فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    مسئولة أممية أمام مجلس الأمن: الكلمات تعجز عن وصف ما يحدث في غزة    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات كثيفة شرقي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    بعد اتهامه بدهس سيدتين.. إخلاء سبيل عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    وزير الصحة: 700 مستشفى قطاع خاص تشارك في منظومة التأمين الصحي الحالي    مفاجأة.. شركات النقل الذكي «أوبر وكريم وديدي وإن درايفر» تعمل بدون ترخيص    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    الصحة: منظومة التأمين الصحي الحالية متعاقدة مع 700 مستشفى قطاع خاص    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «بيتهان وهو بيبطل».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على انتقادات الجماهير ل شيكابالا    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    اعرف موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة المنيا    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    أحمد حلمي يغازل منى زكي برومانسية طريفة.. ماذا فعل؟    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «بلاش انت».. مدحت شلبي يسخر من موديست بسبب علي معلول    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    خط ملاحى جديد بين ميناء الإسكندرية وإيطاليا.. تفاصيل    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    7 مسلسلات وفيلم حصيلة أعمال سمير غانم مع ابنتيه دنيا وايمي    دونجا: سعيد باللقب الأول لي مع الزمالك.. وأتمنى تتويج الأهلي بدوري الأبطال    سائق توك توك ينهي حياة صاحب شركة بسبب حادث تصادم في الهرم    الاحتلال يعتقل الأسيرة المحررة "ياسمين تيسير" من قرية الجلمة شمال جنين    التصريح بدفن جثمان طفل صدمته سيارة نقل بكرداسة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    وزير الصحة: 5600 مولود يوميًا ونحو 4 مواليد كل دقيقة في مصر    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    وزير الرياضة يهنئ منتخب مصر بتأهله إلي دور الثمانية بالبطولة الأفريقية للساق الواحدة    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    على باب الوزير    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جريس : القبطية..ليست ديانة
نشر في الوفد يوم 29 - 10 - 2011

لويس جريس الكاتب الصحفي الكبير أكد في حواره ل«الوفد» علي أنه مازال المشهد السياسي المصري يحكم بالنظام الذي أقره «عبدالناصر» وغيره قليلاً «السادات» وثبته «مبارك» وهو السماح للشعب
أن يقول ما يريد ثم تفعل الحكومة ما تراه.. لأن المصريين مازالوا يتصرفون كما كانوا يتصرفون تصرفات النظام السابق وثورة يناير لم تقدم بديلاً للفكر أو السلوك المصري، بل إن قليلاً من المسئولين المعروفين ذهبوا سجناء إلي «طرة» والأغلبية مازالت في المقدمة تسير شئون البلاد والعباد.. ولهذا ثورة 25 يناير يراها بدون كشف حساب أو ذكر لمبادئها وكأنها أصبحت ذكري!!.
ولهذا يصف حكومة د. «عصام شرف» بالبطء والأداء غير المشرف لأنها لا تملك وزيرًا ثوريًا أصدر قرارًا ثوريًا متهمًا إياها بأنها لا تملك غير المسكنات.. ولهذا الأزمات قائمة، والاعتصامات مستمرة، والفاشلون لم يعزلوا من مناصبهم.
كيف تري المشهد السياسي المصري؟
المشهد السياسي اليوم جعل المصريين يتساءلون مصر رايحة علي فين؟ وإيه اللي بيحدث في مصر؟ ولم يعد يوجد ذكر لمبادئ ثورة 25 يناير.. أو يوجد كشف حساب عن الثورة بعد مرور عشرة شهور عن ماذا حققت الثورة؟ ولماذا لا يوجد مطلب دائم بوضع جدول زمني للمسار الذي من خلاله يقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة إلي الرئيس المنتخب والمجالس البرلمانية المنتخبة.. ويوجد تعتيم كامل حول ما يحدث من قرارات، وعدم وجود خارطة طريق نسير عليها لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير.
وظهرت أمور متشابكة ومعقدة جعلت الكثيرين يتساءلون هل انتهت الثورة، أو أن ما حدث في 25 يناير أصبح ذكري.
