محافظ الدقهلية يشهد استلام دفعة جديدة من لحوم صكوك الأوقاف لتوزيعها علي الأسر الأولي بالرعاية    ترامب يطالب بإبقاء أسعار النفط منخفضة: لا تخدموا مصالح العدو.. أنا أراقب الوضع    ما مصير 400 كيلو جرام مخصب من اليورانيوم لدى إيران؟ نيويورك تايمز تجيب    وزارة الصحة بغزة: 17 شهيدا وأكثر من 136 مصابا جراء قصف الاحتلال مراكز توزيع المساعدات    مدافع باتشوكا ينفي توجيه إساءة عنصرية لروديغر    النيابة تطلب تحريات إصابة شخص إثر سقوط جزئي لعقار في الإسكندرية    في ذكرى رحيله الثلاثين.. فيلم يوثق مسيرة عاطف الطيب لإعادة قراءة سينماه الواقعية على شاشة الوثائقية    دار الإفتاء توضح بيان سبب اختيار محرم كبدابة للتقويم الهجري    وزير التعليم العالى تطوير شامل للمستشفيات الجامعية لضمان رعاية صحية وتعليم طبي متميز    وزيرة التنمية المحلية توجه برصد مخالفات البناء أو التعديات علي الأراضي الزراعية    مدافع الأهلي السابق: أخشى تواطؤ بالميراس وميامي ..وتوظيف زيزو خاطئ    ترشيد الكهرباء والطاقة الشمسية في العاصمة الإدارية الجديدة.. خطة حكومية شاملة لتحقيق الاستدامة    استدعاء كبير الأطباء الشرعيين يؤجل استئناف محاكمة المتهم بهتك عرض طفل دمنهور إلى 21 يوليو المقبل    مجلس الشيوخ يعرض فيلما تسجيليا عن حصاد المجلس على مدار 5 أدوار انعقاد    عباءة سيناوية للوزير والمحافظ.. أبناء القبائل يكرمون وزير الثقافة ومحافظ شمال سيناء في نخل    مي فاروق تحيي حفلا بدار الأوبرا مطلع يوليو المقبل    نائب وزير التعليم: منظومة جديدة لجودة العملية التعليمية    عاجل- السيسي في اتصال مع رئيس وزراء اليونان: التصعيد بين إيران وإسرائيل خطر على أمن الشرق الأوسط    وزير الصحة يفتتح اجتماع اللجنة التوجيهية الإقليمية ReSCO    الليلة.. عرض "الوهم" و"اليد السوداء" ضمن مهرجان فرق الأقاليم المسرحية    دعاء الحفظ وعدم النسيان لطلاب الثانوية العامة قبل الامتحان    خبير اقتصادي: غلق مضيق هرمز بداية كارثة اقتصادية عالمية غير مسبوقة    بسبب قوة الدولار.. تراجع الذهب عالميا ليسجل أدنى مستوى عند 3347 دولارا للأونصة    وزيرة البيئة تستقبل محافظ الوادي الجديد لبحث تعزيز فرص الاستثمار في تدوير المخلفات الزراعية    صباح الكورة.. ديانج يعلق على مواجهة الأهلي وبورتو و4 أندية تبحث عن مدربين جدد لموسم 2025    تامر حسني يحافظ على المركز الثاني بفيلم "ريستارت" في شباك تذاكر السينمات    د.حماد عبدالله يكتب: عصر "الكتاتيب"،"والتكايا!!"    محافظ أسيوط يؤكد أهمية متابعة المحاصيل الزراعية وتقديم الدعم الفني للمزارعين    ألمانيا تحث إيران على «التفاوض المباشر» مع الولايات المتحدة    البحوث الإسلامية: إنصاف الأرامل واجب ديني ومجتمعي لا يحتمل التأجيل    التعليم تحدد الأوراق المطلوبة لتقديم تظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية    التحقيقات تكشف تفاصيل انهيار عقار ب شبرا مصر    الزمالك: الإعلان عن المدير الفني الجديد خلال الأسبوع الجارى    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    ضبط أحد الأشخاص بالقليوبية لقيامه بإدارة كيان تعليمى "بدون ترخيص"    السجن المشدد ل 9 أشخاص بالإسكندرية بتهمة استعراض القوة والعنف    «وزير الإسكان» يشدد على رفع مستوى