برائحة الصرف الصحى وطعم الكلور ولون العرقسوس.. تلك هى خواص المياه فى قرى ومدن محافظة الغربية، لتضيع بذلك الخصائص الرئيسية للماء وهى أنها بلا لون أو طعم أو رائحة. لا توجد قرية أو مدينة فى محافظة الغربية إلا وتعانى من مشكلة انقطاع المياه المستمر والذى يصل الى 20 ساعة يومياً فى العديد من القرى، ورغم ذلك تأتى اسعار فواتير المياه عالية، بشكل بات يهدد بثورة العطش. ففى قرى مركز طنطا شكا الأهالى من ظاهرة انقطاع المياه بشكل مستمر ويومى، رغم الارتفاع الشديد فى درجة الحرارة، فشهدت منطقتا «مساكن الأوقاف»، و«شارع مصطفى عبدربه» والجلاء انقطاعا مستمرا للمياه وسادت حالة من الغضب بين أهالى مدينة المحلة الكبرى بسبب الانقطاع اليومى لمياه الشرب، دون اعلان مسبق من الشركة، كما أن المياه تأتى ضعيفة جداً، مما اضطر المواطنين لشراء مواتير مياه لرفعها للأدوار العليا، لكن دون جدوى، وطالب الآلاف من أبناء مناطق ابو شاهين والرجبى، وأبو راضى، والمشحمة، والبهى، والزراعة فى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية المسئولين بحل ازمة انقطاع مياه الشرب لأكثر من 14 ساعة يومياً على مدار ال 4 شهور الماضية. تزداد مشكلة المياه فى قرى مركز بسيون، حيث اختلطت مياه الصرف الصحى بمياه الشرب فى أغلب القرى، بسبب انسداد المداخل الرئيسية للمياه بمخلفات المصانع والحيوانات النافقة، وهو السبب الرئيسى فى رائحة المياه الكريهة مما دفع أهالى عدد من قرى مركز بسيون لتنظيم تظاهرات متفرقة الأيام الماضية احتجاجاً على ما وصفوه بتقاعس المسئولين وعدم تنظيف مداخل المياه الرئيسية وتغيير مواسير المياه المتهالكة. وفى نفس السياق شكا أهالى «قرية كفر المحروق» مركز كفر الزيات من انقطاع المياه عن القرية منذ أوائل الشهر الجارى، وأرجع أهالى القرية انقطاع المياه نتيجة لتعنت رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب بكفر الزيات، وعدم اكتمال خط المياه الجديد منذ شهرين، بحجة عدم وجود محابس مياه. وكشف الأهالى عن تعرض كثير من الحالات للتسمم بسبب المياه نظراً لاختلاط مياه الصرف الصحى بخطوط المياه الرئيسية. وفى مدينة السنطة تكررت ظاهرة انقطاع المياه وتلوثها، وأكد الأهالي عدم إجراء الصيانة الدورية وتهالك مواسير المياه. وأكد الأهالى تقدمهم بسلسلة من الشكاوى الرسمية الى ديوان مجلس المدينة والأحياء واخطار غرف العمليات والطوارئ بظاهرة انقطاع المياه تزامنا مع بدء أيام شهر رمضان المبارك دون جدوى. وزاد من مشكلة المياه فى محافظة الغربية قرار المحافظ اللواء أحمد ضيف صقر بغلق محطات المياه الأهلية غير المرخصة فى نطاق المحافظة والبالغ عددها 194 محطة، وهو القرار الذى زاد من استياء وغضب الأهالى الذين يجدون فى تلك المحطات البديل للمياه الكريهة التى تنزل من الصنبور فى المنازل. قال عادل رمضان أحد الأهالى: اضطررت لغلق محبس المياه الرئيسى فى منزلى، خوفاً على أولادى لأن المياه تأتى لونها بنى كالعرقسوس وينزل منها طفيليات وديدان، وأقوم كل يوم بشراء جراكن المياه، ورغم ذلك أدفع فاتورة مياه مرتفعة كل شهر، رغم أننى لا أستخدم مياه الحكومة نهائياً.