تقصد انتهاء الزخم الثوري؟
أقصد أن المصريين دخلوا في اهتمامات جديدة بتأليف الأحزاب والائتلافات فاختلط الحابل بالنابل ولم يعد في الامكان تحديد الثوار من رجال النظام السابق وأصبح المصريون في حيرة بسبب أن بعض الذين تعاملوا مع النظام السابق أصحاب خبرات لا يمكن إغفالها فهل لأنهم تعاملوا مع نظام «مبارك» ينحون جانبًا أم يتم الاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم؟ وهذا لم يتم حسمه حتي الآن.. ومع ملاحظة أن المصريين جميعًا يتصرفون ويتسلكون بسلوك وتصرفات النظام القديم. ولم يقدم ثوار 25 يناير بديلاً للسلوك أو جديدًا في الفكر المصري، ومازالت المناصب يشغلها الذين كانوا يشغلونها وقليل من الوجوه المعروفة ذهبت إلي «طرة» والأغلبية من النظام السابق مازالت في المقدمة وتقوم بتصريف شئون البلاد والعباد.
توجد مبادئ عامة نادت بها الثورة مثل الديمقراطية والحرية، والعدالة الاجتماعية؟
هذا صحيح لكن لا يوجد في وزارة د. «شرف» وزير ثوري، ولم يصدر حتي اليوم قرار من أي وزارة يصفه أحد بأنه قرار ثوري والجميع يأخذون من الدستور القديم مرجعية لهم وكل ما يجري في مصر في تصريف للأمور كلها محكومبالنظام، الذي أنشأه «عبدالناصر» وغيره قليلاً «السادات» وثبته «مبارك» في شكل شخصيات تحكم لحسابه وبمبدأ واحد يسير عليه الجميع الشعب يتكلم كما يريد وهم يفعلون ما يريدونه، والمشهد السياسي محكوم بهذه المقولة ولهذا تدهور الاقتصاد ولم يتقدم أحد الصفوف بفكر ثوري يمكننا من تحقيق المبادئ التي نادت بها الثورة.
لكن من أين نبدأ؟
هذا السؤال طرحه علينا المفكر «خالد محمد خالد» منذ بدايات الخمسينيات في كتابه «من هنا نبدأ» ثم «الديمقراطية أبدًا» وطوال النصف قرن نادي جميع المفكرين بما نادي به «خالد» ومصر كانت خطت خطوات كبيرة في مجالات الزراعة والصناعة ولكنها توقفت في ال«20» سنة الأخيرة بهدف تحويل مصر إلي منتجع سياحي، فأغلقت المصانع وشرد العمال، وتهافت رجال الأعمال علي اقتناء الأراضي واقتسامها، ولم نسمع عن إنشاء مصنع واحد، ولكننا كنا نسمع عن تصدير المواد الخام واستيراد أشياء كثيرة.. لكن يقوم «أحمد عز» باحتكار الحديد.. وتركنا المصانع التي رفضتها أوروبا لأنها ملوثة للبيئة مثل مصانع الأسمنت والسيراميك، ونسينا أن مصر تتميز بمزارها السياحي ولابد باحتفاظها بمناخ وبيئة نظيفتين.
لماذا لا نري لثورة يناير مشروعًا قوميًا لنهضة مصر؟
لو توفرت الإرادة والرؤية لتحقيق الانجاز وهذا المشروع ليته يكون في التعليم الذي يقود نهضة مصر لأنه لا ينقصنا المعلومات، ولا المعرفة بل ينقصنا الإرادة في التغيير والأفعال وليست إرادة الأقوال ووضوح الرؤية والمعلومة عن طريق مركز المعلومات ودعم القرار بأن يقدم صورة متكاملة حقيقية عن محافظات مصر، وما نحتاجه للتنمية، وما يتم في الجامعات في دراسة للعلوم ومدي تطورها حتي لا نظل نسير في ذيل دول العالم المتقدم.. وأذكر عندما صعد القمر الصناعي «سبورتنج» الروسي، الأول مرة ودار حول الأرض كنت أدرس في جامعة «ميتشجان» بأمريكا واجتمع مجلس إدارة الجامعة وقرر تعديل المناهج الدراسية وتمت اضافة اللغة الروسية والنظرية الماركسية، لأنهم سبقوا الأمريكان في الوصول إلي القمر وهذا لا يجب السكوت عنه.. ووعد «جون كيندي» أنه في خلال «10« سنوات ستصل أمريكا إلي سطح القمر، وبالفعل كان الأمريكان أول من وضعوا أرجلهم فوق سطح القمر وإذا توفرت الرؤية والمعلومة سيكون لدينا مشروع قومي ينقلنا إلي النهضة.
