غطى السواد أوراق أشجار المانجو بالإسماعيلية قبيل طرح ثمار المحصول الذي ينتظره مزارعو الإسماعيلية من العام للعام لتحقيق مكاسبهم، وقال الفلاحون إن تقاعس الجهات المسئولة عن توفير المبيدات الحشرية وغياب دور الإرشاد الزراعي وتوعية الفلاحين وراء انتشار مرض "الهباب الأسود" الذي التهم عشرات من حدائق المانجو المثمرة بقرى أبودهشان والسبع أبار والسماكين بالإسماعيلية، وسط توقعات بضعف الإنتاج وخسائر بالجملة يواجهها الفلاحون هذا الموسم. وقال ياسر منصور، أحد مزارعي الإسماعيلية، إن "محصول المانجو وهو المصدر الرئيسي للفلاحين بالإسماعيلية يتعرض للتدمير بسبب مرض الهباب الأسود وهو مرض يصيب الأشجار ناتج من انتشار حشرة المن وهي حشرة تترك سائل لزج عفن يتسبب في سد مسام الأوراث ويمنع عملية التمثيل الغذائي الضوئي وبالتالي يؤثر على عملية الإثمار وإنتاجية المحصول، وخاصة من الأنواع الزبدة والبلدي والسكري وغيرها من الأنواع المشهورة بالإسماعيلية"، وأكد منصور أن المرض يقضي على شيحة الشجرة وعلى ازهارها حتى وصل نسبة الإزهار في نوع المانجو الزبدة صفر % داخل بعض الحدائق". وأضاف منصور: "حديقة المانجو بتاعتي وإخواتي مساحتها 4 أفدنة إنتاجها لن يتعدى ال50 كيلو وده كارثة وخسارة بالألف"، وتابع قائلا: "تكلفة إنتاج فدان المانجو وصلت لأكثر من 7000 جنيه طوال سنة كاملة"، وأكد أن الحكومة تهمل الزراعة والمزارعين ولا تقدم لهم أي دعم وسط زيادة أسعار الأدوية والمبيدات وعدم توافر الأسمدة. ويقول الحاج دهشان خليل، أحد مزارعي عزبة أبو دهشان: "الجمعيات الزراعية لم يعد لها أي دور، في السابق كانوا بيلفوا على جناين المانجو ويرشوا الشجر ويحصلوا من المزارعين في موسم الحصاد �لكن الآن الجمعية تخلت عن مسئوليتها بالكامل"، وأضاف "احنا هيتخرب بيوتنا، إحنا بنستنى محصول المانجة من السنة للسنة عشان نسدد ديونا ونجوز عيالنا ونقضي مصالحنا وايراد محصول المانجة هو اللي بيصرف علينا طول السنة، إحنا قدام كارثة حقيقية ومحدش من الزراعة بينتبه لنا". وقال مسئول بالجمعية الزراعية بقرية السبع آبار الشرقيةبالإسماعيلية �"إن بنك التنمية والائتمان الزراعي كان في السنوات الماضية يوفر المبيدات الحشرية اللازمة لمواجهة مثل هذه الأمراض لكن مع عجز الفلاحين عن سداد المديونيات وتزايد الديون عليهم توقف البنك عن توفير هذه المبيدات، والتي كانت تتم في السابق بشكل إجباري وترك الأمر اختياريا وهو ما تسبب في إصابة الأشجار وانتشار العدوى بين المزارع"، مشيرا إلى أن الجمعيات الزراعية لا تتوفر بها المبيدات الحشرية اللازمة لمواجهة هذه الحشرة. �