أم محمد أرملة بعد وفاة زوجها عانت الجوع، ولم تجد من حطام الدنيا شيئا تستند إليه فى تربية الصغار. وفى يوم عيد الأضحى أخذت تبحث عن اللحم أو الطعام في العظام الملقاة بأكوام القمامة لتدخل على أطفالها الصغار الفرح والسرور لعلهم يرون اللحم في عيد الأضحية، حتى لو كان من بقايا الناس وفضلاتهم فى الوقت الذى لم تدرك ثورة يناير أم محمد ومثيلاتها ولم تضعها الحكومة في حساباتها وما أكثر الفقراء والأرامل فى قرى ونجوع وعزب مصر . اقتربنا منها وسألناها ما الذى دفعك إلى صندوق القمامة للبحث عن العظام؟ هل تبيعينها لتنفقي بها علي أولادك ؟ صرخت في وجهنا وقالت:"انتو لا بترحموا ولا بتسيبوا رحمة ربنا تنزل.." وإذا بها تنفجر بالبكاء قائلة :"عملِت لنا إيه الثورة؟! قبلها كنت آجي هنا أفتش في صناديق الزبالة عن طعام لأولادي وبرضو آجي بعدها، الحال دلوقت أسوأ". وأضافت أم محمد أنها فضلت أن تبحث عن اللحم في العظام داخل القمامة خيرا لها من أن تقف أمام بيوت الأغنياء وسط حشود الفقراء الذين يتسولون في مذلة ومهانة الفقراء..!! هكذا أتى عيد الأضحي الأول بعد ثورة العدالة الاجتماعية مع ارتفاع معدّل الفقر والجوع وسط أنظار حكومة لا تعرف الفقراء الموجودين بالعشوائيات أو الأيتام من معدومي الدخل، و"الوفد" تهدى صورة هذه المرأة الثكلى للمجلس العسكرى وحكومة ثورة 25 يناير .