الموسم السينمائى الصيفى دائماً ما يكون له طابع خاص من حيث الأفلام المشاركة فيه، وهى الأعمال الخفيفة بطابعها الكوميدى، أو الرومانسى والأكشن نظراً لأن غالبية الجمهور يكون من الشباب فى سن المراهقة، ولذلك لم نتعود على مشاركة أفلام السينما الجادة فى هذا الموسم، فهل يستطيع فيلم بمضمون «اشتباك» أن يحقق النجاح المطلوب خلال عرضه فى موسم الصيف، فى هذا التحقيق سألنا مجموعة من النقاد عن قدرة الأفلام الجادة على فرض نفسها وسط أفلام الموسم الصيفى. الناقد طارق الشناوى، قال: لكل موسم ولكل عمل جمهوره فجمهور السينما فئات وثقافات مختلفة، والسينما أيضاً بطبيعة حالها من المفترض أنها سوق فنية كبيرة لابد من عرض كافة البضائع فيه، ولكن موسم كموسم الصيف يتسم بالمنافسة الشرسة والقوية ويتسابق فيه النجوم على شباك التذاكر، ولذلك أعتقد أن عرض فيلم بطبيعة «اشتباك» أو أفلام المهرجانات العالمية لن تحقق الإيرادات الكبيرة، نظراً لأنها لا تتماشى مع جمهور الموسم، ولكن صناع هذه الأفلام يطرحونها ويراهنون على جمهور السينما المثقف الى يذهب لمشاهدة سينما حقيقية، ولكن من حيث الربح التجارى، لن تستطيع منافسة أعمال أخرى ليس بسبب ضعف المستوى الفنى، ولكن السبب هو طبيعة الجمهور، ورؤية أصحاب دور العرض فى الأعمال التى ستحقق لهم ربح تجارى ومادى، ولذلك يفضل طرح هذه الأعمال فى مواسم الربيع والشتاء لأن طبيعة جمهورها تكون مختلفة. الناقدة ماجدة موريس: أعمال السينما الجادة هى الأعمال التى ترتقى بمستوى السينما المصرية، وهذا هو الهدف الأساسى منها، بالإضافة إلى المشاركة فى المهرجانات العالمية الكبيرة، ولذلك هى أعمال ليست بمواصفات السوق التجارية الذى يهدف للربح فقط بعيد عن قيمة السينما المصرية، وأعتقد أنه من الأفضل عدم طرح هذه الأعمال خلال موسم الصيف، لأن طبيعة الجمهور لا تتماشى مع مضمون هذه الأعمال، فالشباب يذهبون أكثر للكوميديا والأكشن والرومانسى،ولكن الأعمال الأخرى لابد أن تكون بعيدة عن الموسم الصيفى، لأنه موسم تجارى بشكل أكبر ويبحث عن الأعمال الخفيفة. وأضافت «موريس»: السنوات الماضية جعلت الأسرة لا تفضل الذهاب إلى السينما، وهذا كان له مردود سيئ على الأعمال الجادة، ولذلك لابد من طرحها بعيداً عن مواسم التجارة. ومن جانبها، أكدت الناقدة خيرية البشلوى أن فيلم «اشتباك» عمل جيد للغاية على المستوى الفنى وقالت: السينما افتقدت خلال السنوات الأخيرة الماضية إلى مثل هذه الأعمال، التى تندرج تحت هوية «السينما الجادة»، لأن الأعمال الهوائية والعشوائية سيطرت على الساحة خلال السنوات الماضية، ولكن بالرغم من احتياجنا لمضمون هذه الأعمال إلا أن طرحها خلال موسم الصيف، لن يعطيها حقها ولن تحقق من خلاله النجاح المطلوب على المستوى التجارى، لأن طبيعة جمهور المواسم هى التى تحكم، بالإضافة إلى ملاك دور العرض، وهذا ما شاهدناه فى موسم سينما العيد وهو ما جعل فيلم «جحيم فى الهند» يتربع على عرش الإيرادات، بالرغم أن فيلم «من 30 سنة» كان أفضل منه على المستوى الفنى، ولذلك نوعية هذه الأعمال التى تناقش قضايا سياسية واجتماعية بمضمون واقعى لا تتناسب مع طبيعة الموسم الصيفى السينمائى، وبالمناسبة هذا هو الحال منذ سنوات. الناقد نادر عدلى قال: الشباب هم جمهور مواسم الصيف، سواء على مستوى الأغانى أو الأعمال السينمائية، و من يستطع النجاح خلال مواسم الصيف هو من يقدم الأعمال التى تلبى رغبات الشباب وتناسبهم. وأضاف «عدلى»: إذا تحدثنا عن السينما، فطبيعة الأفلام التى تناقش واقع مجتمعى وبها صور سينمائية، لا يمكن أن نعطيها للجمهور فى موسم الصيف، مثلها تماماً حينما تتناول وجبة دسمة على العشاء، ستصاب بالإرهاق الشديد، ولذلك يفضل دائماً طرح هذه الأعمال فى مواسم بعيدة عن مواسم الأعياد والصيف، خاصة أن ملاك دور العرض وأصحابها أيضاً لن يوجهوا لها اهتمامهم.