حاولت الرقابة التليفزيونية أن تعيد مجدها مرة أخرى، وتطبق معايير الاعلام على المسرحيات والمسلسلات التى تعرض على شاشات اتحاد الاذاعة والتليفزيون، وطال مقص الرقيب، مسرحية «شاهد ماشفش حاجة» للنجم عادل امام، وعمر الحريرى ومنى جبر، ومسرحية «العيال كبرت» لأحمد زكى وسعيد صالح ويونس شلبى، وقطعت الصوت عن الشتائم والألفاظ الخارجة، وارادت الرقابة ان تحمى المشاهد من الخروج عن النص، وتلويث اخلاقياته واعترضت رقابة التليفزيون على بعض المشاهد بالمسلسلات، حفاظاً على القيم الاجتماعية، ورفضت الرقابة الاسقاطات السياسية لرجال الشرطة فى مسلسل «الخروج» و«الميزان» خاصة وأن رجال الشرطة يقومون بحماية أمن المواطنين ولا يجوز أن نظهرهم بشكل يؤثر على شخصيتهم، وحذفت مشهداً للفنانة ليلى علوى من الحلقة الرابعة من مسلسل «هى ودافنشى» والذى ذهبت فيه لأحد الشيوخ لتخليصها من شبح «دافنشى»، وبالفعل يقوم الشيخ بحرق الشبح كما يبدو فى المشاهد الاولى للحلقة الخامسة، حيث أكدت الرقابة أن المشهد يروج لأعمال السحر والشعوذة لذلك طلبت حذفه. وطالبت الرقابة بتخفيف مشاهد الاكتئاب فى حلقات مسلسل «سقوط حر» لنيللى كريم، خاصة المشاهد التى تم تصويرها داخل مستشفى العباسية للصحة النفسية، كما حذفت بعض جمل الحوار فى مسلسل «نيللى وشريهان» جاءت على لسان دنيا سمير غانم، فى الحلقة الخامسة فى المسلسل أثناء استضافتها من قبل الاعلامى يوسف الحسينى، لقيامها بالسخرية من أحد مسئولى حقوق الانسان. الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد اعلام القاهرة الأسبق، تشجع مقص الرقيب خاصة للأعمال التى تروج للجنس والعرى والاغتصاب والمخدرات ومشاهد غرف النوم، وترى عبد المجيد أن العودة القوية للرقابة التليفزيونية أمر ضرورى فى هذه المرحلة التى انتشرت فيها الفوضى الاخلاقية، وأصبح كل شىء مباحا، وحملت الدراما الرمضانية كل معانى الاسفاف واهانة المرأة المصرية،وأباحت الخيانة وجعلت من الاسطورة بطل شعبى رغم جرائمه وتطالب عبدالمجيد القنوات القضائية التى تعرض المسلسلات عرض ثانى مراعاة احترام المشاهد وحذف مشاهد الخيانة والعنف وشرب السجائر والمخدرات، لحماية المجتمع، والحفاظ على ثوابت الشعب المصرى، وترى عبدالمجيد المسلسلات بأنها أصبحت غرف نوم، وتصدر للمشاهد مصطلحات وايحاءات غير أخلاقية، بجانب المرض النفسى الذى أصابنا بالاحباط، وعلى الدولة الانتباه للدراما لأنها تشكل الوجدان، وتعمل على تربية اجيال، والمفروض ان تسيطر الدولة على الانتاج وتلزم الكتاب بتطبيق معايير اخلاقيات الدراما حتى نبنى شعب يحترم عاداته وتقاليده وقيمة وطنه. الدكتورة هويدا مصطفى عميد اعلام الشروق، تؤكد أن الرقابة ضرورية وبريئة من القيود على الابداع، لأنها فى هذا التوقيت تحمى المجتمع والشباب من بئر الفساد والانحلال، والتليفزيون المصرى يدخل كل بيت، وضرورى توفير الرقابة على ما يبثه من اعمال درامية وبرامج فلا يجوز تقديم اعمال تنهش فى جسد الوطن والمجتمع، وتغيير مفهوم الحياة الاجتماعية، وما فعلته الرقابة مع حذف بعض المشاهد من المسلسلات شىء صحى وأتمنى أن تباشر الرقابة على المصنفات الفنية دورها فى متابعة جميع الأعمال السينمائية والدرامية التى تعرض فى دور العرض السينمائى وشاشات الفضائيات، وتأخذ قرارات حاسمة تجاه من يخالف قانون 106 للرقابة والواردات ويكون للرقابة سلطة مطلقة على البث الفضائى.