الفنان محمد رياض فنان موهوب بمعنى الكلمة ويعتبر بلا جدال من نجوم الدراما فى مصر والعالم العربى، على مدى أكثر من 20 عاماً قدم رياض العديد من الأعمال الدرامية التى حققت نجاحاً هائلاً نذكر منها «لن أعيش فى جلباب أبى» و«الضوء الشارد» و«رد قلبى» و«يوسف السباعى» و«لعبة إبليس». فى موسم الدراما الرمضانية المنقضى شارك محمد رياض فى بطولة الجزء السادس من مسلسل «ليالى الحلمية» وكان قد شارك فى الجزء الخامس حيث جسد شخصية صحفى شاب لكنه عاد فى الجزء السادس فى دور صحفى كبير رئيس تحرير ومقدم برامج توك شو، تحدثنا معه فى هذا الحوار حول الانتقادات التى وجهت للمسلسل، وهل شخصية صفوت سلطان التى جسدها فى المسلسل تنطبق على شخصية صحفية بعينها، وهل المسلسل يقصد الإساءة لعصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولماذا اتجه لأداء أدوار الشر فى السنوات الأخيرة ولماذا توقف عن تقديم مسلسلات السير الذاتية ورأيه فى عرض أكثر من 30 مسلسلاً فى شهر واحد، تلك الظاهرة المتكررة فى السنوات الأخيرة فى رمضان. بداية.. ما تعليقك على الانتقادات الموجهة لليالى الحلمية 6؟ - توجيه الانتقاد لأى عمل فنى حق للجميع ولكنى أؤكد حقيقة يجب أن يعلمها الجميع، مسلسل ليالى الحلمية عمل درامى غير عادى بكل المقاييس وليس قصة عادية أو أحداث حب وزواج وقتل، ليالى الحلمية فى أجزائه الست يستعرض الحياة فى مصر اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً منذ عام 1940 أو قبل ذلك حتى 2011، إنه بالفعل مسلسل غير عادى، وبالطبع قام المسلسل على أكتاف العملاقين الراحلين أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ، المسلسل فى الجزء السادس يعكس ما حدث فى مصر منذ بداية عام 2005 حتى 2011 الثورات والتحولات الجذرية التى حدثت فى المجتمع، المؤلف نقل ما يحدث فى الواقع بكل أمانة وواقعية، من الظلم عقد أى مقارنات بين الجزء السادس والأجزاء السابقة، ألا يجب للمسلسل تقديمه لشخصيات موجودة بالفعل فى واقعنا، وتسليط الضوء على حالة الانفلات والانحرافات التى حدثت فى الشخصية المصرية فى السنوات الأخيرة، ببساطة المسلسل رصد ما حدث فى مصر ألا يمثل هذا فى حد ذاته فائدة للناس، الحلمية 6 دراما مفيدة للمجتمع المصرى، والمسلسل تناول بوضوح أسباب ثورة 25 يناير وعلينا جميعاً أن نشجع الشباب المؤلفين الجدد ونعطى لهم الفرصة، أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين بذلا مجهوداً كبيراً وهما بحق مواهب واعدة، أذكر الناس أن مسلسل «نصيبى وقسمتك» تأليف عمرو محمود ياسين عرض منذ فترة وجيزة وحقق نجاحاً كبيراً، يعنى هو مؤلف موهوب واستطاع إثبات وجوده، بشكل عام «ليالى الحلمية 6» أظهرت للمشاهدين الطبقات الجديدة فى المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة، ناس ع الهامش أصبحت على السطح، المتسلق والمبتز يصبح وزيراً، طريقة التعامل الجديدة بين الآباء والأبناء، انفلات الشارع، تحول بعض من المصريين إلى مرضى نفسيين، كيفية صعود الإخوان، انتشار العنف بين الشباب، كل هذه ظواهر كشفها المسلسل، «الحلمية 6» لم يسئ لأحد والمسلسل عمل عظيم جسد كفاح الشعب المصرى فى عدة عقود، أما سياسة المقارنة ففيها ظلم للأجيال الجديدة، ولا أدرى لماذا الحكم المتسرع على المسلسل حتى فى بداية عرضه. شخصية الصحفى صفوت سلطان التى جسدتها فى المسلسل هل تنطبق على شخص بعينه خاصة أن ما حدث له ينطبق على ما حدث فى الواقع إلى حد بعيد؟ - بصراحة شديدة لم أفكر قط أو يخطر ببالى أن أجسد شخصية بعينها، أنا مثلت الدور كما كتبه المؤلف بعيداً عن أى إسقاطات، وبصراحة أنا لست صحفياً فى الواقع، ولا أعلم شيئاً عن كواليس العمل الصحفى ولا شأن لى إذا كانت شخصية صفوت سلطان تتشابه فى تصرفاتها مع صحفيين كانوا من رموز المعارضة فى عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وعلى العموم «ليالى الحلمية 6» تنقل واقعاً حقيقياً بكل ما فيه من أحداث ومتناقضات والحلقات الأخيرة من المسلسل شهدت تحولات كبيرة فى الشخصية، خاصة بعد خروجه من السجن وتجريده من أمواله التى حصل عليها من زوجته بأسلوب غير شرعى وعودته لنقطة الصفر، ثم رد فعله عقب قيام ثورة 25 يناير. صفوت سلطان شخصية متسلقة ومبتزة بلا ضمير.. ألم تتردد فى قبول الدور؟ - لا طبعاً.. الدور يشجع أى فنان على قبوله، حتى ولو كان دور شر، الدور كان بالنسبة لى تحد جديد وتلك ليست المرة الأولى التى أجسد فيها دور شر، العام الماضى جسدت فى مسلسل «لعبة إبليس» شخصية محامى جشع، وعلى العموم من غير المعقول أن أقدم أدوار شاب أو رجل طيب طوال حياتى، الممثل الناجح لابد أن يجدد نفسه باستمرار ويتنوع فى تجسيد كافة الشخصيات ويقنع كل من يشاهده أنه يستطيع تجسيد أى دور هذا هو النجاح الحقيقى، أدوار الشر نفسها تعطى للفنان مساحة لإظهار قدراته الفنية بشكل عام. ليالى الحلمية 6 هل يقصد توجيه إدانة مباشرة لعصر مبارك خاصة فى سنواته الأخيرة؟ - أعود وأكرر المسلسل ليس موجهاً ضد أحد ولا نقصد إدانة عصر الرئيس الأسبق ولكننا نرصد الواقع بدون رتوش وإلقاء الضوء على أحداث كانت سبباً رئيسياً فى اندلاع ثورة 25 يناير. هل لابد أن ينجح أى مسلسل فى وقته أم يقبل الناس على مشاهدته بعد عام أو أكثر؟ - بصراحة أنا أمثل منذ أكثر من 20 عاماً كل ما أتمناه أن أقدم أعمالاً تفيد الناس لا يهمنى الآن أن الحلمية نجحت أم لم تنجح، المهم أننا نقدم عملاً محترماً يفيد الناس بعيداً عن أى ابتذال، من الممكن جداً أن يكتشف الناس بعيداً عن الزحام الدرامى أن المسلسل جيد، أهم شىء أن يترك الفنان أثراً، أنا مثلاً جسدت شخصية الشاب عبدالوهاب فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» تركت أثراً كبيراً على الشباب فى ضرورة اختيار الطريق السليم، فى "الحلمية 6" جسدت دور صحفى موجود فعلاً فى المجتمع أنقل واقعاً للناس وبشكل مباشر الدراما الناجحة هى التى تفيد الناس وليست مجرد تسلية، وأن تستمر فى ذاكرة الناس لسنوات طويلة، هذا هو النجاح الحقيقى الذى يتمناه أى فنان، هناك أعمال درامية مر عليها عشرات السنين وما زالت فى وجدان الناس، وأعمال أخرى مر عليها عام أو أقل الناس نسيتها. لماذا توقفت عن تقديم مسلسلات السير الذاتية خاصة أنك نجحت من قبل فى تجسيد شخصية الأديب الراحل يوسف السباعى؟ - بداية أعتبر المسلسل الذى قدمته عن الأديب الكبير الراحل يوسف السباعى من أفضل أدوارى على الإطلاق، مسلسل كان رائعاً بالفعل وشخصية السباعى ثرية للغاية، بالطبع نفسى أعود لهذا النوع من الدراما، ولكن المشكلة إنتاجية بحتة، أعلم أن هناك أكثر من مسلسل سيرة ذاتية توقف أو ألغى بسبب الإنتاج، أؤكد للجميع تاريخ مصر الحديث والمعاصر مليء بالشخصيات الرائعة تستحق أن نجسدها على الشاشة، على سبيل المثال الدكتور مجدى يعقوب ألا يستحق أن نتناول قصة حياته فى مسلسل، الأجيال الجديدة تحتاج للقدوة ومعرفة الشخصيات العلمية والأدبية التى قدمت الكثير لمصر وشعبها، أعتقد أن هذا أفضل كثيراً من البلطجة التى تشاهدها على الشاشة ليل نهار. عرض 30 مسلسلاً أو أكثر فى شهر واحد ألا يمثل إهداراً لحقوق الكثير من المبدعين؟ - هذا واقع مستمر منذ سنوات وعلينا الاعتراف به والتعامل معه بواقعية طبعاً 30 مسلسلاً أو أكثر فى شهر واحد كثير جداً، ويفوق قدرة أى مشاهد ولكن ماذا نفعل؟.. ده بيزنس وشغل وكالات ومنتجين، وعلى العموم مهما كثرت المسلسلات العمل الجيد يفرض نفسه، والناس تعودت على كُتر المسلسلات.