أكد فضيلة الدكتور عبدالرحمن العدوى عضو هيئة كبار العلماء والأستاذ بجامعة الأزهر الشريف أن الامة الاسلامة ما تراجعت فى الجانب الحضارى والعلمى الا بسبب بعدها عن التوجيهات الإلهية التى جاءت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن المسلمين المتواجدين فى بلاد الغرب عليهم دور كبير فى تصحيح الصورة المسيئة للاسلام والمسلمين فى بلاد الغرب ولابد لهم من الاتصال بالأزهر الشريف لكى يتعلموا ما يغيب عنهم ما آليات لتقديم صورة طيبة عن الاسلام والمسلمين، وثمن الداعية الاسلامية الكبير د. «العدوى» جهود مؤسسة الأزهر الشريف بريادة فضيلة الامام الأكبر د. أحمد الطيب لتصحيح الصورة المغلوطة عن الاسلام والمسلمين وتوضيح رؤية متكاملة فى هذا الشأن، خاصة بعد الزيارات الخارجية التى قام بها الامام الأكبر لفرنسا وألمانيا وأوروبا والفاتيكان وحتى دول افريقيا، وقال «العدوى» إن رحلة شيخ الأزهر الاخير أفادت كيراً، وبالتأكيد لها مكاسب عديدة، ولهذا يؤكد عضو هيئة كبار العلماء أن الازهر هو المؤسسة الاسلامية الأولى التى تأتى فى صدارة مؤسسات العالم الاسلامى القادرة على تصحيح صورة الاسلام فى الغرب، «الوفد» التقت بفضيلته فى منزله، وهذا نص الحوار. بداية.. من خلال خبراتك الدعوية والأكاديمية.. ما أسباب التراجع الحضارى والعلمى للزمة الاسلامية؟ - هذا سؤال يقرر أن الامة الاسلامية تراجعت فى الجانب الحضارى والعلمى، مع أننى أرى فى الحقيقة أن الامة الاسلامية لم تتراجع فى هذين الجانبين، أما فى الجانب الحضاري فعندهم آيات القرآن الكريم وأحاديث رسول الله التى تلزمهم وتوجههم الى أن يكونوا فى منتهى الحضارة والعلم، بمجريات الأمور وتقدير المواقف تقديراً سلمياً، ففى كثير من آيات القرآن واحاديث الرسول تجدها ترسم لهذه الأمة أن تكون فى مستوى اللياقة والذوق وتقدير المسائل والحصر عليها، ولذلك أقول إذا كانت هناك بعض الهنات أو بعض المآخذ على تصرفات بعض الأشخاص، فذلك لبعدهم عن التوجيهات الالهية التى جاءت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم والا فأمة الاسلام عندما تلتزم بالأوامر من ناحية العقيدة ولاعبادة والمعاملة والاجتماع والذوق فى المعاملة ومعالمة الاخرين وإعطائهم حقوقهم، كل هذه الاشياء جاءت فى تعاليم الله سبحانه وتعالى،وعندما تلتزم بهذه الأمور ستكون كما أخبر الله عنها: «خير أمة أخرجت للناس»، ولا شك أن الله سينصر الاسلام فى قادم الأيام وأن الامور لا تستمر على ما هى عليه. من وجهة نظرك من المسئول عن الصورة المسيئة للاسلام والمسلمين فى البلاد الغربية؟ - المسلمون الذين يتواجدون فى الغرب، إما أن يرسلوا ابناءهم ليتعلموا فى بلاد الاسلام خصوصاً فى مصر من أجل أن يتعلموا فى الأزهر، والأزهر قائم بهذا قياماً حسناً، فهو يعلم أبناء الجاليات الاسلامية الموجودة فى الدول غير الاسلامية، فإذا علمهم وأهلهم لأن ينشروا هذه التعاليم فقد أدى واجبه بالنسبة لهؤلاء أما أن يهملهم ويرسلون أبناءهم ولا يحدثون اتصالاً بالأزهر فهذا تقصير منهم، ورأينا فى الوقت القريب شيخ الأزهر عندما سافر الى فرنسا وأوروبا شرح وسطية الاسلام وعلاقة المسلم بغير المسلم وشرح الاخلاقيات الراقية التى يكون عليها الاسلام ورد على انحراف بعض الاشخاص على التعاليم الاسلامية الذين يكفرون الاخرين، أو الذين يشددون فيما لا تشديد فيه ونحو هذا، والله سبحانه وتعالى يقول: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، فرحلة شيخ الازهر الاخير أفادت كثيراً رشحت موقف الاسلام، ولها مكاسب كثيرة جداً، لأن الاخرين الذين كانوا يعتقدون أن الاسلام دين عنف ودين قهر ودين لقتل غير أتباعه، شيخ الازهر قال فى كلمته وفى علاقاته بين لهم وسطية الاسلام، وأن الاسلام يألف الناس والناس تألف، وآيات القرآن هكذا، فالله سبحانه وتعالى يقول: «وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا اتيتموهن أجورهن» فاذا وصلنا الى درجة أنه يمكن أن نتزوج من أهل الكتاب وزواج صحبة مستمر، وزواج اقترن فاذا وصلنا الى أن الاسلام لا يمنع المسلم من أن يتزوج واحدة من أهل الكتاب وأمره بأن يدفع مهرها «آتيتموهن أجورهن» كل هذا دليل على أن الاسلام لا يرفض الآخر ولا يبعده وانما يقربه ويأتلف معه. هل ترى أن الأزهر هو المؤسسة الاسلامية الوحيدة فى العالم القادر على تصحيح صورة الاسلام فى الغرب؟ - لا يقال إن الازهر وحده هو القادر على ذلك وإنما هو قمة القادرين على ذلك، فيمكن لعلماء السعودية، ويمكن لعلماء أى دولة اسلامية أن يتكلموا عن الاسلام، ولكن على مستوى القمة وعلى مستوى الاداء الكامل الذى ينظر اليه تشرئب الأعناق اليه هو أداء الأزهر خاصة أنه ليس أداء فى زمن قريب، وانما ذلك تجاوز الألف سنة، فهو فى أصالته وفى مدته وفى كثرة علمائه وفى خدمته لأبناء المسلمين وتعاليمهم يعتبرون أنه فى قمة الدعوة وفى قمة التعريف بالاسلام ثم يأتى بعد ذلك كل على قدر طاقته. هناك موجة خوف من الاسلام فى الغرب ومن الاصولية تقوده دول الغرب فلماذا يتخوف الغرب من الاسلام؟ - لما يصل اليهم من الذين لا يعبرون عن الإسلام الصحيح، يوجد عيب فى بعض المتحدثين عن الاسلام انهم يتحدثون عن جهل ويرون أن المسلم عليه أن يتخلص من غير المسلم، ويرون أن المسلم لايعايش غير المسلم معايشته صدقة ولا محبة ولا معالمة ولا نحو ذلك، كل هذه افكار يحملها بعض الجهال من الذين يتكلمون عن الاسلام، وهؤلاء لهم تأثير سيئ، ولابد اذا حدث من بعض مثل هذه الامور لابد للذين يعرفون والذين على أصالة فى فهم الاسلام أن يوجهوهم ويرشدوهم وأن يعلنوا أن هؤلاء لا يعبرون عن الاسلام التعبير الصحيح. كيف ننمى الشعور بالانتماء بالوطن والمواطنة؟ - بالدعوة وربط المسلم بأوامر الله سبحانه وتعالى وأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تربية المسلم من صغره على احترام أوامر الله ورسوله والعمل بها وعلى الاعتقاد الجازم فى أن ما وعد الله به سيتحقق ان شاء الله تعالى. ما أهم القيم التى من الممكن أن يخرج بها المسلم من شهر رمضان؟ - أولاً: أولى القيم وأعظمها أن يعتقد فيما وجهه الله اليه انه هو الخير وأن لا خير بعيداً عن توجيه الله وتوجيه رسول الله وهذه قيمة أساسية، ثانياً: الامتثال والطاعة، اذا اعتقدت أن هذا هو الخير فى الدنيا والآخرة فلابد أن تطيع وأن تؤدى كما أراد الله ورسوله، اما القيمة الثالثة فهى أن الله سبحانه وتعالى لا يريد ارهاق عباده ولا يريد المشقة بهم، وانما «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، فكل ما أمر الله تعالى به هو فى مقدور الانسان قدرة لا تشق عليه ولا ترهقه ولا تجعله فى ضيق من أمره، وإنما هو يقدر على ذلك مع اليسر والسهولة والرضا بما أمر الله به انتظاراً لما عند الله وما عند الله خير وأبقى. بعد هذا المشوار العلمى وعطائكم ماذا تتمنى فضيلتكم؟ - أتمنى كل ما يتمناه كل مسلم، وهو أن يجد الاسلام وتعاليمه وتوجيهاته الحكيمة بأوامر الله وبأوامر رسوله مسيطراً على أعمال الناس وتصرفاتهم ويحزننى كثيراً أن يوجد من بين هؤلاء من يتصدى على أنه يعمل للخير وهو فى الوقت ذاته يعمل لنفسه فهذا نوع من السلوك الذى لا يقبله الله تعالى، المسلم ظاهره كباطنه، المسلم صادق فى معاملاته، المسلم لا ينافق ولا يخادع ولا يظلم، كل ذلك بأوامر الله، ولذلك نحن باتصالنا بالدعاة نحثهم دائما على أن يؤصلوا أخلاقيات الاسلام وأوامر الاسلام ومعاملات الاسلام فى نفوس المسلمين. ماذا عن مؤلفاتكم العلمية؟ - الحقيقة أنا لى مؤلفات كثيرة وهى التى جعلتنى ضمن هيئة كبار العلماء، ولى أكثر من 10 كتب أهمها مؤلف اعتز به وهو يتحدث عن الامور الحياتية المعاصرة وعنوانه «رياض المعرفة» ويحتوى على مسائل جديدة استجدت فى حياة الناس وأؤصل لها من الناحية الاسلامية، وأوجه التصرف فيها التوجيه الاسلامى، وعندى من «الفقه الاجتهادى» وكيف اجتهد الائمة فى معرفة أمور الفقه أخذاً واستنباطاً وفهماً من الأوامر الالهية وأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب الفقه لدىَّ شملت الفقه كله، وقد قمت بتدريسها واستفاد بها تلاميذى وعندى كتب أيضاً فى تفسير القرآن الكريم.