الخدمات المقدمة لسكان ورواد قرى مارينا    ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: مرض السرطان تحديًا صحيًا عالميًا جسيمًا    «التضامن» تقر عقد التأسيس والنظام الداخلى لجمعية العلا التعاونية للخدمات الاجتماعية    رئيس جامعة قناة السويس يتابع امتحانات كلية الألسن    في القاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23 يونيو 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    شركات الطيران العالمية تراجع خططها فى الشرق الأوسط بسبب حرب إيران وإسرائيل    رغم تذبذب مستوي محمد هاني .. لماذا يرفض الأهلي تدعيم الجبهة اليمنى بالميركاتو الصيفي؟ اعرف السبب    كوريا الشمالية تندد بقوة بالهجوم الأمريكي على إيران    حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    «متقللش منه».. مشادة على الهواء بين جمال عبدالحميد وأحمد بلال بسبب ميدو (فيديو)    أمريكا تحذر إيران من تصعيد العمل العسكري    هاني رمزي: ريبيرو لديه بعض الأخطاء..والحكم على صفقات الأهلي الجديدة صعب    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    السبكي: الأورام السرطانية "صداع في رأس" أي نظام صحي.. ومصر تعاملت معها بذكاء    احتفاء رياضى باليوم الأوليمبى فى حضور وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    سى إن إن: منشأة أصفهان النووية الإيرانية يرجح أنها لا تزال سليمة    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخليجيون لايفضلون قنواتهم
نشر في القاهرة يوم 14 - 02 - 2012

شهد العقد الأخير من القرن العشرين والسنوات الأولي من القرن الحادي والعشرين طفرة هائلة في تقنيات الإعلام ارتكزت أساسا علي التقدم الكبير الذي أحرزته الحاسبات الاليكترونية وأجهزة الكومبيوتر إلي جانب القفزة التي حققتها الأقمار الصناعية باستخدام التنقية الرقمية التي تبعتها بالانجاز الرائع في عمليات الضغط الرقمي مما اتاح مضاعفة قدرات الاستخدام الفعلي للطيف الترددي إلي نحو عشرين ضعفا، وكان من نتيجة هذه الانجازات المتتالية خلال فترة زمنية قصيرة اختزال المسافات فوق رقعة الكرة الأرضية وتلاشي الحدود بين الدول وتحقق مفهوم القرية الكونية وتعد الإذاعات المرئية والمسموعة صاحب النصيب الأكبر في الاستفادة من هذه الثورة الإعلامية. ونتيجة لهذا التطور ظهرت قنوات متعددة تليفزيونية محلية وفضائية ومحطات إذاعية وبث إذاعي مسموع ومرئي بعد الإنترنت إلي جانب تنوع هذه الوسائل من حيث كونها عامة أو متخصصة في تقديم مضمون معين أو مخاطبة فئة معينة من الجماهير مما أدي إلي وصف العصر بأنه عصر السماوات المفتوحة وعصر الاتصال عبر القارات إلي غير ذلك من الصفات التي تعكس المكانة التي تحتلها وسائل الإعلام وما تحققه من اشباعات مختلفة للمتعاملين معها أيا كان موقعهم وخصائصهم علي المستوي البرامجي أو الدرامي أو الإعلامي وأيا كان مجالهم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا تتيحه من خلال هذا التعدد غير المحدود أكبر فرصة للاختيار أو الاقتناء من بين هذه القنوات المتنوعة بل أصبحت لديه القدرة علي اختيار وقت التعرض لهذه المواد الإعلامية ذلك نتيجة للتطورات العلمية المذهلة في مجالات الاتصال. ولم تكن الدول العربية بعيدة عن هذا التطور، حيث اهتمت بأن يكون لها مكان في الفضاء وارتفع عدد الفضائيات العربية - حسب دراسة للمنطقة العربية للتنمية لسنة 2010 إلي 750 فضائية تبث عبر القمر الصناعي العربي «عربسات» والقمر الصناعي المصري «نايل سات». 