لم يكن انقلاب الجيش التركي على الرئيس رجب طيب أردوغان أمرًا مفاجئًا، فالصراع بين العسكر والرئيس كان مستمرًا منذ عشرات السنوات، منذ أن كان رئيسًا لوزراء تركيا، فقد قاموا بالكثير من المحاولات للإطاحة به ولكنها دائمًا تبوء بالفشل. رصدت "بوابة الوفد" مخططات الجيش ضد أردوغان ورد الثاني عليها: بداية الصراع كان الجيش التركي غير راضٍ عن سياسة أردوغان منذ أن كان رئيسًا لوزراء تركيا في عام 2003 نظرًا لسخطه على التيارات الإسلامية التي تعددت أحزابها، ومن هنا بدأ الانقسام في تركيا بين الحكومة والجيش. كان الطرفان دائمًا ما يتبادلان الاتهامات، فمؤيدو الحكومة كانوا يتهمون العسكر بالتحضير لانقلاب على إرادة الناخبين، وفي المقابل قادة الجيش وأنصارهم يتهمون حكومة أردوغان بمحاولة أخذ تركيا إلى مواقع تتناقض مع دستورها ومصالحها. مخططات داخل الجيش التركي على رغم الشعبية الهائلة التي يحظى بها حزب العدالة والتنمية، وحصول أردوغان على نسبة تصويت غير مسبوقة في الانتخابات الرئاسية، إلا أن الجيش لا يزال يأمل في أن تتاح أمامه الفرصة لخلع أردوغان ورفاقه بشتى الطرق، فقد كان يقوم بإعداد الخطط داخل رئاسة أركان الجيش التركي. ولكن دائمًا ما يتم الكشف عن مؤامرات التخطيط المتلاحقة للانقلاب على الحكومة، وكان المتورطون فيها ضباطًا سابقين من قادة القوات الجوية والبحرية والبرية ونائب رئيس الأركان وقائد القوات الخاصة سابقًا. سياسية أردوغان مع الجيش بعد أن حصل أردوغان على وثائق تُفيد بتورط عدد من ضباط الجيش بمحاولات للإطاحة به، شن حملة مضادة على خصومه وقام ببعض التعديلات في مواد الدستور التي وسعت من دائرة صلاحياته وضيّقت من سلطات الجيش. كما قام بنشر مخططات الجيش ضده مما جعله يكسب تعاطف الشعب التركي معه والإساءة إلى سمعة الجيش وتراجع التأييد الشعبي له، كل ذلك زاد من سخط وكراهية الجيش ضد أردوغان. أول حملة اعتقال في عام 2010 نفذت الشرطة التركية حملة اعتقالات شملت 18 ضابطًا، من بينهم جنرال متقاعد، لتورطهم في عملية انقلاب أطلق عليها "المطرقة الثقيلة"، التي بدأوا في نسج خيوطها منذ 2003 التي كانت تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والاضطرابات السياسية على أمل الإطاحة بحكومة أردوغان. شكلت هذه الحمله نقطة سوداء في تاريخ الحكومة التركية، حيث إنه للمرة الأولى يتم القبض على قائد متقاعد بالجيش التركي. محاكمة كبار الضباط على رغم مرور أكثر من ثلاثين عامًا على انقلاب 1980 إلا أن أردوغان كان مُصرًا على الأخذ بالثأر من كل قادة الانقلاب، ولكن لم يعد أحد منهم على قيد الحياة إلا القائد السابق لسلاح الجو "تحسين شاهين"، والرئيس السابق "كنعان أفرين". وفي عام 2012 بدأت أول محاكمه في تاريخ تركيا على منفذي انقلاب مر عليها العشرات من السنوات، ما يدل ذلك على مدى الكراهية التي يكنها أردوغان تجاه جيشه، وبالفعل تم الحكم عليهم بالمؤبد في يونيو 2014.