اكدت دراسة عن دور الاعلام فى مواجهة استخدام الارهابيين للانترنت اعدها المستشار والخبير الاعلامى معتز صلاح الدين، ان الإرهاب هو قضية المجتمع بأكمله ولما كان الارهابيون يطورون من أساليبهم الإجرامية وصولا إلى استخدام شبكة الإنترنت فإن على الجميع أن يدركوا أن المواجهة الاعلامية تتطلب ألا تكون معالجة وسائل الاعلام العربية مجرد رد فعل للأفعال الارهابية الاجرامية. كما طالبت الدراسة بألا تتوقف التغطية الاعلامية للاحداث الارهابية على الجانب الاخبارى بل لا بد من تحليل هذه الاحداث من خلال متخصصين لكشف الارهابيين ومن يدعمونهم وخطورة تلك التنظيمات الارهابية على الامن القومى العربى واستخدام قوالب غير تقليدية فى المواجهه الاعلاميه للارهاب و طالبت الدراسة بضرورة تبنى مفهوم الأمن الشامل والمجتمعى وبالتالى اشراك منظمات المجتمع المدنى وعلى رأسها وسائل الاعلام الحكومية وغير الحكومية فى محاربة استخدام الارهابيين لشبكة الانترنت، خاصة أن لوسائل الاعلام غير الحكومية مصداقية كبيرة وفى أغلب الأحيان تفوق مصداقية وسائل الاعلام الحكومية. ولفتت الدراسة إلى ضرورة تشخيص هذه الجريمة بصورة عملية وواقعية وتحديد السبل العلمية لمكافحتها وتبصير المواطنين بذلك باعتبار أن الإرهاب يهدد أمن وأستقرار المواطن بحيث يتم ذلك بقوالب إعلامية متنوعة، وأن تنبع الخطط الإعلامية من واقعنا الاعلامى والامنى وعدم استخدام قوالب جاهزة من الخارج لاختلاف طبيعة المجتمعات، ما يستلزم بالطبع تعاونا وثيقا بين أجهزة الأمن وأجهزة الإعلام، مع توفير موارد بشرية ومالية وفنية مناسبة للتعامل مع هذه الجريمة فى مجال التوعية الأمنية، خاصة أن معظم الاعلام غير الحكومى ينظر فى الأساس إلى مسألة الربح التجارى. وأكدت الدراسة على توفير المعلومات اللازمة والدقيقة والمحدثه حول جريمة استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت، حيث يستطيع الاعلام التنبيه والتحذير للمواطنين من خلال تلك المعلومات المتوافرة والتى تقع مسؤولية توفيرها فى الأساس على الأجهزة الأمنية التى تستطيع بوضوح تحديد المواقع التى تروج للفكر المتطرف والإرهاب. واشارت الدراسة التى اعدها المستشار والخبير الاعلامى معتز صلاح الدين إلى أن حجم وسائل الاعلام العربية تزايد فى الوطن العربى خلال السنوات العشر الاخيره، حيث يبلغ حاليا عدد القنوات الفضائيه العربية وفقا لتقرير صادر عن اتحاد الاذاعات العربية نحو 1230 قناة فضائية عربية وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بعام 2011 حيث بلغ عددها آنذاك 696 قناة فضائيه. كما بلغ عدد الصحف فى الوطن العربى 5050 صحيفة منها حوالى 300 صحيفه تصدر يوميا و508 اسبوعيا و 3758 صحيفه ومجله تصدر شهريا ودوريا . و بلغ عدد مواقع الانترنت الاعلاميه فى الدول العربية 5200 آلاف موقع منها 2700 موقع باللغه العربية والباقى بالانجليزية ولغات أخرى هذا بخلاف مواقع اخرى حكوميه خدميه ومواقع تسويقية اعلانيه وغيرها من المواقع الالكترونية غير الاعلاميه والتى وصل عددها الى حوالى 200 ألف موقع منها 30370 موقعا بالسعوديه و28913 بمصر و19784 موقعا بالمغرب و15180 موقعا بالامارات . كما كشفت الدراسة ان للإعلام العربى تحديات عديدة فى هذا الشان ومنها صعوبة جمع المعلومات الخاصة بالارهاب عبر الانترنت فى الوطن العربى او وضع خطة للتعامل معها إعلاميا وغياب الرؤية الإعلامية الشاملة، مع تواضع الاعتماد على الأساليب العلمية والمتخصصة، وقلة البحوث والدراسات والاستفتاءات واستطلاعات الرأى وقياسه حول مواقع الانترنت الإلكترونية، مع عدم توافر الميزانيات الكافية لانتاج برامج على درجة من الاحتراف و القصور الفنى والتقنى وهى إحدى المشاكل التى تعانى منها معظم أجهزة الإعلام على مستوى العالم العربى ونقص الكوادر البشرية المتخصصة فى قضايا الإرهاب.