3 ساعات يوميا بل إن الملفت للنظر هو تزايد عدد القنوات الفضائية العربية بوضوح في السنوات الأخيرة الأمر الذي أدي إلي زيادة هذه المنافسة بين الفضائيات. وتشير الدراسات إلي الاقبال المتزايد من الجمهور العام وخاصة الشباب العربي بغض النظر عن النوع أو المستوي التعليمي علي مشاهدة القنوات، حيث تساعد خصائص التليفزيون كوسيلة الاتصال يتعرض لها المشاهدون لإشباع احتياجاتهم بشكل فوري ومجاني خاصة مع تعدد مضامينه خاصة مع ظهور القنوات الفضائية المتخصصة. وتظهر الاحصائيات أن نسبة 69% من الجمهور الذي يشاهدونها لمدة 3 ساعات يوميا، في حين بلغت نسبة الذين يقتنون أطباقا فضائية 12% وهي أرقام في ازدياد في ظل وجود أكثر من 150 قناة عربية وإسلامية تتبع 40% للحكومات في حين تشكل البقية شركات وجماعات. وخلصت نتائج الدراسات التي تناولت علاقة الجمهور العربي بالقنوات الفضائية إلي وجود منافسة وتحديات تواجه الإعلام الحكومي العربي من قبل القنوات الفضائية العربية الخاصة أو الأجنبية. في المقابل يري بعض المتخصصين أن الاقبال الشديد علي هذه الفضائيات يعد مجرد إقبال جيل فتن بتقنية اتصالية جديدة فتحت له آفاقا في المشاهدة ما كان له أن يتصورها وأتاحت له الحرية في الخروج عما كان يسمي بقنوات «الغضب» الحكومية. في حين تقرر دراسة أخري أسباب فقدان الإعلام ووسائل الاتصال في الخليج للجمهور كما تبين البحوث الميدانية ففي معظمها توجه من أعلي إلي أسفل «إلي الجمهور والمرسل إليه» علي أساس أن المرسل أو من هو الأعلي «أعلم» بما يطلبه ويحبه الجمهور ويؤكد بعض الباحثين العرب أن تفضيل المشاهد العربي للقنوات الأجنبية ما هو إلا نتيجة عدم وجود تواصل بين المنتج والمتفرج وغياب دراسات مبدئية تبين حاجات المشاهد ورغباته وتتبني مواطن الضعف ومكامنها. وتشير دراسات أخري إلي أن انصراف الجمهور من القنوات الفضائية الحكومية، يرجع إلي تفوق القنوات الفضائية الأخري العربية والأجنبية في تقديم برامج يفوق بعضها مستوي البرامج التي تقدم عبر الفضائيات الحكومية، ولذا أصبحت القنوات المحلية بحاجة إلي تقوية الروابط مع جمهورها بشكل خاص والجمهور العام بشكل عام والتأكد من أن هناك من يتلقي الرسالة الأمر الذي يفرض علي القائم بالاتصال السعي دائما للحصول علي المعلومات المتعلقة بالاحتياجات المعرفية والعاطفية لجمهوره فضلا عن حرصه المستمر علي استغلال كل ما هو جديد حتي يتمكن من الصمود في هذه البيئة التنافسية، فإذا لم تتوفر لدي القائم بالاتصال معلومات عن خصائص الجمهور الديموغرافية والاجتماعية فسوف يفقد مقدرته علي التأثير والاستماع لها كانت رسالة معدة جيدا ومهما كانت الوسيلة الإعلامية، خاصة أن المشاهد أصبح اليوم أكثر من أي وقت معني بالذات في منطقة الخليج شريكا في العملية الاتصالية التي ينقطع فيها العامل التفاعلي، وانطلاقا من هذه المعطيات تصبح دراسة الجمهور بشكل موسع - في أكثر من دولة خليجية - أمراً ملحا وضرورة بحثية لتشخيص مدي تأثر معدلات مشاهدتهم تجاهها ورصد العوامل التي تسهم في تحسين أدائها واستشراف مستقبلها من وجهة نظرهم - في ظل المعطيات التي دفعت بأجهزة الإعلام الخاص إلي المقدمة لكي تنافس الإعلام الحكومي. من هنا جاءت أهمية هذه الدراسة التي وصفها «د.