رحل عن عالمنا مساء اليوم الثلاثاء الدكتور أحمد زويل، عن عمر يناهز 70 عام، لكن أعماله خلدت تاريخًا مشرفًا يضاف لمصرى برز اسمه وبقوة فى كل أنحاء العالم. ولد زويل عام 1946 في مدينة دمنهور، بمحافظة البحيرة، وحصل علي البكالوريوس من جامعة الإسكندرية، كلية العلوم، قسم الكيمياء، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، حيث تم تعيينه معيدًا بالكلية، بعدها حصل على شهادة الماجستير في علم الضوء وشهادة الدكتوراه في علوم الليزر. تزوج "زويل" من الدكتورة "ديمة" نجلة الدكتور السوري "شاكر الفحام" وهي طبيبة في مجال الصحة العامة، ولديهم أربعة أبناء. ويُعد الدكتور "أحمد زويل" من أبرز علماء العالم، نظراً لأبحاثه ومجهوداته في العلوم الكيميائية والفيزيائية التي أحدثت ثورة علمية حديثة، وجاء هذا النجاح عقب رحلة طويلة من الكفاح، حيث بدأ تعليمه الأساسي بمدينة دمنهور ثم انتقل مع أسرته إلي مدينة دسوق بكفر الشيخ حيث أكمل تعليمه الثانوي. سافر "زويل" بعد ذلك في منحة علمية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حصل خلالها على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا الأمريكية في علوم الليزر عام 1974م، ثم عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا خلال الفترة (1974 1976) لينتقل للعمل بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "كالتك". تدرج العالم المصري "زويل" في العديد من المناصب العلمية الدراسية إلى أن أصبح مدير معمل للعلوم الذرية وأستاذ رئيسي لعلم الكيمياء الفيزيائية وأستاذاً للفيزياء بجامعة "كالتك"، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أمريكا خلفاً للعالم الأمريكي "لينوس باولنج". قدم الدكتور "زويل" للعلم العديد من الأبحاث الهامة والإنجازات، من أهمها ابتكاره لنظام تصوير يعمل باستخدام الليزر وله القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي "فيمتو ثانية" هو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، حصل "زويل" على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 لتوصله لهذا الإنجاز الذي ساعد في التعرف علي الكثير من الأمراض بسرعة. وحصل العالم المصري "أحمد زويل" على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية التي بلغت حوالي 31 جائزة دولية من أبرزها جائزة "ماكس بلانك" في ألمانيا، وجائزة "الملك فيصل العالمية" في العلوم وجائزة الإمتياز باسم ليوناردو دافنشي، وجائزة "كارس" السويسرية من جامعة زيورخ في الكيمياء والطبيعة، و جائزة بنجامين فرانكلين، وقامت مصر بتكريمه بعدة جوائز مصرية منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس المصري الاسبق "حسنى مبارك" عام 1995، وقلادة النيل العظمى "أعلى وسام مصري"، كما أطلق اسمه على بعض الشوارع و الميادين، وأصدرت هيئة البريد طابعين بريد باسمه وصورته، ومنحته أيضاً جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وتم إطلاق اسمه علي صالون الأوبرا. ورد اسم زويل في قائمة الشرف بالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، كما جاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أحد أهم علماء الليزر في الولاياتالمتحدة (وتضم هذه القائمة اينشتين وجراهام بل). وفي أبريل 2009م أعلن البيت الأبيض عن اختيار "زويل" ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات، كما تم تعيينه كمبعوث علمي للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط. نشر "زويل" أكثر من 350 بحثاً علمياً في المجلات العلمية العالمية المتخصصة، كما أصدر عدد من المؤلفات بالعربية والإنجليزية منها "رحلة عبر الزمن، "الطريق إلى نوبل" و"عصر العلم"عام 2005، و"الزمن" عام 2007، و"حوار الحضارات" عام 2007. وكان للدكتور "زويل" مشاركة فعالة خلال أحداث ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق "حسنى مبارك" وأسفرت عن العديد من التغيرات الدستورية والحكومية، كما كان أحد أعضاء لجنة الحكماء التي تشكلت من مجموعة من مفكري مصر لمشاركة شباب الثورة في القرارات المتخذة بشأن تحسين الأوضاع السياسية والقضاء علي رموز الفساد في مصر، وتبنى مبادرة لإنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا من اجل تنفيذ مشروعه القومي بترسيخ قواعد العلم الحديث في مصر، وتطوير المنظومة التعليمية في مصر.