وهل ما يحدث في مصر يمكن أن يتحول وبسرعة الي معلومة تصل الي صانع القرار؟.
لا بل صناع القرار يبحثون عن المعلومات ويطالبون بالدراسات حتي يستطيعوا اتخاذ القرار وهذا ما تعانيه مصر منذ عهد «عبدالناصر» عندما أنشأ عددًا من ادارات العلاقات العامة في الوزارات والهيئات ومهمتها إخفاء العيوب وابراز الانجازات في تقارير يطلقون عليها تقارير النجاح لأنهم لم يكونوا يذكرون فيها المشاكل التي تعترض حياة المواطنين ولا يمكن لمصر أن تستمر في إخفاء العيوب ويظهر المحاسن.. فالرؤية لابد أن تبحث عن الحسنات والمساوئ وتضعها في كفة واحدة حتي يتم اتخاذ القرار المناسب والوصول الي الهدف.
جميع الثورات لها ارادة ثورية فماذا عن ارادة 25 يناير؟.
ما الذي يمنع مصر بعد 25 يناير من أن توفر لأبنائها ما وفره «محمد علي» لأبناء مصر.. فالشيء الوحيد الذي تحتاج اليه هو الارادة لكي نغير أوضاعنا والارادة الثورية تقف بجانب أبناء الشعب وليس ضدهم وتنتصر للبناء ولتصحيح الاخطاء وإعادة الحياة الي المصانع التي أغلقت وتحديد هوية مصر لكي تساهم في تقدم المجتمع الانساني لأن مصر هي التي قدمت المعرفة للعالم في شتي المجالات مما جعل مؤرخًا كبيرًا مثل «هيرودت» أن يأتي الي مصر ويقول «مصر هبة النيل» وأيضاً مجيء قائد عظيم مثل «الاسكندر الاكبر» وينشئ مدينة الاسكندرية فمصر التي قدمت الحضارة والمعرفة تحاول اليوم اللحاق بما يجري في العالم ومما يذكر أن اليابان في عهد «محمد علي» أرسلت بعثة الي مصر لكي ترصد النهضة والتطور الذي حدث.
هل كل طرق النهضة تتجه الي أوروبا؟
لا.. بل لدينا الموسوعة «الكمالية» للامير «يوسف كمال» والتي بها كتاب عن وحدة وادي النيل التي حددها عدد كبير من علماء العالم.. ولكننا اتجهنا الي أوروبا ومشينا وراء القول المأثور للخديو «اسماعيل» بأنه يريد أن يجعل مصر قطعة من أوروبا!. ونسينا الحقيقة الواضحة بأن مصر دولة محورية في العالم وتقع في ملتقي القارات وتحوي 60٪ من آثار العالم ويتميز شعبها بالانتظام في العمل وأذكر عندما التقيت بالرئيس «كاسترو» عام 1966 أكد لي انه يريد المجيء الي مصر لزيارة الاهرام لكن ليضع يده في يد الفلاح الذي يقوم بزراعة أرضه (4) مرات في العالم والذي يعتبره «كاسترو» معجزة أما نحن فنصفهم بأصحاب الجلابيب الزرقاء ونعطيهم حقوقاً في الترشح للبرلمان ثم يجور عليهم ونستولي علي صفة الفلاح ونعطيها لموظفين يعملون في الحكومة لم يزرع أرضاً يوماً ما.. ولا نلتفت للفلاح ونتركه مغبوناً متخلفاً.
