شهد موسم الربيع عددًا كبيرًا من الأفلام لأول مرة، بالرغم أن هذا الموسم تعود عليه الجمهور فى إطار الأعمال الخفيفة تمهيدا لموسم الصيف ومن بعده موسم عيد الفطر. خمسة أفلام تسابقت حول من الأفضل ربما كانت مفاجأة للجمهور ومنها الذي استطاع أن يصنع له أرضية تجعله قادرا على خوض موسم سينما الصيف خلال السنوات القادمة، وهناك فنانون واصلوا الانحدار ولم يستطيعوا العودة للسينما بالرغم من طرح أعمالهم وابتعد الجمهور عنهم. فى هذا التحقيق سألنا مجموعة من النقاد عن رؤيتهم لموسم الربيع السينمائى الذى شهد عددا كبيرا من الأفلام، بالإضافة إلى انطباعهم الفنى عنها. الناقد الفنى طارق الشناوى قال: كم الأفلام المطروحة هذا الموسم يدل على قوة الإنتاج السينمائي فى مصر، بالرغم من حديث الجميع عن تدهور حال الإنتاج السينمائى فى مصر، وهذا ما يبشر بمستقبل طيب للسينما خلال السنوات القادمة، حتى ولو كان مستوى معظم الأفلام ليس جيدا. وأضاف «الشناوى»»: طرح هذا العدد من الأفلام لأول مرة فى موسم الربيع الذى لا يعد من المواسم القوية للسينما، يأتى لعدة أسباب، الأول هو أن معظم أبطال الأعمال المشاركة فى الموسم ليسوا «نجوم شباك»، بمعنى أنهم لا يستطيعون تحمل منافسة موسم الصيف أو موسم العيد، وهى مواسم تتسم بالتنافس الشرس بين الأعمال السينمائية، ولذلك صناع وفنانو هذه الأعمال كانوا مضطرين لطرح هذه الأعمال فى هذا الموسم، وفى الحقيقة أرى أن هذا التفكير صحيح للغاية، لأن هناك أعمالا جيدة ارتقت بفنانيها كثيرا مع الجمهور وأصبحت لهم أرضية تؤهلهم لخوض منافسات المواسم السينمائية الصعبة والشرسة، مثل الفنان على ربيع الذى أتنبأ له أن يكون نجم كوميدى قادما، ولكن أفضل فيلم من وجهة نظرى فى الموسم فيلم «هيبتا»، لأنه عبارة عن منظومة فنية متكاملة بداية من أداء الفنانين الذى وجههم المخرج هادى الباجورى بشكل جيد للغاية، ورؤية المؤلف الذى أضفى اللغة السينمائية على السحر الأدبى وهو ما يحسب له كثيرا كمؤلف، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية، فى الحقيقة عمل متكامل وكبير ويستحق أن يحتل المرتبة الأولى. وتابع حديثه قائلا: هناك ثلاثة أفلام أسوأ من بعض وهى: «اللى اختشوا ماتوا - كنغر حبنا - فص ملح وداخ» هذه الأعمال افتقد أبطالها جاذبية الجمهور، ولم يعد لديهم ما يقنع الناس أو جديد يقدمونه لهم، بالإضافة إلى أن عملا مثل «اللى اختشوا ماتوا» أحداثه غير واقعية تماما، حتى غادة عبدالرازق سينمائيا ليست نجمة شباك، وبالتالى افتقد العمل لأى عنصر من عناصر النجاح. وقالت الناقدة ماجدة موريس: عدد كبير من الأفلام ولكن المستوى الفنى قليل للغاية، باستثناء عمل أو عملين، ولهذا أعتقد أن منتجي الأفلام قرروا طرح أفلامهم فى هذا الموسم، لأنهم يعلمون أنها لا تتناسب تماما مع المواسم الأخرى. وأضافت: من وجهة نظرى الأفضل «هيبتا» لأنه يحمل فكرا سينمائيا جديدا، والعمل بروح المجموعة، بدون الاعتماد على قوة نجم بعينه، وما يميز هذا العمل أيضا من وجهة نظرى هو أهمية كل شخصية فيه حتى ولو كانت مساحتها ضئيلة، وأشارت ماجدة موريس إلى أن الطابع الرومانسى ليس سبب النجاح ولكن «توليفة» الفيلم تحمل فكرا سينمائيا جديدا. وأكد «موريس» أنها تنتظر الأفضل من السينما لأن حجم الإيرادات ومستوى الموسم ككل ليس بديلا على مستوى السينما المصرية، وأتمنى أن يكون القادم أفضل. الناقدة خيرية البشلاوى قالت: لا أجد ما يجذبنى فى الموسم، باستثناء عمل أو اثنين على الأكثر، فبالرغم من عدد الأفلام المفاجئ فى موسم سينما الربيع، إلا أن المستوى ليس بالقوة المنتظرة. وأضافت: أتصور أن عدد الأفلام جاء بسبب عدم القدرة على طرح هذه النوعية من الأعمال فى موسم قوى، ولكن فيلم «هيبتا» أراه منهجا جديدا فى السينما المصرية، يعتمد على القصة وأداء الفنانين ويستحق النجاح الذى حققه حتى الآن، بالإضافة أيضا لفيلم «حسن وبقلظ» فهو تيمة جديدة من الكوميديا بعيدا عن «الإفيهات» المعلبة الذى شاهدناها طيلة الفترة الماضية. ومن جانبه أكد الناقد نادر عدلى أنه يرى موسم الربيع موسم متكافئ وبه ظاهرة جيدة وهى عدد الأفلام المطروحة وقال: من الجيد أن نرى هذا العدد الكبير من الأعمال لأنه مؤشر قوى على تحسن عجلة الإنتاج، وهى التى ستأتى بثمارها فى المرحلة القادمة على عودة السينما الجادة والقوية. وأضاف «عدلى»: هناك أعمال فى الموسم لم تحقق شيئا، لأنها لم تأت بجديد ولكن أعمال مثل «هيبتا» و«حسن وبقلظ» استطاعت لفت انتباه الجمهور لأن بها حالة جديدة وفكرا شبابيا.