أعلنت هيئة الأممالمتحدة للمرأة، رسمياً، تسمية المطربة الإماراتية - اليمنية بلقيس فتحي، مبعوثةً رسميةً للهيئة في المنطقة العربية، كجزء من حملة "عالم نتشاركه بالتساوي" العالمية. وسوف تركز بلقيس على دعم رائدات الأعمال الشابات والعمل على مكافحة العنف ضد النساء والفتيات في المنطقة، خصوصًا فيما يتعلق بزواج الأطفال. ويعتبر زواج القاصرات من الظواهر المقلقة في المنطقة العربية، حيث يصل معدل زواج الفتيات تحت سن ال18 ل14%، ويؤدي زواج القاصرات في الكثير من الأحيان إلى دوائر متصلة من أنواع مختلفة من العنف ضد المرأة، إضافة لعواقب صحية سلبية على الصحة الإنجابية والنفسية للفتيات. ومع أزمة اللجوء المتصاعدة في المنطقة العربية منذ بداية الصراع السوري منذ خمسة أعوام، يزيد معدل زواج القاصرات في مجتمعات اللجوء بصورة أكثر حدة وأكثر إثارة للقلق. ففي الأردن وصلت نسبة زواج القاصرات المسجلة بين الفتيات السوريات تحت سن ال18 ل18% في عام 2012 بالمقارنة مع حوالي 12% عام 2011 في سوريا قبل بداية الحرب، وفي عام 2013، ارتفعت النسبة لتصل للربع تقريباً في 2013، ولا تزال النسبة في ازدياد. وصرح محمد ناصري، المدير الإقليمي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة: "تأتي تسمية بلقيس كمبعوثة رسمية في وقت تخفت فيه أصوات الشابات والفتيات في مواجهة تحديات الصراعات المسلحة وأزمة اللجوء والظروف الاقتصادية الصعبة، وفي مثل تلك الظروف، يصبح إلتزام بلقيس بالعمل على توصيل أصوات نساء جيلها قيمة عظيمة الأثر، كما أن تركيز بلقيس على قضيتي المشاركة الاقتصادية للنساء وإنهاء العنف ضد المرأة يتناسب تماماً مع رؤية هيئة الأممالمتحدة للمرأة التي تربط بين القضيتين في تصميم البرامج". ففي الأعوام الأخيرة، ركزت هيئة الأممالمتحدة للمرأة على استخدام المشاركة الاقتصادية الفعالة كواحد من الحلول لأزمة العنف ضد النساء والفتيات، حيث تركز الكثير من البرامج الإقليمية والوطنية للهيئة على دعم الاستقلال الاقتصادي للناجيات من العنف لكسر دائرة العنف ضد النساء والفتيات بما في ذلك اللاجئات في المنطقة. كما تدير وتدعم هيئة الأممالمتحدة للمرأة عدة مراكز لدعم الناجيات من العنف في شتي أنحاء المنطقة العربية تقدم تدريبات مهنية وتسهيل تشغيل النساء ودعمهن في مجال ريادة الأعمال. كما ركزت جهود المناصرة والدعوة لهيئة الأممالمتحدة للمرأة وبرامجها في الأعوام الأخيرة على المشاركة الاقتصادية للمرأة، ليس فقط باعتبارها حقًا وأداةً لتحقيق المساواة بين الجنسين، بل أيضاً كوسيلة لرفع العبء الاقتصادي عن المجتمعات وللمساهمة في تحقيق الرفاهية. فقد أثبتت الكثير من الدراسات أن المشاركة الاقتصادية للنساء تضيف ملايين للناتج الإجمالي القومي لبلادهن، كما تسهم في خلق اقتصادات أكثر صحية. وقد بدأت بلقيس جهودها في الدعوة للمساواة بين الجنسين مبكراً، بمشاركتها في حملات رفع الوعي عن حقوق النساء واستخدام جمهورها العريض على شبكة الإنترنت للتواصل مع ملايين الشابات في شتى أنحاء العالم العربي. وفي عام 2015، قامت بلقيس بزيارة مخيمات اللاجئين اليمنيين في جيبوتي للمساعدة في رفع الوعي فيما يخص أحوال اللاجئين من المنطقة. وصرحت بلقيس أثناء زيارة للمكتب الإقليمي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة بالقاهرة: "هذا العمل هو جزء من المسئولية المجتمعية لأي فنان لمساعدة مجتمعاتنا طالما نملك التأثير. يشرفني أن أكون هنا اليوم، ليس بسبب اللقب، بل لأنها فرصة للانضمام لجهد مشترك لصنع تغيير حقيقي ملموس على الأرض.