للوهلة الأولى، ومنذ أن تطأ قدماك القومسيون الطبى فى دمياط، تبدأ رحلة الباحثين عن إجازة مرضية أو تقرير طبى، بين جنبات المبنى يقف مئات البشر منذ الصباح الباكر للحصول على تقرير يمكن الحصول عليه فى عدة أيام بين الحضور والوقوف فى طوابير ممتدة. داخل القومسيون الطبى، ووسط أنات المرضى وضجيج الأطباء والعاملين، يقف الجميع مكتوفى الأيدى يسخطون على تردى الأوضاع وسوئها نتيجة نقص الأطباء والإداريين، الأمر الذى يؤدى إلى الشجار الدائم بين المريض الذى أنهكه الانتظار والموظف أو الطبيب الذ فقد أعصابه نتيجة شدة ضغط العمل دون جدوى أو حل لمشكلة. فى البداية، قالت فاطمة سعد، مدرسة: جئت للحصول على تقرير طبى للحصول على إجازة مرضية واكتشفت أن اللجنة لا تستطيع إنهاء هذا الكم الرهيب من المرضى ولا خيار سوى الانتظار لأسبوع آخر بعد طابور استمر ساعات من الزحام والشجار، ونصحنى البعض بالذهاب إلى شخص ما يقوم بإنهاء الإجراءات بمقابل مادى، ولكنى رفضت وفضلت الطريق السليم. وأضاف محمود البنا - سائق: لا بد أن يعلم العاملون بالقومسيون أن المترددين عليهم مرضى وبحاجة لرعاية صحيحة، فليتقوا الله فينا، فالمعاملة سيئة جداً من العاملين خاصة العامل الذى ينظم المرضى، فهو دائم الشجار مع المرضى، بسبب وبدون سبب ويتعامل معهم كأنهم عبيد، وليسوا بشراً. بينما قال سعيد الفيومى: أصيب أخى بجلطة، فتوجهنا للقومسيون لعرضه على اللجنة ولأنه غير قادر على صعود السلم طلبنا من الطبيب أن ينزل إليه، لكنه رفض النزول إلا بعد محاولات ومحايلة شديدة. وطالبت إيمان دعبس زيادة عدد الأطباء داخل القومسيون نظراً لأهميته ولاستقباله عدداً كبيراً من المرضى ولرفع المعاناة عن المواطنين وعدم إرهاقهم وإنهاء التكدس والزحام وتذليل المشكلات التى تنتج عن الزحام. من جانبها، قالت الدكتورة سامية عوض، مديرة القومسيون: يستقبل المستشفى ما يقرب من 150 حالة يومياً، إضافة إلى المرضى المؤجلين من فترات سابقة لعمل أشعات مطلوبة منهم وجاءوا لعرضها على اللجنة، وهم قرابة 50 مريضاً، إضافة إلى حالات ال5٪ والمعينين الجدد والمعاقين والطلبة والموظفين والأعمال الحرة، فنقوم بخدمة ما يقرب من 200 مريض يومياً، ومن الطبيعى أن يمثل هذا العدد ضغطاً كبيراً علينا، خاصة أن عدد الأطباء لا يتجاوز أربعة أطباء فقط، اثنان منهم خارج السن، أى بالمعاش، واثنان بالوظيفة، وبالتالى تكدس المواطنين فى طوابير يجعلهم يفقدون أعصابهم ويتشاجرون مع بعضهم أو مع العامل المكلف بتنظيمهم ودخولهم. وقد حدث أن تعرضنا كثيراً لمحاولات التكم من البعض علينا أو التشابك معنا، لذلك نحتاج إلى حراسة أمنية لمنع التعدى علينا، كما أنوه بأننا لا نجامل أحداً أو نتحامل على أحد فمريض الغضروف له إجازة محددة من قبل الإدارة، كما توجد لجنة ثلاثية تقرر حالة المريض واحتياجه.