أثارت موجة الصقيع الشديدة التي تشهدها محافظات مصر غضب الفلاحين بالإسماعيلية وتجددت مخاوفهم من تأثير الصقيع على محاصيل المانجو التي يعتمد عليها الغالبية العظمى من الفلاحين كما حدث في 2008 حيث تعرضت مساحات واسعة للحرق والتلف بسبب الصقيع والذي كبد أصحابها خسائر فادحة، وذلك بعد أن تحولت أشجار المانجو إلى ما يشبه "خيال المآتة" بصورة لم تشهدها الإسماعيلية من قبل وهو ما أدى إلى تراجع الإنتاج خلال العامين التاليين وارتفاع مديونيات الفلاحين لدي البنوك، محذرين من وقوع كارثة جديدة تهدد مستقبل زراعة المانجو في مصر. وأكد المزارعون أن الصقيع لا يؤثر على الأراضي المتشبعة بالماء، ولكن هذه المرحلة من زراعة المانجو تتطلب وقف الري لضمان طرح المحصول في مواعيده ليتميز بجودة عالية وإنتاج وفير، وأشاروا إلى أن بعض المزارعين يلجأون إلى إشعال النيران في اطارات السيارات لتدفئة التربة والبعض الآخر يلجأ إلى رش الأشجار بالكبريت لتدفئة الأشجار والبراعم الجديدة التي تستعد للإنبات خوفا من الصقيع، وطالب الفلاحون بضرورة التأمين على أراضيهم ضد الكوارث الطبيعية وخاصة المانجو باعتباره المحصول الرئيسي بالمحافظة وإنشاء نقابة للفلاحين للدفاع عن مصالحهم وإعفائهم من ديون بنك الائتمان الزراعى وتشجيعهم على الإنتاج باعتبار أن الزراعة مصدر دخل ثابت لمئات الأسر وإحدى الموارد المهمة للدولة. وقال ياسر دهشان، أحد المزارعين، إن محصول المانجو في السنوات الماضية واجه صعوبات بسبب سوء برودة الطقس وهطول الأمطار التي تؤدي لتدمير الأزهار وإصابة الثمار ب"البياض الدقيقي". وأوضح خيري إسماعيل مزارع أن كثيرًا من المزارعين تعرضوا لأزمات مالية واضطر بعضهم للاقتراض لتدبير أمورهم المعيشية، مطالبا بضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعي وتوفير الأدوية المضمونة للمحاصيل، وتنظيم مديرية الزراعة حملات للمزارعين حول كيفية التصدي للمخاطر التي تؤثر سلبًا على إنتاجية فدان المانجو. واستكمل إبراهيم عوض أن ديون الفلاحين زادت بنسبة 50% وأصبحت ديون بنك التنمية تلاحق الفلاحين، مطالبا بضرورة جدولة ديون الفلاحين وإسقاط الفوائد وجدولة أصل الدين على 10 سنوات حماية للفلاحين الذين لم ينظموا أي وقفات احتجاجية أو إضرابات عن العمل. وطلب أحمد عادل من رئيس الوزراء رفع معاناة الفلاحين، فيما يتعلق بديون بنك الائتمان الزراعي باعتبار أن الزراعة مصدر دخل ثابت ووحيد لكثير من الأسر المهددة بالضياع، خاصة أن الفلاح مطالب بسداد عمولة على كل شيكارة كيماوى يحصل عليها من الجمعية الزراعية و3 جنيهات دعم لنقابة المهن الزراعية. ويتساءل دهشان هل مطلوب منى كفلاح أن أدفع دعم لنقابة المهن الزراعية التي لا أستفيد منها إطلاقا؟