لم يسدل الستار على قضية مقتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني" حتى الآن، حيث كانت آخر التطورات هو إخفاق مفاوضات الوفد المصري في إيطاليا خلال إبريل الماضي، بسبب عدم تقديم مصر بعض المعلومات التي طلبها الجانب الإيطالي، ما أدى إلى استدعاء السفير الإيطالي لدى مصر. لكن يبدو أن الجانبين مستمرين في محاولة كشف غموض القضية، حيث وصل مطار القاهرة الدولي، اليوم، وفداً إيطالياً يضم 8 محققين برئاسة مدير أمن السفارة الإيطالية، قادمًا من روما علي الطائرة الإيطالية لمتابعة التحقيقات. كانت وكالة الانباء الايطالية قد أكدت الجمعة ، أن المحققين الإيطاليين سوف يجتمعون مع نظرائهم المصريين، لبحث التطورات منذ فشل القمة بين الطرفين في روما منتصف أبريل الماضي. وأوضحت الوكالة، أن المحققين الإيطاليين يصلون إلى القاهرة بناءً على دعوة من النائب العام المصري، لعقد اجتماع جديد مع نظرائهم المصريين. و أكد المراقبون أن تلك الزيارة ستحقق تطورا إيجابي في العلاقات المصرية الإيطاليا، أبرزها إمكانية عودة السفير الإيطالي إلى مصر مرة أخرى، مضيفين أن ذلك لن يتم إلا بتعاون الجانب المصري مع الوفد القادم، من خلال تقديم كافة المعلومات و الوثائق التي تطلبها إيطاليا. في حين توقع البعض الآخر فشل المفاوضات بسبب استمرار رفض مصر تقديم بعض المعلومات التي تطلبها إيطاليا، مع إصرار إيطاليا على الحصول عليها. السفير فتحى الشاذلي، مساعد وزير الخارجية السابق، توقع أن تكون زيارة الوفد الإيطالي لمصر هي المحطة الأخيرة في المفاوضات بين الجانبين حول قضية ريجيني، مضيفًا أن الطرفين قد أعربا بالفعل عن حرصهم على عودة العلاقات مرة أخرى، وبالتالي عليهم استغلال تلك الروح في المباحثات التي ستتم بينهم. وشدد الشاذلي على ضرورة تلافي مصر العوامل التي أدت إلى فشل المباحثات السابقة، والمتمثلة في سوء الإدارة، وتناقض المعلومات المقدمة إلى إيطاليا حول القضية. أكد اللواء خالد عكاشة، الخبير الأمني، على أن رغبة مصر وإيطاليا في الكشف عن غموض مقتل ريجيني، فضًلا عن رغبتهم المشتركة في عودة العلاقات الدبلوماسية مرة أخرى، سيؤدي إلى أن تسير المناقشات بشكل جيد. ولفت عكاشة إلى أن إطلاع مصر الوفد الإيطالي على كافة المستندات والمعلومات التي يطلبها، من الممكن أن يؤدي إلى عودة السفير الإيطالي إلى مصر مرة أخرى، بعد انتهاء الوفد من زيارته إلى مصر، حيث يرى أن سحب السفير جاء نتيجة الضغوط التي تعرضت لها إيطاليا. على الجانب الآخر استبعد السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية السابق، أن يتمكن الوفد الإيطالي الذي يزور مصر من الوصول إلى اتفاق مع الجانب المصري حول قضية ريجيني، و أرجع ذلك إلى عدم تلقي إيطاليا المعلومات التي طلبتها من مصر بشأن القضية قبل فترة، والتي ستفيد من وجهة نظرهم في حل لغزها. و تابع الغطريفي قائًلا: "مافيش حل وسط"، مؤكدًا أن إيطاليا لن تتنازل عن طلبها في الحصول على المعلومات، وبالتالي فالأزمة الراهنة لن يتم حلها مع استمرار رفض مصر منح هذه المعلومات.