تتسم العلاقات المصرية الجزائرية بالود والعلاقات الطيبة من الناحية السياسية خاصة فى عهود ثورات البلدين فى خمسينيات القرن الماضى وحرب أكتوبر، ولكن من الناحية الرياضية تحدث توترات على فترات متباعدة بين البلدين، ولكن اجتمعوا مؤخرًا على شىء واحد وجديد وهو فضيحة تسريبات الثانوية العامة فى مصر و"البكالوريا" فى الجزائر لعام 2016. الكورة فرقتنا منذ ان بدأ البلدين فى التنافس رياضيًا وخاصة فى لعبة كرة القدم مع فترة أوائل الثمانينات وتشهد العلاقات توترًا كبيرًا واحيانًا تصل الى التوتر السياسى نظرًا للتنافس الكبير ورغبة كل طرف فى الفوز سواء على مستوى المنتخبات الوطنية او الأندية . وشهد التوتر اوج توهجه عام 2009 فى السودان عندما التقى المنتخبان فى المباراة الفاصلة لتحديد الصاعد إلى مونديال 2010 فى جنوب افريقيا بملعب ام درمان وانتهى اللقاء بفوز الجزائر بهدف نظيف، ولكن شهدت المبارة بعد نهايتها أحداث مؤسفة بين جماهير البلدين، ونشرت وسائل الإعلام المصرية انذاك العديد من قصص الاعتداءات التي حدثت في السودان للجمهور المصرى. فيما أعربت وزارة الخارجية المصرية عن استيائها من الأحداث التى وقعت بين جمهور البلدين مما أثر على العلاقات السياسية بين مصر والجزائر، و بعد ثورة 25 يناير وتنحى مبارك عادت العلاقات المصرية الجزائرية إلى ماكانت عليه وشهدت تعاون سياسى واقتصادى فى الفترة الأخيرة. الصدفة تجمع البلدين فى تسريبات الثانوية لعام 2016. التسريبات جمعتنا وفى أكبر فضيحة تعليمية من نوعها منذ بداية تسعينات القرن الماضي ،قررت الحكومة الجزائرية بأمر رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، رسميًا بإعادة جزئية لامتحان شهادة الثانوية، حيث يأتي هذا القرار على خلفية تسريب أسئلة الكثير من المواد الدراسية بجانب وجود ضجة واسعة في البلاد بشأن تكافؤ الفرص. و اعتقلت السلطات الجزائرية،50 شخصاً يشتبه بتورطهم في تسريب ونشر أسئلة امتحانات شهادة الثانوية (البكالوريا)، التي جرت الأسبوع الماضي في الجزائر. وترى الحكومة الجزائرية أن الهدف من تسريب الأسئلة هو المس بالإصلاحات المقررة في قطاع التعليم، لكنها ستمضي قدما في تطبيقها، وفق ما ذكره سلال. وتشير التقديرات في الجزائر إلى أن نحو 40 في المئة من طلاب مرحلة الثانوية معنيون بدورة الإعادة الجزئية لامتحانات البكالوريا. ومن الجزائر إلى القاهرة لم تمر سوى أيام قليلة حتى ظهرت فى مصر مع بداية ماراثون إمتحانات الثانوية العامة أمس أزمة جديدة و هى تسريب لإمتحان اللغة العربية بعد بدأه بدقائق معدودة وتسريب لإمتحان مادة التربية الدينية قبلها بساعات وإضطرت وزارة التربية والتعليم إلى إلغاء إمتحان التربية الدينية بعد التأكد من تسريبة وتأجيله إلى يوم 29 يونيو . وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورا لحالة غش جماعي داخل لجان الثانوية العامة، في الوقت الذى نشرت صفحات الغش الإلكتروني صورا لامتحان اللغة العربية بعد دقائق من بدء الامتحان وهو مايعبر عن وجود خلل بالمنظومة التعليمية فى مصر . وتمكنت قوات الامن من إلقاء القبض على ادمن صفحة " شاومينج يغشش ثانوية عامة " على الفيس بوك، و المعروف عن الصفحة انها تقوم بتسريب الامتحانات و اجوبتها بمقابل مادى، و استطاعت الاجهزة الامنية من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة من تتبع الصفحة و البصمة الاليكترونية و معرفة و تحديد القائمين عليها و القاء القبض عليهم. يذكر أن الأجهزة الرقابية تواصل حاليًا التحقيق في حادثة تسريب اسئلة امتحان مادة التربية الدينية لطلاب الثانوية العامة داخل وزارة التربية والتعليم المصرية ، وتجرى النيابة الآن تحقيقات مع 12 من مسئولى وزارة التربية و التعليم في وقائع تسريب امتحانات الثانوية العامة التى حدثت فى اليوم الأول لها . وأخيرًا تعتبر فضائح التسريبات للثانوية العامة فى الوطن العربى ماهى إلا مرآة يعكس حال التعليم الذى وصل إليه الوطن العربى فى ظل التطور التكنولوجى والعلمى .