تتجدد في نفس هذه الفترة من كل عام مخاوف مزارعي محافظة الإسماعيلية، وهي المحافظة الأولى في مصر والمعروفة بزراعة محصول المانجو، والذي يتمتع بجودة لا مثيل لها بالمقارنة بباقي محافظات الجمهورية. وازدادت مخاوف مزارعي المانجو بالإسماعيلية، عقب تحذير الهيئة العامة للأرصاد الجوية، من تعرض البلاد إلى موجة عالية من البرودة ''الصقيع''، خوفًا من تعرض محصول المانجو للتلف، كما حدث في السنوات الماضية، وهو ما يكبدهم خسائر فادحة، خاصة مع استمرار سقوط الأمطار الغزيرة. وكانت هيئة الأرصاد توقعت انخفاض درجات الحرارة إلى 5 درجات مئوية، وتعرض البلاد لحالة عدم استقرار في الأحوال الجوية مصاحبة بنشاط الرياح الشمالية الباردة لتصل إلى حد العاصفة، وإثارة الأتربة، وانخفاض الرؤية على المناطق المكشوفة واضطراب الملاحة البحرية. وطالبت مصادر بيئية بمدينة الإسماعيلية، المسؤولين عن قطاع تدارك الأزمات والممثلة في إدارة الازمات بديوان عام المحافظة، بوضع خطة قوية لتفادى الآثار السلبية لعدم استقرار الطقس، كما وجهت النصائح للمواطنين بعدم الخروج ليلاً لتفادي أمراض الصقيع وفي حالة الخروج من المنزل يجب ارتداء ملابس ثقيلة للغاية، وطالبت أصحاب المزارع والحدائق برش الأشجار بالمادة الواقية من التجمد. ويقول ياسر دهشان، مزارع، إن المزارعين مازالوا يذكرون الأزمة التي تعرضت لها محاصيلهم عام 2008، حيث تعرضت زراعتهم للحرق والتلف بسبب الصقيع والذي كبد أصحابها خسائر فادحة، وأدى إلى تراجع الانتاج خلال العامين التاليين وارتفاع مديونيات الفلاحين لدى البنوك. بينما يؤكد محمد صالح، مزارع، أنه رغم تنفيذ تعليمات الزراعة وارشادات مواجهة الصقيع، ومنها رش الأشجار بالكبريت لتدفئة الأشجار والبراعم الجديدة التي تستعد للإنبات، وكذلك ري الأشجار بأحد الحلول المتاحة لمواجهة البرد الشديد، إلا أن الإجراءات الوقائية غير كافية ولا تضمن عدم تأثر المحصول بالصقيع.