بشار عبدالرحمن مظهر» تحت عنوان (دوافع استخدامات الشباب الخليجي واليمني للفضائيات الخليجية الحكومية العامة والاشباعات المتحققة في ظل منافسة القنوات الخاصة) وتضمنت الدراسة خلال فصولها الستة أهداف الدراسة وواقع البث الفضائي العربي، تطور الأقمار الصناعية العربية وعلاقة الشباب الخليجي واليمني بقنواته الحكومية وتفضيله القنوات الخاصة والتحديات التي تواجهها الحكومات في ظل هذه المنافسة والمقترحات التي توصلت إليها الدراسة. الدردشة يقول د.بشار عبدالرحمن في مقدمة دراسته: تتبلور المشكلة البحثية أساسا في التعرف علي دوافع استخدام الجمهور الخليجي واليمني للقنوات الفضائية الحكومية العامة التابعة للدول الأعضاء بجهاز إذاعة وتليفزيون الخليج (السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، عمان، اليمن، الكويت» فضلا عن معرفة تأثير المتغيرات التي تؤثر في هذه العلاقة، والفضائيات الخاصة المفضلة لديهم «العربية والأجنبية» والمتخصصة الخاصة «الأغاني، الإخبارية، الدرامية، الرياضية، الدينية، الدردشة، الفلك»، وكذلك الوسائل الاتصالية الأخري «كالإذاعات الخليجية، الإذاعات العربية، الصحف والمجلات العربية والأجنبية، الإنترنت التركيز علي فئة الشباب وتصوراتهم لمستقبل الفضائيات الخليجية الحكومية ونقاط الضعف والقوة في أدائها وما ينبغي أن تقوم به لتحسين قدرتها علي مواجهة المنافسة! استكشاف تأثير القنوات الفضائية الخاصة والوسائل الاتصالية الأخري التي تثير اهتمامهم وعلي المستوي العربي فقد اتسمت الدراسات التي اطلع عليها الباحث في معظم الدول العربية كمصر والسعودية وعمان والجزائر ولبنان والإمارات واليمن وتنوعت ما بين دراسة استخدام التليفزيون المحلي والفضائيات العربية. ومن تلك الدراسات دراسة «عاطف العبد، فوزية العلمي» التي سعت إلي معرفة عادات مشاهدة القنوات المحلية والدولية وانماطها لدي طلاب وطالبات الإعلام بجامعة الإمارات وتوصلت إلي أن قناة «دبي» جاءت كأهم قناة فضائية يقبلون علي مشاهدتها وكذلك الأفلام المصرية، وأقروا من متابعتهم للفضائيات العربية عموما مفيدة في تمضية وقت الفراغ إلي جانب متابعة أهم الأخبار والأحداث العالمية. وفي دراسة مشابهة للدكتور عاطف العبد أيضا حول عادات مشاهدة القناة الفضائية المصرية وانماطها بين أبناء الجالية المصرية المقيمين بسلطنة عمان جاءت الأفلام المصرية في الترتيب الأول من أهم البرامج التي يفضلونها، يليها نشرات الأخبار. وكشفت دراسة لوزارة الإعلام الكويتية حول آراء المشاهدين من المقيمين في الكويت لبرامج القناة الفضائية الكويتية، ارتفاع تعرضهم للفضائيات العربية وتصدرت قناة MBC كأهم القنوات ويلاحظ من تلك الدراسات تشابه دوافع التعرض للقنوات الفضائية علي الرغم من اختلاف جنسية الجمهور وهنا نشير إلي عدم تأثير متغير البيئة الاجتماعية التي أشار إليها كاتز ورفاقه (Katz، Gurevitch، Has) في تحديد الاحتياجات العاطفية والفكرية والشخصية والاجتماعية التي يمكن اشباعها من خلال استخدام نوع معين من وسائل الاتصال أو من محتوي هذه الوسائل، وربما يعود ذلك إلي تكرار المتغيرات نفسها - والتي كانت تركز علي عادات التعرض وانماطها، ولم