في انتخابات نقابة أصحاب الأقلام التي انتهت قبل أيام برزت أسماء ثلاثة فرسان من نقابتنا، ويأتي في المقدمة بالطبع صديقي العزيز نقيب الصحفيين الجديد ممدوح الولي، وصاحبي أعرفه منذ سنوات ويتميز بصفات ثلاث، فهو صحفي اقتصادي من الطراز الأول ويشهد علي ذلك كتاباته في الأهرام وغيرها من الصحف مثل «العالم اليوم» وأراه أفضل دارس للعشوائيات في مصر وكيفية توفير سكن ملائم للغلابة. وفي يقيني أن سر نجاحه يكمن في أنه تحدث إلي جموع الصحفيين بلغة المال أو الفلوس!!.. وهذا أمر يهم الغالبية العظمي، خاصة في هذه الظروف الحرجة حيث اقتصاد بلادي متدهور، ونقابة الرأي تعاني من مشاكل اقتصادية صعبة انعكست علي مشروعاتها الأساسية مثل الإسكان والمعاشات والعلاج وغيرها وكان صاحبي يتحدث عن كيفية تدبير موارد للنقابة بطريقة محددة ومقنعة وبلغة سهلة فاكتسب ثقة الأغلبية، خاصة أنه شغل من قبل منصب أمين الصندوق في نقابتنا. تعرض ممدوح الولي نقيب الصحفيين الجديد في حملته الانتخابية إلي حملة شعواء تركزت في أنه ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين وفوزه يعني بداية سيطرة الجماعة علي النقابة، وهنا تبرز صفته الثانية فهو إنسان متدين وعلي خلق ويحب الإخوان ولكنه ليس منهم، ولا تستطيع أن تقول إنه عضو منظم داخل الجماعة، والصحفيون الإخوان قاموا بترشيحه لمنصب النقيب وليس هذا بالأمر الغريب أو الملفت للنظر، فالعديد من الصحفيين كانوا متحمسين لممدوح الولي والتفوا حوله، وأخيراً فإن الصفة الثالثة في صديقي أنه حازم وقادر علي اتخاذ القرارات وإداري ناجح، وهذه كلها صفات مطلوبة في موقع النقيب. وانتقل إلي الفارس الثاني، وهي فارسة بمعني أصح.. اسمها عبير السعدي التي حصلت علي أعلي الأصوات وهي تستحق ذلك بجدارة، حيث نجحت نجاحاً كبيراً في الدورة الماضية في مجالها الأساسي الذي يتمثل في التدريب، واستفاد من تفوقها في هذا المجال المئات من الصحفيين وهي شخصية مهذبة ومتواضعة ومتدينة وغاية في الأدب والأخلاق وتري دوماً علي وجهها ابتسامة، زميلتي من أشد المؤيدين لنضال لجنة الحريات ضد الاستبداد السياسي أيام الرئيس المخلوع وكذلك في نشاطها بعد قيام الثورة، وباختصار صديقتي العزيزة عبير السعدي نموذج رائع لإسلامنا الجميل وهي بنت شاطرة وعفريتة وجديرة بأن تتبوأ منصبها وتحصل علي أعلي الأصوات. وختام مقالي هذا مسك عندما اتحدث عن صلاح عبدالمقصود الذي كان منذ قيام الثورة نقيب الصحفيين بالإنابة بعد استقالة مكرم محمد أحمد وصديقي الجميل صلاح عبدالمقصود نموذج حلو للإنسان المتدين الجدع صاحب الخلق والمتحدث اللبق في المؤتمرات والندوات وبسبب لباقته تلك كان يساعدني في العديد من اللقاءات التي أقامتها لجنة الحريات ويديرها بكفاءة تامة، والذي لا يعلمه الكثيرون أن صديقي عنده دار نشر وله جهد مهم في نشر الثقافة العربية والإسلامية، وهو أفضل من قام بإعداد موسوعة عن الإمام الشهيد حسن البنا، كما أنه له اهتمام خاص بالقدس المحتلة، ويصدر مجلة شهرية متخصصة في هذا المجال، ومنذ أسابيع قليلة اختاره عرب 1948 الذين يعيشون في فلسطينالمحتلة ويقودهم الشيخ رائد صلاح كأفضل شخصية للعام الحالي في مناصرة قضيتهم، وصديقي الأثير صلاح عبدالمقصود له اهتمامات متنوعة ونشاطه تجده كذلك في أكثر من مجال فهو مثلاً شديد الاهتمام بالأسرة العربية وتربية الأبناء والاهتمام بالمرأة والطفل وله مطبوعة متخصصة تصدر بانتظام وإذا قلت عن صاحبي هذا إنه أمة وحده فقد صدقت، وقد نجح والحمد لله في قيادة النقابة وإنقاذ سفينتها من الغرق حيث تعرض بعد الثورة لعواصف عدة وكانت تبحر وسط أمواج متلاطمة ولكنه استطاع الوصول بالسفينة إلي بر الأمان وقام بتسليمها إلي «القبطان» الجديد.. فشكراً له.