لا تزال صرخات «هاجر» التى لم تكمل بعد عامها الثانى مستمرة من آلام الحرق التى شوهت ذراعيها الصغيرتين ووجهها البريء الذى تعرض لحريق كهربى ناتج عن سقوط الأسلاك الكهربائية على جسمها الصغير أثناء وجودها أمام باب منزلها بعزبة العرب التابعة لقرية المنايف بالإسماعيلية. يرجع ذلك إلى تهالك أسلاك شبكة الكهرباء بعزب وتوابع قرية المنايف بالإسماعيلية من فترة طويلة، سبق أن حذرت منه «الوفد» فى تحقيق سابق تم نشره العام الماضى بعد تكرار حوادث سقوط الأسلاك على المواطنين وانفجار محولات الكهرباء التى لا تكفى احتياجات المنطقة. الخميس 16 يونيو الموافق 11 رمضان وقبل موعد الإفطار بدقائق معدودة كان موعد هاجر مع النار والإهمال عندما كانت تقف أمام باب منزلها بعزبة العرب وسقطت عليها أسلاك الكهرباء للأعمدة المتهالكة فأحالت جسدها الصغير فى لحظات لقطع من اللحم المتساقط وفقدت على أثرها الوعى لفترة استمرت نحو 24 ساعة.. هكذا روت «صفاء» والدة الطفلة الواقعة، وأكدت أن سيارة الإسعاف لم تصل إلى العزبة لتنقل طفلتها إلا بعد مرور أكثر من ساعة على الحادث وتم نقل الطفلة إلى مستشفى الإسماعيلية العام فى حالة سيئة وفاقدة الوعى. وتضيف الأم: «كان المنظر رهيباً ومخيفاً. وكان وش بنتى محروق وذراعيها الاثنتين، حتى إن ريحة البنت كانت «شايطة». وقالت: «لولا عناية الله سبحانه وتعالى كانت بنتى هتروح، لكن ربنا قدر إنها تعيش طول عمرها مشوهة ومحروقة». وقال علاء على دياب نجار مسلح والد الطفلة: «الإهمال هو اللى شوه بنتى وبكرة هيقتل غيرها.. ورئيس شركة الكهرباء والمحافظ ووزير الكهرباء محدش منهم كلف خاطره يحقق فى الواقعة اللى هتعمل كارثة»، وتابع: «قدمت بلاغاً فى نقطة شرطة المنايف برقم 5294 لسنة 2016 والمحضر أتحول للنيابة العامة ومفيش تحقيق أتفتح فى الموضوع رغم مرور 10 أيام على الحادثة». وأضاف: «السلك وقع على بنتى وحرقها وده مش أول مرة تحصل فى العزبة فى قبلها حالتين خلال الفترة اللى فاتت ومفيش حد بيتحرك من الوحدة المحلية ولا من شركة الكهرباء». وتابع: «أنا قاعد فى مستشفى حكومي وبجيب الدوا على حسابى وأنا راجل أرزقى باليومية. وبنتى هتحتاج علاج لسنين طويلة أدام وعمليات تجميل عشان نعالج اللى حصل وكله على حسابى. فين الحكومة والمسئولين من اللى حصل.. فين محافظ الإسماعيلية اللى مكلفش خاطره يجى يشوف البنت ويشكل لجنة تحقق فى الواقعة؟ فين وزير الكهرباء اللى بيتكلم عن الطاقة الشمسية والفقراء بيموتوا فى القرى من تهالك الشبكة». هاجر لم تكن الطفلة الوحيدة التى تعرضت لصعق كهربائى.. ففى عزبة الصفيح والتى تتبع نفس القرية تعرض الطفل يوسف السيد 4 سنوات فى يناير الماضى لصعق كهربائى بسبب تهالك أعمدة الإنارة داخل العزبة مما أسفر عن إصابته بحروق سطحية. وتقول سلمى عطية والدة الطفل: «الأسلاك هنا كلها بايظة وأعمدة النور مش شغالة ومع شوية مطر ولا هوا بتقع الأسلاك على عيالنا وهم بيلعبوا»، وتابعت: «روحت الوحدة المحلية كذا مرة وبلغت بالمشكلة ومفيش حد بيسأل». لم يختلف الحال كثيراً داخل عزبة الونى التابعة لقرية المنايف فالأهالى بالعزبة يشتكون من تلف وتهالك أسلاك الكهرباء، ويقول ياسر دسوقى: «أعمدة الإنارة بالعزبة بالكامل لا تعمل وأسلاك الكهرباء تالفة والأهالى يتعرضون لمخاطر يومية ولا أحد يلتفت إليهم».