تسببت سلالة الكلب الأرمنتى، التى تشتهر بها قرى مدينة أرمنت، بجنوبالأقصر، فى تفجر صراع بين جمعيات رعاية الحيوان، فى كل من مصر وفرنسا، حيث نشبت معركة بين الطرفين، على ملكية كل منهما لأصل تلك السلالة النادرة من الكلاب. وسارعت جمعيات مصرية، لحماية تلك السلالة من الكلاب، و التى تعود جذورها لمدينة أرمنت، وباتت مهددة الانقراض، وتتراجع أعدادها يوماً بعد يوم، الأمر الذى جعل الجمعية المصرية لتربية الكلاب وتنقية السلالات، تسارع للمطالبة باتخاذ تدابير لحماية تلك السلالة النادرة من الانقراض، وقيام الجمعية أيضاً بتقديم طلب إلى الاتحاد الدولي لتسجيل السلالة الوطنية المصرية من الكلاب الأرمنتية، بإنشاء هيئة أو مؤسسة معنية بمثل هذه الفصائل من الحيوانات للحيلولة دون انقراضها والحفاظ علي سلالتها النادرة، وذلك ردا على مزاعم جمعيات فرنسية، بأن الكلب الأرمنتى، فرسنى الجذور، وذهب إلى مصر مع قوات الحملة الفرنسية. وجاء الطلب المصرى، بعد محاولات فرنسية لشراء عدد كبير من الكلب الأرمنتى وتسجيلها لصالحها بزعم أنها من أصول فرنسية تم استقدامها خلال الحملة الفرنسية على مصر، رغم أنها سلالة مصرية محلية 100 %. وتشتهر مدينة أرمنت، جنوب محافظة الأقصر، بهذه السلالة النادرة من الكلاب، التى أطلق عليها «الكلب الأرمنتى»، نسبة إلى تلك المدينة التاريخية، التى تضم بين جنباتها معابد ومعالم أثرية ترجع لآلاف السنين. ويصف علماء الحيوان «الكلب الأرمنتى» بأنه من أرقى كلاب الحراسة فى العالم، بجانب تفرده بمظهره الجميل، وشعره الكثيف، وألوانه المتعددة، كما يمتاز بالشراسة وشدة الذكاء، وقدرته على اكتشاف الأشخاص الغرباء. والكلب الأرمنتي صغير الحجم ويتراوح وزنه ما بين 20 و25 كجم، ويعرف فى صعيد مصر باسم «سبع الليل» نظرا لقدرته على السهر وقوة شجاعته، ويستخدم هذا النوع من الكلاب الأرمنتية فى مطاردة اللصوص ومن مميزاته أيضا، أنه سريع التدريب، مرن ونشيط وشديد الطاعة لصاحبه. ويقول الباحث المصرى عمر شوقى، إن الكلب الأرمنتي يختلف عن الكلاب البوليسية، موضحاً أن الكلب الأرمنتي يقتني للحراسة وليس للزينة وأن «الكلب الأرمنتى» أصله مصرى، ولم ينسب لأى بلد آخر سوى مصر، وأنه يباع فى مناطق أخرى غير مدينة أرمنت، التى يرى سكانها أنه من العيب بيع الكلاب، ويكتفون بإهدائها لأصدقائهم. ويقول الباحث المصرى ومدير مركز الصعيد الأعلى للتراث، عبدالمنعم عبدالعظيم، إن الأهالي يستخدمون الكلاب شديدة النباح والأكثر شراسة وخاصة الفصيل الأرمنتي، مشيرا إلي أن أحد أهم أسباب الإقبال على اقتناء الكلاب فى السنوات الأخيرة، يرجع للانفلات الأمني واحتياج المواطنين للأمن والأمان. وعن تاريخ الكلب الارمنتي يقول عبدالمنعم عبدالعظيم: إن الشائع عن الكلاب الارمنتية أنها سلالة ظهرت فى عهد أحد ملوك أرمنت الذين حرروا صعيد مصر ووحدوا الجنوب حتي أسيوط والمعروفين باسم «الأناتفه» وظهرت له صورة وبجواره خمسة كلاب حراسة ولذلك قيل كلاب أرمنت نسبة للملك أنتف الذي كان متواجداً بأرمنت وهذه الرواية الأقرب للصواب. ويضيف مدير مركز تراث الصعيد الأعلى، أنه مما قيل عن تلك السلالة من الكلاب، أنها ظلت تتناسل وتتكاثر بمدينة أرمنت حتي انتشرت هناك واشتهرت بحراسة معبد تحتمس الثالث بارمنت وأشار إلى أن الكلاب الارمنتي تختلف تماماً عن الكلاب الاوروبية لما تمتاز به من شعر كثيف يغطيها تماماً وذكاء وشراسة وغباء أحياناً يتمثل في التعامل بشدة مع صاحبها، كما تمتاز بقوتها وقابليتها للتعلم بسرعة ويوجد منها ثلاثة انواع : «الكباشي» الذي يمتاز بطول البوز أو الفم و«المرعزي» الذى ينسب إلي قرية المراعزة بجنوب أرمنت، ويشتهر بغبائه في التعامل بعنف حتي مع صاحبه، مع القدرة علي تمييز الأشخاص والنوع الثالث «أرمنتي» وهو خليط بين النوعين السابقين. وحول أشهر من إقتني الكلاب الأرمنتي فقد أشار مدير مركز تراث الصعيد الأعلى، إلي أن الكونت الفرنسي «دي فونتارس» الذي اشتري مساحات ضخمة من مزارع مدينة ارمنت من الخديوي إسماعيل كان يقتني مجموعة من الكلاب الأرمنتي لحراسة المزارع، ومصطفي النحاس، أحد زعماء حزب الوفد، الذى كان لديه كلاب أرمنتي، وكان يأتي بها سائقه الخاص، حسن الصافي، الذى كان ينتمى لمدينة ارمنت وكان يأتى بالكلاب الأرمنتى لحراسة قصور مصطفى النحاس وقصر زوجته زينب الوكيل.