وردت هذه الكلمة في ستة مواضع من القرآن الكريم: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ ،إِنَّهُ أَوَّابٌ) (ص: 17) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19 :ص) (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ( (ص: 30) (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ( (ص: 44). (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ( (ق: 33) (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا( (الإسراء: 25) وورد الفعل (أوَّاب) مرة واحدة في قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ( والفعل (أوَّاب) مأخوذ من (آب يؤوب) أي رجع، وشُدِّد للدلالة على الكثرة، فالتأويب يعني: الترجيع، ومعنى (أوبى) في آية سبأ: يا جبال سبِّحي معه ورجِّعي التسبيح. وكلمة (أواب): صيغة مبالغة من (آب يؤوب) فمعناها: كثير الرجوع. ونقل ابن منظور ستة معان لكلمة أواب: الأوَّاب: الراحم. الأوَّاب: التائب. الأوَّاب: المسبِّح. الأوَّاب: الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب. الأوَّاب: المطيع. الأوَّاب: الذي يذكر ذنبه في الخلاء، فيستغفر الله منه. وبعد أن ساق هذه المعاني الستة قال: وقال أهل اللغة: الأوَّاب: الرجَّاع الذي يرجع إلى التوبة والطاعة. وهذا المعنى الأخير هو الراجح، لشيوع الكلمة بهذا المعنى في العربية، ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رجع من سفر قال: «آيبون تائبون، لربنا حامدون». ومعنى الرجوع يشمل التوبة؛ فهي رجوع إلى الله وإلى صراطه المستقيم، ويشمل التسبيح؛ فهو ترجيع للصوت وإعادة للكلمات. dr. [email protected]