تشتهر محافظة الإسماعيلية بزراعة أجود أنواع المانجو، حيث تضم مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة، ومن أشهر أنواع المانجو الإسماعيلاوى العويس، السكري الممتاز، السكرى الأبيض، الزبدة، خد الجميل، فص عويس، بالإضافة إلى البربري والعزيز وقلب الطور الدبيش، وتبلغ مساحات زراعة المانجو بمحافظة الإسماعيلية نحو 33904 أفدنة، ولكن فى السنوات الأخيرة تعرضت أراضى المانجو للحرق والتلف بسبب الصقيع، مما كبد أصحابها خسائر فادحة، وذلك بعد أن تحولت أشجار المانجو إلى ما يشبه خيال المآتة بصورة لم تشهدها الإسماعيلية من قبل، ليتراجع الإنتاج خلال العامين التاليين، وترتفع مديونيات الفلاحين لدى البنوك. وترتبط حياة فلاحي الإسماعيلية بزراعة المانجو باعتباره المحصول الرئيسي، حتى أن الكثيرين منهم يحددون مناسباتهم الاجتماعية، خاصة إقامة حفلات زواج أبنائهم، وفقا لإنتاج المحصول، كما تتزين ميادين المدينة وواجهات بناياتها ومحالها التجارية باللون الأصفر "لون المانجو"، حتى أن فرق النادى الإسماعيلى لكرة القدم اختارت الأصفر لونًا لقمصان لاعبيها، كما تجمع تجار ومزارعى المانجو صداقات شخصية بالكثير من نجوم المجتمع المصرى، حيث يكونون على موعد سنوى معهم لشراء المانجو من الإسماعيلية. وطالب الفلاحون بضرورة التأمين على أراضيهم ضد الكوارث الطبيعية، وخاصة المانجو باعتباره المحصول الرئيسى بالمحافظة، وإنشاء نقابة للفلاحين للدفاع عن مصالحهم، وإعفائهم من ديون بنك الائتمان الزراعى، وتشجيعهم على الإنتاج، باعتبار أن الزراعة مصدر دخل ثابت لمئات الأسر وأحد الموارد المهمة للدولة. كما يعانى مزارعو المانجو بالإسماعيلية، من مشاكل الديون والأسمدة والمبيدات والجمعيات الزراعية وبنك التنمية والائتمان الزراعى، كما يعانون من غلق المساقى لمدة 8 أيام مقابل فتحها 4 أيام فقط، مما يهدد ببوار نحو 1200 فدان مزروعة بالمانجو، ويقولون إن محصول المانجو هذا العام وفير، ولكن جودته متوسطة مقارنة بالمواسم الماضية، وذلك نظرًا للعوامل الجوية التى شهدتها المحافظة وندرة حصة الأراضى من مياه الري، مؤكدين أن أراضى الإسماعيلية رملية لا تحتاج إلى أسمدة اليوريا التى تصرف من الجمعيات الزراعية لأنها سريعة الذوبان، وتؤدى إلى سقوط الأزهار، وطالبوا بزيادة كميات النترات ونوبات الرى لتصل إلى 7 أيام أسبوعيًا، وذلك لطبيعة الأرض الرملية. من جانبه أوضح خيرى إسماعيل، مزارع، أن كثيرًا من المزارعين تعرضوا لأزمات مالية، واضطر بعضهم للاقتراض لتدبير أمورهم المعيشية، مطالبًا بضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعى، وتوفير الأدوية المضمونة للمحاصيل، وتنظيم مديرية الزراعة حملات للمزارعين حول كيفية التصدى للمخاطر التى تؤثر سلبًا على إنتاجية فدان المانجو. من النسخة الورقية