البديل؟ - أود فى البداية أن أوضح أن هذا العمل سوف يكون من أضخم المسرحيات انتاجاً خلال الفترة القادمة، وهى تأليف فاروق جويدة واخراج جلال الشرقاوى،واسباب اعتذار النجوم يعود انشغالهم أو لظروف خاصة بهم، وأنا لم أجد بديلًا عن ليلى علوى حتى الآن، ولكن جار التفاوض مع عدد من الفنانين ومنهم الفنان فاروق الفيشاوى.