عصام زكريا: عودة الجمهور الغائب سبب ارتفاع إيرادات الأفلام التجارية الجيدة ماجدة موريس : خلطة الراقصة والأغنية الشعبية فقدت تأثيرها خيرية البشلاوى : تراجع الأفلام المعتمدة على الجنس والعنف والإسفاف هل ستظل هوجة الأفلام المعتمدة على خلطة سحرية من الراقصة والأغنية الشعبية والبلطجى الذى يقتل ويتاجر فى المخدرات بلا رقيب أو حسيب هى المسيطرة على حال السينما المصرية ؟.. سؤال لم يمل البعض من طرحه لثلاث سنوات متتالية بعدما تحولت السينما المصرية عن بكرة أبيها لتقديم تلك النوعية من الأفلام المخيفة التى جعلت البعض يعتقد أن ازدهارها سيقضى على صناعة السينما الهادفة ؛ على الرغم من وجود عدة محاولات للتصدى لها من قبل بعض المخرجين الكبار والشباب بأفلام مثل «فتاة المصنع» لمحمد خان؛ و«لامؤاخذة» لعمرو سلامة.. ليأتى موسم عيد الفطر الماضى حاملًا مفاجأة خاصة لعشاق السينما المحترمة بتربع أفلام مثل «الفيل الأزرق» و«الحرب العالمية الثالثة» على عرش إيرادات الموسم ليحقق الأول 30 مليون جنيه، بينما يتجاوز الثانى حاجز ال 25 مليون جنيه فى الوقت الذى تذيل فيه الفيلم الشعبى المنافس فى نفس الموسم «عنتر وبيسة» لمحمد لطفى وأمينة قائمة إيرادات الموسم.. وليأتى موسم عيد الأضحى حاملًا الضربة القاضية لتلك النوعية من الأفلام بعدما تربع فيلم «الجزيرة 2» على قمة إيرادات الموسم، بينما تراجع فيلم «عمر وسلوى» إلى المركز الثالث والرابع أحيانا رغم وجود الراقصة «اللولبية» صافيناز ضمن أبطاله فى أولى تجاربها التمثيلية.. حتى محمد رمضان نجم الأفلام الشعبية القائمة على البلطجة مثل «عبده موتة» و«قلب الأسد» هجر تلك النوعية ليقدم فيلمًا كوميديًا هو «واحد صعيدى» الذى جاء ثانيًا فى الترتيب على مستوى شباك التذاكر؛ ولتسود حالة من الرواج السينمائى لأفلام تتميز بضخامة الإنتاج لنجوم كبار أعلنوا الحرب على مقولة «الجمهور عاوز كده» التى اتخذها بعض المنتجين منهاجًا ودستورًا لتقديم ما يحلو لهم من أعمال دون المستوى . «الصباح» رصدت آراء عدد من كبار نقاد السينما حول ظاهرة انحسار أفلام البلطجة والرقص والإثارة وعودة الجمهور من جديد للأعمال التجارية الهادفة؛ وكانت البداية مع الناقد السينمائى عصام زكريا الذى أكد على استحالة استمرار موجة سينمائية واحدة إلى الأبد؛ لأن مزاج الجمهور دائم التغير وفقًا للمزاج السياسى الموجود؛ وبالطبع عند لحظة معينة يفضل التغيير بعدما يصاب بحالة تشبع من نوعية معينة من الأفلام . وأشار زكريا إلى أن الجمهور بطبعه أنواع لكل منهم ما يحب مشاهدته؛ بدليل أن هناك شريحة من الجمهور مازالت تحرص على دخول الأفلام الشعبية حتى الآن.. أما تحقيق الأفلام من نوعية «الفيل الأزرق» و«الجزيرة» لأعلى الإيرادات فهو راجع إلى وجود جمهور كان عازفًا عن السينما، لكنه بدأ فى التواجد فى دور العرض من جديد، وهو ما جعل الأفلام التجارية المحكمة مثل «الجزيرة» تحقق أعلى الإيرادات، ويجد فيها الجمهور ما يشبع رغباته لأنها أفلام تجارية يتم تنفيذها بشكل راق؛ بالإضافة لوجود عناصر أخرى فمثلًا فيلم «الجزيرة» هو آخر أعمال الفنان الراحل خالد صالح، وهو ما جعل شريحة كبيرة من الجمهور محبة لصالح تحرص على مشاهدة آخر أعماله، كما أن الفيلم يحمل عنصرى التشويق والأكشن رغم أن فكرته لا تختلف كثيرًا فهو مجرم خارج عن القانون يتحدى الدولة لكنه تم إنتاجه وتقديمه بشكل أرقى . وتابع: أفلام العيد هى للاستهلاك السريع، ومن الصعب أن نجد منتجًا يغامر لإنتاج أكثر من فيلم ضخم وذلك فى ظل وجود عدد دور عرض قليلة وتحتاج لتضاعف الجمهور لإنتاج مثل هذه النوعية، وتضاعف دور العرض لتستطيع أن تغطى تكاليفها، ودائمًا ما تكون أفلام العيد من نوعية «اخطف واجرى» . أما الناقدة ماجدة موريس فترى أن نجاح الأفلام المعتمدة على الخلطة الشعبية فى الفترة الماضية ذات الصياغة الواحدة يرجع إلى أن الجمهور لم يجد أمامه سوى تلك النوعية فقط ؛ لكن عندما يجد أكثر من نوع ويجد الأفضل فإنه يحرص على مشاهدتها، وبالتالى ترتفع إيراداتها عن إيرادات النوعية الشعبية؛ فعندما يجد الجمهور فيلمًا مثل «الجزيرة» يحتوى على نجوم كبار بالطبع سيشاهده . وتابعت: إذا استمرت الأفلام الجيدة ستظل هى المتصدرة للمشهد، وأتمنى أن تتدخل الدولة فى العملية الإنتاجية حتى يصبح هناك تنوع كبير من الأفلام؛ مؤكدة أن الجمهور الذى يفضل نوعية أفلام السبكى لم ينته؛ لكن أتمنى أن يغير المنتجون وجهة نظرهم عندما يرون تحقيق الأفلام الجيدة للإيرادات، والتأكيد على أن توليفة الراقصة والأغنية الشعبية التى تتصدر البروموهات لم تعد هى من تجذب الجمهور . وتتفق معها الناقدة خيرية البشلاوى وترى أن تحقيق «الجزيرة» لأعلى الإيرادات لأنه فيلم تجارى جيد، وطبيعى أن ينجح، وقالت إن أفلام السبكى التى تشبه «الحواوشى» باتت لا تحقق أعلى الإيرادات لأن توليفته بدأت تتراجع جماهيريًا وهذا مؤشر جيد، حيث إن الجمهور أصبح أكثر وعى، لذلك نجحت أفلام مثل «الفيل الأزرق» و«الجزيرة»، خاصة أنه بعد ثورتين ودخول مصر فى مرحلة المشاريع القومية جعلت الجمهور أكثر وعيًا لذلك لجأ لنوعية الأفلام الجيدة والابتعاد عن الإسفاف والابتذال والعنف غير الموظف والجنس من أجل شباك التذاكر .