جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية هزت وقائعها الرأى العام، وقعت أحداثها فى محافظة الدقهلية، بعد أن تجرد فيها «الأب» من مشاعر الإنسانية والأبوة، ليرتكب أبشع جرائم التعذيب من دون رحمة، والمفاجأة أن من قام بتعذيبه «نجله». طفل لم يتجاوز عمره 7 سنوات، ساقه القدر ليكون نجل لأب غليظ القلب، حيث قام بتكبيل يد الطفل وقدميه، ورقبته بالسلاسل والجنازير الحديدية وأحكمها بالأقفال، وأمام شقة زوجته الجديدة ليظل الطفل «37 يومًا» واقفًا على قدميه، بحجة أنه يقوم بتربية ابنه. وأثناء زيارة شقيقتى الأب فوجئنا بأنه قام بتكبيل ابنه «عطا» بالسلاسل الحديدية، وقيده فى السلم الحديدى الموجود أمام شقته عقاباً له على تكرار هروبه من المنزل، وأن الطفل استغاث بهما، فحاولتا تحرير الطفل وتوسلتا لشقيقهما بعد أن أكدتا له أن حياة ابنه فى خطر لكن دون جدوى. وتوجهنا على الفور إلى الرائد «أبو العزم فتحى»، رئيس المباحث، وطلب منهما تحرير محضر رسمى، ولكن رفضتا خوفاً من شقيقهما، إلا أن إحداهما أخرجت «المحمول» الخاص بها، وقالت إنها التقطت صورة «للطفل» خلسة من وراء شقيقها وعقب مشاهدة رئيس المباحث للصور والطفل مقيد من رقبته بجنازير أمر بسرعة الانتقال إلى مكان الطفل لتحريره والقبض على الأب، وقال رئيس المباحث: وفور دخولنا للمنزل وصعود درج السلالم عثر على الطفل نحيل الجسد مكبلاً من كافة الجهات بسلاسل وجنازير: أيدى وأرجلاً وأقداماً وحتى الرقبة «ومثبتة بالأقفال، ورائحة الطفل تؤكد أنه يقضى حاجته «بول، وبراز» وهو واقف دون حراك لدرجة أنه حال فكّه لم يستطع المشى من حالة الضمور والتورم التى ظهرت على ركبتيه. وعقب القبض على والد الطفل وزوجة أبيه، قال: «ابنى وأنا بأربيه» وأكد أن «عطا» شقى وحرامى والأهالى فى المنطقة بيشتكوا منه، واعتاد الهروب من المنزل والتغيب لأسابيع. وقال الطفل: «عطا» عقب فك قيوده: كان نفسها يروح المدرسة ولكن أباه رفض، وقيدنى منذ شهر و7 أيام، للإفطار وأنه كان بيخليه يصوم شهر رمضان، وفى نهاية اليوم يعطيه رغيف «حاف» للإفطار، وعندما كنت أطالب بدخول الحمام يرفض وكنت أتبول وأقضى حاجتى، وأنا واقف فى مكانى وكمان زوجة أبويا، كانت بترفض تعطينى طعام، وحتى مياه الشرب، وتقول لى خلّى أبوك يجيب لك أنا ما ليش دعوة. تم نقل الطفل إلى المستشفى وبالكشف الطبى تبين وجود ضمور فى القدمين وتورم فى الأيدى والرقبة من أثر عملية تقييده بالسلاسل، حيث تم الاطمئنان عليه جسدياً ونفسياً، وتم عرض المتهم على النيابة العامة، حيث أمر المستشار أحمد شوقى، رئيس نيابة بلقاس بتجديد حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وتسليم الطفل إلى عمته لعدم الاستدلال على والدته.