هل يوجد من يلعب في الشأن القبطي؟.
جهات متعددة تلعب في الشأن القبطي، منها النظام القديم وهو راكز ومتمركز في مواقع حصينة في جميع الوزارات ولديهم من يصدر الاوامر والجهة الاخري «المافيا» منذ الانفتاح الاقتصادي الذي سمح بدخولها الي مصر و«المافيا» تلعب علي ملعب السياسة الدولية لانها توجد التوترات بما لها من استثمارات هامة جداً في الفنادق والمطاعم وتجارة المخدرات والبغاء والسياحة وكل هذه المجالات مخترقة من المافيا ولذلك علي من يجلس في مقعد وزارة السياحة أن يدرك ذلك.
وهل المجتمع المصري مخترق الي هذا الحد؟.
السياسة الدولية ترتبط بالمصالح التي تخضع لتجارة المعلومات التي أصبحت أهم تجارة في العالم وعلينا أن نسأل أنفسنا كم تنفق مصر علي الحصول علي المعلومات.. لأننا نتبرع بالمعلمات دون الحصول علي مقابل لها، ولا ندرك أنها أصبحت تجارة فمثلاً نجد وفداً أجنبياً يلتقي بالمسئولين، ويطلب بعض المعلومات ويعطينا معونة لكي يقدم مشروعاً فيطلب دراسة اجتماعية عن المناطق التي سيقام فيها المشروع ولهذا معلوماتنا تهدر مجاناً، ونحتاج الي اليقظة الشديدة في معرفة ماذا نريد من العالم؟ وماذا يريد العالم منا؟
ومتي يغلق الملف القبطي؟
الحقيقة أن الملف القبطي مفتوح منذ دخول «عمرو بن العاص» الي مصر، وقد أرسي الوالي قواعد تطبيق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وعاشت مصر في كنف هذه العلاقة الطيبة طوال القرون الماضية.. ولكن السياسيين بعد ثورة يوليو 1952 تعلموا إثارة الفتنة الطائفية لتغطية الأخطاء السياسية والاقتصادية والأزمات الاجتماعية، فكانت الفتن تحدث بعلم الحكومة، وبرجالها حتي يلفتوا الأنظار إليها ويتناسي المصريون الأزمات والأخطاء الذي وقع فيها حكامهم وحكوماتهم.. ولهذا عندما يتوفر لدينا الحاكم اليئ يصارح شعبه بالأخطاء ويقدم تقاريره بشفافية فلن نحتاج الي احداث فتن طائفية.. وإغلاق الملف القبطي في مصر من أسهل ما يكون اذا توفرت نية الحاكم الصادقة في ألا تكون في مصر فتن طائفية.
ماذا عن المبادرات التي أطلقها الأزهر كبيت العائلة ووثيقة الأزهر؟
هذه مبادرات طيبة وتصل بنا الي بر الأمان، خاصة أن الطرفين لديهما استعداد تام لغلق ملف الأقباط، والتوصل الي علاقة بين المصريين ينص عليها في الدستور بأن الجميع متساوون أمام القانون.. ولكن المشكلة في مسئول الحكومة العبقري الذي عندما يخطط لمنطقة جديدة فيضع في حسبانه بناء مسجد ولا يخطط لبناء كنيسة.. ثم لا يوجد احصائيات عن عدد المسيحيين في مصر.. ونعرف أنه يوجد«10» ملايين مصري في الخارج لكن هل يعرف أحدكم عدد المسيحيين فيهم؟! فماذا يفعل الجهاز المركزي للإحصاء؟ ولماذا لا يعلن عن عدد الأقباط؟ ولماذا لا نطبق الحديث الشريف الذي يقول: «لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي».
