بداية لا أحد يقبل أن يزرع بعضهم الموت وسط بيوتهم ومزارعهم.. وبالتالي يجب أن يقول كل مسئول الحقيقة للناس.. وإلا فإن الناس ترفض هذا الفعل.. وتتحرك ضده.. وثانية علينا أن نعترف أن الحكومة ضحكت علينا نحن كل الدمايطة عندما قالت إنها رفضت مشروع أجريوم وقررت وقف إقامته في رأس البر.. لأن الحكومة لم تفعل ذلك.. ولكنها أدخلت أجريوم إلي قلب مصنع موبكو داخل ميناء دمياط. يعني ودنك منين ياجحا.. وأصبح أجريوم بالفعل واقعاً داخل موبكو!! أقول ذلك رغم ما قاله محافظ دمياط اللواء فليفل أنه لا وجود لأجريوم داخل موبكو.. وتحت شراكة أجريوم لموبكو بدأت عملية إضافة المطلوب من أجريوم داخل موبكو رغم إرادة كل الدمايطة. والآن نقول إن موبكو لا يمكن إغلاقه، وما أعلنته الحكومة أول أمس من إيقاف العمل بالمصنع إنما هو إيقاف مؤقت لحين بحث ما يمكن عمله لتقليل أضرار تشغيل المصنع. ** ولنكن عمليين.. ونقبل الأمر الواقع.. إذ يعرف العالم كثيرا من هذه المصانع.. ولكن بعد إخضاعها لكل وسائل الحماية.. أي تقليل أضراره إلي أقل حد ممكن. مثلا يمكن تركيب مرشحات أي فلاتر تقلل الضرر ان لم تمنع انبعاث أي إشعاعات أو غازات ضارة. وبالنسبة للمياه الخارجة من المصنع والداخلة إليه.. يمكن الاستغناء عن مياه النيل «2 مليون متر مكعب» تحتاجها الأرض الزراعية العطشي للمياه وتنفيذ مشروع لتحلية مياه البحر واستخدامها في المصنع.. أما المياه الخارجة من المصنع فيمكن تجميعها في خزانات أرضية إلي أن تبرد ثم تدفع إلي البحر فلا تؤثر في الأحياء المائية. أي أن القضية كلها هي في تقليل أضرار الوحدات القائمة بالفعل داخل المصنع الآن.. وهي فيه منذ سنوات.. والثانية هي في الأضرار التي تسببها الوحدات الجديدة، أي التوسعات التي تتم لحساب الشريك أجريوم، وهذه هي مهمة اللجنة الوزارية التي اتفق عليها مجلس الوزراء مضافاً إليهم محافظ دمياط.. وهنا نقترح أن يضم إليها ممثلون للدمايطة من المعتصمين وغيرهم لتكون كل المفاوضات في ضوء النهار.. ولا يضطر الدمايطة إلي الاعتصام مرة أخري وقطع الطرق بين دمياط ورأس البر.. ** ونعترف أنه يمكن أن تحدث مواجهات عنيفة بين سكان مدينة رأس البر.. وأبناء منطقة السنانية الذين يتحكمون في الطريقين الوحيدين اللذين يربطان برياً بين دمياط ورأس البر.. وهما الطريق الغربي القديم الذي أنشئ في أوائل الخمسينيات. والطريق الغربي البحري الجديد الذي أنشيء منذ سنوات قليلة موازياً للشاطيء الغربي لنهر النيل.. كما يتحكمون في الكباري المؤدية إلي هذين الطريقين.. وهما الكوبري العلوي الذي انشيء خلال حرب الاستنزاف.. والكوبري المعدني الجديد الذي أنشيء منذ ثلاث سنوات، بأن يتحكموا في مخرجهما من ناحية السنانية بل امتد غضب أبناء السنانية إلي حد منع اللنشات والمراكب التي استخدمها سكان رأس البر في العبور من ناحية عزبة البرج إلي المصيف.. بحيث اكتمل فرض الحصار علي المصيف تماماً.. ** هنا تقع الواقعة.. لأن رأس البر مدينة غير منتجة لأي طعام وكل شيء يأتيها من الدقيق إلي كل الأطعمة وحتي اسطوانات البوتاجاز من دمياط وبالتالي بات المصيف مهددا بالجوع.. ثم إن هناك أسراً تقيم في رأس البر بينما مدارس أولادهم في دمياط فكيف يكون الوضع.. وحتي كل قاعات الأفراح تقع في رأس البر.. والدمايطة يعشقون الاحتفال بزواج أولادهم في الأعياد.. وأن تجري قوافل العرائس من دمياط الي رأس البر.. كل ذلك تعطل.. ويكفي أن نقول ان أسعار أي مواد غذائية قد تضاعفت مرة ومرتين حتي حزمة الفجل.. فماذا يأكل أبناء المصيف هم وأطفالهم..؟ ** فهل الهدف كان إشعال حرب أهلية بين المقيمين والعاملين بالمصيف وبين أبناء السنانية.. الدمايطة كلهم يتحدثون الآن عن ذلك وعن القضايا وأعمال المحاكم والشهر العقاري والمرضي.. بل سمعت أن المتظاهرين منعوا مرور جنازة لأحد المتوفين.. ومنعوا مرور سيارة ضابط المرور بل وأحرقوا السيارة وغطوا الضابط بالبنزين فاضطر إلي الهرب.. فهل المطلوب إشعال مشاكل لا تنتهي بين أبناء رأس البر وأبناء جيرانهم في السنانية.. ** هنا نسأل: من له مصلحة في زرع البغضاء بين أبناء المنطقتين ولماذا في هذا الوقت بالذات.. وهل للانتخابات أسباب فيما يحدث. وإذا كان هناك من انتفع من معركة أجريوم الأولي وما حصلوا عليه من مبالغ التبرعات.. فهل هناك من ينتفع في معركة أجريوم الثانية.. ولماذا..؟ وأقول لمحافظ دمياط اللواء فليفل إنه كان عليه أن يقرأ الملف كاملاً حتي لا يعلن أنه ليس هناك شيء اسمه أجريوم داخل ميناء دمياط وإذا كانت الحكومة السابقة قد خدعت الدمايطة منذ شهور فإن الحكومة الحالية تعالج الأمور بسطحية شديدة وهي «إيقاف» العمل في المصنع.. والحل ألا تطول فترة اجتماعات اللجنة الوزارية الحالية لحل المشكلة.. وأن تصل إلي حلول واقعية.. لإنقاذ المصنع.. وإنقاذ الدمايطة. مطلوب ألا تخدع الحكومة الدمايطة.. مرة أخري.