نلامس المداخل النفسية والاجتماعية بشكل متعمق. وفي سياق متصل استمر تنامي الدراسات في بداية الألفية الجديدة - حيث ركزت معظمها علي الجمهور العام والشباب الجامعي بشكل خاص، ولم تستهدف الشباب بشكل عام مع اهمال التصدي للاشباعات والكشف عن علاقتها بدوافع التعرض، وهو ما ستركز عليه دراساتنا هذه في توضيح أثر قنوات الدردشة، والتليفزيون التفاعلي، قنوات الشعوذة والقنوات الدينية والرياضية وغيرها من القنوات المفضلة لدي الشباب الخليجي واليمني. والمتأمل في واقع نسيج القنوات العربية يجدها متنوعة وشاملة لكل ما يميز الفضاء الاتصالي العالمي، فهي قنوات فضائية وأرضية حكومية وخاصة وعامة ومتخصصة مفتوحة ومشفرة ومنها ما يكون مفتوحا علي بعض الوسائل أو مشفرا ضم باقة من القنوات. وهذا التفرد - مقارنا بغيره من قطاعات البث التليفزيوني في العالم - وانتشار جماهيره في منطقة تمتد علي مساحة 5.7 مليون كيلو متر مربع يعيش فيها ما يزيد علي 250 مليون نسمة يتحدثون عددا من اللجهات في ظل النمو المطرد في مواقع متعددة من وسائل الاتصال - ولم يكن العرب بالطبع بعيدين عن افرازات الثورة التكنولوجية، حيث تم اطلاق أول قمر صناعي عربي في الثامن من فبراير عام 1985 واطلق القمر الثاني في شهر يونيو من نفس العام، وتوالي اطلاق الأقمار الصناعية العربية فأطلق أول قمر مصري «نايل سات 101» في ابريل 1998، والقمر الصناعي العربي عربسات في فبراير 1999. الفضائية المصرية واستجابة لتلك التطورات - جاءت القناة الفضائية المصرية في ديسمبر 1990 كأول قناة فضائية حكومية في الوطن العربي، ثم قناة السعودية الأولي كأول قناة فضائية بدول الخليج العربي في نهاية عام 1990، وتوالت القنوات. وسعياً وراء مواكبة عصر البث الفضائي واقتصاد السوق اضطرت الأقطار العربية إلي تجاوز نظام الامتياز واحتكار البث الإذاعي والتليفزيوني، تاركة للقطاع الخاص العمل في هذا المجال، فظهرت إلي الوجود فضائيات تابعة للحكومات من حيث التأسيس، لكنها تتمتع باستقلالية كاملة علي أصعدة رسم السياسات والخطط والمتغيرات وأخري إلي القطاع الخاص - ظهرت قناة Mbc في عام 1991 كأول محطة تليفزيونية عربية مملوكة للقطاع الخاص، بالإضافة إلي ظهور الفضائيات المتخصصة كقناةART التي بدأت في عام 1993 فضلا عن ظهور الحزم الفضائية، بل إن الدول العربية سعت إلي توسيع نطاق تغطيتها إلي مناطق مختلفة من العالم، فبثت قنواتها علي أكثر من قمر الفضائية المصرية، قناة دبي، قناة السعودية الأولي والثانية وغيرها من القنوات وفي بداية القرن الحالي تم إطلاق القمر الصناعي المصري الأول في السابع والعشرين من أغسطس عام 2000 واستطاع هذا القمر بالإضافة إلي خدمات البث الفضائي التليفزيوني والإذاعي أن يبث الخدمات لشبكة الإنترنت وأسواق المال والبنوك والتبادل الإخباري السريع وخدمات التعليم المفتوح والتعليم عن بعد. ونظرا إلي الاقبال المتزايد علي أقمار نايل سات اتفقت شركتا نايل سات ويو تلسات في عام 2006 علي نقل أحد أقمار يو تلسات إلي الموقع المداري لنايل سات ويعرف بقمر نايل سات (103) الذي من خلاله اتاح مزيدا من سعات البث وعدد القنوات والخدمات دون الحاجة إلي أية تعديلات فنية لاستقبالها بالإضافة إلي تحقيق تغطية أكبر لأوروبا بما يتيح التواصل مع الجاليات العربية بشكل كبير، كما تم اطلاق القمر الصناعي (بدر4) في نوفمبر من نفس العام ويعتبر هذا القمر من الجيل الرابع لعرب سات الذي يقدم خدمات في مجال الاتصالات الفضائية كخدمات التليفزيون التفاعلي مع سعات إضافية لاستيعاب الطلب المتوقع علي التليفزيون عالي الوضوح (High Desunin.TV) وإثر تلك التطورات المتلاحقة ارتفع عدد القنوات الفضائية العربية حسب التقرير السنوي الذي يصدره اتحاد إذاعات الدول