إلي أي مدي يتحكم الإسلام السياسي في المجتمع المصري؟
يتحكم في ما تصدره الكتب ولكنه لا يتحكم في عقول الناس، ونوعية الشعب المصري انه قد لا يكون ذهب الي مدرسة أو تعلم القراءة ولكن لديه ذكاء فطري يميز به بين الخطأ والصواب وجموع الشعب المصري يحترمون شيوخ الأزهر المعتدلين وهذه الحقيقة تجعل الإسلام السياسي بعيداً كل البعد عن التأثير علي المصريين.. إلا إذا لجأ الإسلام السياسي الي الكذب والمراوغة والتدليس كما حدث في الاستفتاء، عندما قالوا: انهم يريدون إلغاء الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع وهذا لم يحدث ولكن عندما لجأ الإسلام السياسي الي المراوغة والخداع والتدليس والكذب ظهرت الخطورة.
ألا تري أن تيار الإسلام السياسي الفيصل الذي تخشاه؟
لا أراه الفصيل الأقوي ولهذا لا أخشاه حتي لو فاز في الانتخابات، وهذا بسبب معرفتي بالمسلمين الذين يرفضون تسييس الإسلام.. ولهذا لن يحكم لطبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وهذه العلاقة تجعل الشعب بعيداً عن التخريب والتعصب والأشكال السيئة لكل هذا،لأن مصر لها خصوصية في هذا الأمر.
لماذا قلت إن السلفيين هم مقدمة لدور الجهاد الإسلامي في المجتمعات العربية؟
لأنهم كذلك وكلمة السلفيين كلمة جيدة وغير مرفوضة ولكن أريد بها باطل..فهم يريدون العودة بالمجتمع للوراء، ليس في الفكر فقط بل في الشكل، وكيف لمجتمع ارتضي زياً معيناً ثم يريدون تغييره وفي الماضي أبويا كان يلبس جبة وقفطان لأن هذا الملبس كان السائد، فهل معني هذا انه كان أزهرياً؟! وكل عصر له ملبسه وسلوكه وهم لا يفهمون ذلك.
ما هي ثابت المجتمع المصري التي يجب ألا تمس؟
يجب ألا نمس الأديان،والكيانات الدينية المتمثلة في الأزهر الشريف،والكنيسة القبطية، وأيضاً حرية العقيدة، وأيضاً التقاليد الاجتماعية النابعة من قيمنا الأخلاقية،بالاضافة الي اقتصاديات السوق الحر.
هل مازلت ترحب بالمادة الثانية من الدستور؟
نعم لأن الشريعة الإسلامية قبلها الأقباط في مصر في المواريث والخلفة، وفي كل القوانين المدنية الموضوعة مثل الميراث الذي يتشابه فيه المسلم والمسيحي.. ولكن حرية العقيدة في الزواج تختلف لأنها لدي القبطي أن ماربطه الله لا يفكه انسان، فلا توجد غضاضة من المادة الثانية في الدستور.
كيف تري أحداث ماسبيرو؟
هي سوء تصرف من جهات لم ترصد الحدث وتحلله، خاصة انها لم تحدث فجأة،بل كانت بترتيب ولأول مرة يتقدم الاقباط بطلب تصريح من وزارة الداخلية خروج مظاهرة وحصلوا علي التصريح وخرجت المسيرة من دوران شبرا حتي القللي وحينها بدأ الهرج والمرج وخرج البلطجية، وأعتقد أن الأقباط أرادوا ان يكرروا ما حدث بعد حرق كنيسة «أطفيح» عسكروا أمام التليفزيون حتي تم بناء الكنيسة مرة أخري، واعتقد ان الاقباط الذين خرجوا من دوران شبرا كانوا يريدون تحقيق نفس الهدف وان يبني المجلس العسكري كنيسة «المريناب» التي تم هدمها في قرية «المريناب» بصعيد مصر.
