اختفت خلال الموسم السينمائى بعيد الفطر ظاهرة استخدام الإيحاءات الجنسية والأغنية التى يصاحبها وجود راقصة كدعاية للفيلم قبيل طرحه بدور العرض. وحرصت شركات الإنتاج فى وقت سابق على هذا الأسلوب الدعائى ب«تريلر» الأفلام ، والذى ابتعد عنه منتجو الأفلام الخمسة الذين يتنافسون خلال موسم عيد الفطر ، وحققت تلك الأفلام خلال فترة طرحها البسيطة إيرادات أعادت الأمل لصناع السينما المصرية فى عودة الصناعة للوقوف على قدميها.
واعتمدت المقدمة الإعلانية لفيلم "الفيل الأزرق"، بطولة كريم عبد العزيز ونيللى كريم وخالد الصاوى، ومن إخراج مروان حامد ، على عناصر التشويق والإثارة والغموض فى محاولة لجذب الجمهور.
فيما اعتمدت مقدمة فيلم الحرب العالمية الثالثة، بطولة الثلاثى أحمد فهمى وشيكو وهشام ماجد، على استعراض عناصر العمل من جرافيك وكوميديا.
واستند فيلم "صنع فى مصر"، بطولة أحمد حلمى ، ياسمين رئيس ، ودلال عبد العزيز، ومن إخراج عمرو سلامة، إلي دعايته الكوميدية وأجوائه الخيالية فى عالم الباندا لتعكس قربه من أفلام العائلة.
وظهرت ياسيمن عبد العزيز بطلة فيلم "جوازة ميرى"، شقية وكوميدية فى الدعاية لفيلمها الذى يشاركها ببطولته حسن الرداد، وكريم محمود عبد العزيز، ومن إخراج وائل إحسان.
وخرج عن سياق الأربعة أفلام السابقة، فيلم "عنتر وبيسة" حيث اعتمدت دعايته علي الراقصة "صافينار" والتى أدت عدة رقصات فى لقطات المقدمة الدعائية للفيلم ، لكن استخدام "صافينار" هذه المرة أصبح جزءًا من العمل، خاصة أنها تقدم دورًا صغيرا فى الفيلم، إضافة إلى أنها وضعت صورتها على الأفيش، ورغم ذلك فإن العمل يحتل مؤخرة قائمة الإيرادات فى دلالة على ملل الجمهور من الطريقة التى استنفذها المنتجون.
وأعربت الناقدة الفنية ماجدة موريس عن سعادتها باختلاف دعاية الأفلام عن المواسم الماضية، موضحة أن هذا يعد مؤشرًا جيدًا لاستطاعة تلك الأعمال جذب الجمهور وتحقيق تلك الإيرادات دون لجوء صناع تلك الأعمال إلى استخدام الإيحاءات أو الراقصة.
وأكدت الناقدة السينمائية اختلاف نوعية الأفلام المقدمة، عن الأعوام السابقة. مضيفة: "فيلم الفيل الأزرق به عناصر جذب ومشاهدة متعددة، كما اعتمد فيلم الحرب العالمية الثالثة على كاريزما الثلاثى فهمى وشيكو وماجد هشام"، موضحة أن استهجان الجمهور لنوعية الدعاية المستخدمة خلال الفترة الماضية أثر على المنتجين.
فيما أكد الناقد نادر عدلي، أن ظاهرة الأغنية والراقصة فى دعاية الأفلام لم تختفِ، بل تواجدت في فيلم "عنتر وبيسة" من خلال ظهور أهم راقصة في مصر حاليًا، وهي صافينار.
وأشار عدلى إلى ظهور المطربة "بوسى" أيضًا في فيلم "الحرب العالمية الثالثة"، مؤكدًا أن باقي الأفلام إما مقتبسة أو لا تحتمل رقصًا.
وتابع الناقد رامى عبد الرازق: "لم يختلف أسلوب الدعاية في موسم عيد الفطر، ولكن اختلفت نوعية الأفلام المقدمة، والتي فرضت على صناعها تقديم دعاية تتناسب مع نوعية تلك الأفلام، فليس من المنطقى أن يقدم المنتجون الأغنية والراقصة في فيلم ميتافيزكس، كفيلم الفيل الأزرق أو في فيلم فانتازيا مثل صنع في مصر".
وأشار رامى إلى أن الفيلم الوحيد الذي التزم بالطريقة التقليدية في الدعاية من وجود راقصة وأغنية وإيحاءات، هو فيلم "عنتر وبيسة" لأنه ينتمى لنوعية أفلام العيد الخفيفة