العربية إلي ما يزيد علي 725 قناة، وتواصلا لملاحقة العرب للتطورات التكنولوجية في المجال الفضائي، ثم في عام 2010 اطلاق قمر نايل سات (201) والذي يتيح توسيع خدماته لتسجيل البث الرقمي والراديو والتليفزيون ثلاثي الأبعاد والتليفزيون عبر الإنترنت. وهكذا أستطيع القول إن العالم العربي قد انخرط في منظومة الإعلام الدولي عبر الأقمار الصناعية التي انتفت فيها الحدود وذابت الفوارق واختصرت المسافات وبات المشاهد العربي يستقبل العديد من القنوات الفضائية العالمية التي تحمل شتي أنواع المواد والبرامج التي تقدمها أقمار صناعية أجنبية أو عربية. الفضائيات العربية من حيث ملكية البث «حكومية - خاصة»: يحظي موضوع البث التليفزيوني الفضائي بالاهتمام المتزايد علي النطاق العربي سواء علي مستوي الحكومات أو القطاع الخاص، وقد تسارعت التطورات منذ عام 1967 حين قرر مؤتمر وزراء الإعلام العرب في تونس - دراسة استخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير وسائل الإعلام العربية المعنية بمسألة البث التليفزيوني الفضائي، وفي مطلع التسعينات، كما تحدثنا سابقا شهدت المنطقة العربية تطورات مهمة علي صعيد التليفزيون كنتيجة للتطور الكبير في وسائل الاتصال الحديثة. والمتأمل علي مدي بضع سنوات - يلحظ أن الهيئات الحكومية الإذاعية والتليفزيونية فقدت موقع الصدارة الذي كانت تعتليه ضمن الفضاء السمعي البصري العربي، ويتضح ذلك بجلاء كبير عند النظر إلي مدي سيطرة القطاع الخاص علي مجال البث الفضائي العربي وتجاوزه في بضع سنوات القطاع الحكومي الذي حافظ علي تفرده في مجال البث الإذاعي والتليفزيوني علي امتداد عدة عقود ماضية، حيث لم يكن عدد الهيئات العربية مطلع التسعينات التي تبث أو تقيم بث قنوات فضائية علي شبكاتها تتعدي (12) هيئة من ثلاث هيئات فقط تنمتي إلي القطاع الخاص وعلي الرغم من تكاثر الفضائيات الحكومية خلال التصنيف الأول من التسعينات إلا أن القطاع الخاص يواصل نموه المتسارع بشكل أكبر في مواقع متعددة من المشهد الاتصالي العربي ويمكن رد هذا التزايد، كما يشير بعض الباحثين إلي أن المنظومات الفضائية الحكومية قد انتهت من اطلاق معظم مشروعاتها، وهناك من يري أنها لم تستوعب بعد حجم المنافسة الخطيرة التي تنظرها من جانب القنوات الدولية سواء الناطق منها باللغة العربية أو بغيرها وفريق آخر يري أن تطور الاستثمارات الإعلانية في البلدان العربية من 2.1 مليار دولار عام 1999 إلي 9 مليارات دولار عام 2010 (قبل أن ينخفض في الفترة الأخيرة عقب ثورات الربيع العربي إلي أقل من المليار الواحد) بل إن الأمر لم يقتصر علي القنوات الفضائية إذ استمر ليشمل الاستثمار في المحطات الإذاعية، وظهرت محطات إذاعية خاصة حتي في البلدان التي أبدت تحفظا تجاه المبادرة الخاصة في مجال الاستثمار في الإعلام المرئي والمسموع.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.