قرأت في «الوفد» يوم الأربعاء الماضي أن 25 سجيناً من نزلاء سجن «العقرب» شديد الحراسة قد أضربوا عن الطعام، فاعتبرت أن هذا شيئاً عادياً، وقد أصبحت الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات الغذاء اليومي لنا، والحمد لله أن سجناء «العقرب» يضربون عن الطعام ويحتجون داخل سكنهم لم يغادروه مثلما فعل آلاف من سجناء مثلهم هربوا إلي خارج سجونهم ليمارسوا إجرامهم وسط الناس، ولم تظفر السلطات حتي الآن إلا بعدد منهم أعيدوا إلي سجونهم، ولكن الذي استلفت نظري أن سجن «العقرب» يصفونه بأنه شديد الحراسة، لكن الحراسة الشديدة علي السجن وأبوابه ومنافذه لم تمنع دخول كافة الممنوعات للنزلاء، فما أن قامت حملة مكثفة للتفتيش علي نزلاء السجن حتي عثرت علي تشكيلة الممنوعات الممنوعة، إذ تحرر 75 محضراً بمخالفات جسيمة داخل السجن، وتم ضبط تليفونات محمولة وشرائح محمول وريسيفرات وأجهزة كمبيوتر محمول وأموال وأمواس حلاقة وملابس حريمي ورجالي ومضبوطات مخلة بالآداب، ويبدو أن هذا الذي عثرت عليه الحملة ويحتفظ به النزلاء كان مجرد دافع لغضب السجناء الذين اعتبروا أن هذا تعسفاً معهم، كما صرحوا بأن التفتيش يتكرر. وتساءلت بيني وبين نفسي عن هذا السجن «شديد الحراسة» كما يصفونه تدخل إليه وعبر منافذه من خارجه طبعاً كل هذه الممنوعات التي يحتفظ بها المساجين داخل زنزاناتهم، كيف دخل هذا كله من السجن شديد الحراسة - وليس الفندق - إلي حيث أصبح في أيدي هؤلاء، وطبعاً هذه الممنوعات لم تدخل إليهم لكي لا تستخدم، بل هي تستخدم طبعاً ليل نهار، وتحت عيون الذين يقومون بالحراسة المشددة، ورغم ذلك فإن السجناء يضربون عن الطعام ويتهمون طواقم الحراسة المشددة بالتعسف مهم، ويتهمون حراسهم بتكرار التفتيش الذي أظنه «نكتة» أطلقها السجناء، إذا كان كل هذا قد أصبح في حوزتهم فإنني أسأل أين هذا التفتيش المتكرر؟.. إنما ما أتصوره أن الممنوعات التي ضبطت قد تمت تحت العيون التي تفتش وتتشدد في حراستها للسجن والسجناء، ثم ما هو نفوذ هؤلاء السجناء الذين تأتي لهم كل هذه المتنوعات من الخارج، إنما هم تنفذ هذه الأشياء بسلطان الذين يحرسونهم، ولا مانع من هجمة تفتيشية بين الحين والآخر بدافع إثبات طواقم الحراسة المشددة أنها تعمل، وأنها كلما كشفت «بالمصادفة البحتة» عن ممنوعات سارعت إلي مصادرتها والإعلان عنها وتحرير محاضر بالمخالفات توطئة للتحقيقات والعقاب، ولكن مما أضحكني أن بعض المضبوطات التي أثار إليها الخبر من نوع لا يستخدم إلا من طلقاء مع طلقاء، فهل كان «سجناء العقرب» كذلك!