وما حقيقة هدم كنيسة الماريناب؟
أقرب كنيسة الي قرية «المريناب» للمسيحيين في القرية تبعد «2كم2» وأخري تبعد «7كم» فاقترح بعض الاقباط علي الأسقف أو المطران ان يبني لهم كنيسة في قريتهم واشتروا منزلاً وبدا ان هناك نوعاً من خلط الأوراق في محاولة تقرير الأمر الواقع وقام البعض ببناء الكنيسة بتراخيص غير حقيقية.. فقام آخرون بإزالة الكنيسة، وهنا أضع اللوم علي المسئولين التنفيذيين لأني أذكر زميلنا «يوسف سيدهم» لأنه كتب في جريدة «وطني» عن هذه المشكلة وشرح الموقف من كنيسة «المريناب» ونبه الي انها قنبلة موقوتة، لكن يبدو انه لم يجد احداً يقرأ ماكتب الرجل.. وتركت المشكلة قائمة في مركز «إدفو» ثم تم تصديرها للقاهرة دون ان يتولي محافظ اسوان حلها،ومن هنا ادعو دائماً الي وضع المسئولية بالكامل في كل محافظة في رقبة المحافظ الذي يصبح مسئولاً عن الفتن الطائفية طالما لم يتم اخمادها قبل ان تندلع.
بعد حادث ماسبيرو أعلن بعض الأقباط انهم يريدون كوتة لهم؟
أي تمييز للأقباط علي المصريين يجعلهم غير مصريين والاقباط مصريون هذا ما تم استقرار الرأي عليه منذ ثورة 1919، ومن عظمة «النحاس» باشا انه عندما قدم اليه «مكرم عبيد» باشا كشفاً بأسماء المرشحين للحصول علي لقب البشاوية في عيد جلوس الملك «فاروق» معترضاً ان عدد الأقباط اكثر من عدد المسلمين.. فنظر «النحاس» باشا الي الكشف وقال «لمكرم»: أنا لا أري هنا غير مصريين وكلنا هنا أقباط، فالقبطية ليست ديناً بل جنسية المصري.. ولكن يوجد اقباط دخلوا الاسلام وأقباط دفعوا الجزية التي ألغاها «سعيد» باشا في منتصف القرن ال«19» ومنذ ذلك التاريخ يعامل القبطي والمسلم بدفع الضريبة كما يقررها القانون المدني.. وللأسف بعض الإخوان المسلمين والسلفيين يقولون لو انهم جاءوا للحكم سيفرضون الجزية علي الأقباط «!!» وهذا قول مضحك فهذا زمن ولي ولن نعود للوراء فنحن جزء من العالم، وكفانا ما حدث في جنوب السودان عندما قرر «حسن الترابي» فرض الشريعة الاسلامية علي غير المسلمين فطالبوا بالانفصال.. والآن أصبحنا مطالبين بأن نتعامل مع الشمال والجنوب الذي تأتي الينا منه مياه النيل.
كيف تري أداء حكومة د. عصام شرف؟
أداء غير مشرف!! لظروف لا نعلمها وهو ايضاً لا يقوم بتوضيح هذه الظروف واطلب منه ان يسجل في تاريخه أنه رأس الحكومة الانتقالية التي قدمت القرارات الثورية التي ستضع الأسس السليمة لبناء دولة مصر الجديدة اما التباطؤ والتراخي الذي يشعر به المواطن والذي يدعو البعض الي التظاهر في مليونيات.. فهذا أمر طبيعي لأن حكومة «شرف» لم تقدم حتي اليوم غير المسكنات ولم تقدم حلولاً جذرية لحل المشكلات ومواجهة الأزمات، وعزل الفاشلين وكل شيء كما هو، الاحتجاجات مستمرة، والقيادات الفاشلة مستمرة ولا نعرف متي يقرر «عصام شرف» أن يصبح ثورياً.
تقييمك لأداء المجلس العسكري في تسيير أمور البلاد؟
هو في موقف صعب لأنه ظلم عندما تولي قيادة البلاد والعباد لأنه بدون تجربة في الحياة المدنية،وأجد العذر لقيادته، ولكن اعتقد انه كان الأجدر به أن يلجأ الي القيادات الواعية الفاهمة لما يجري في مصر، وان يتداول المشكلات بشكل واضح وصريح، مع اتخاذ قرارات ثورية تسرع بأداء العمل.. أما الوقوف مكتوف الأيدي أمام ما يجري من أحداث والتراخي في تقديم الذين تسببوا في فساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. مما جعل الكثير من الأموال تهرب للخارج.. فعليه ان يجلس مع حكماء السياسة والعلم والدراية بشئون مصر للتعرف علي آرائهم وان يتخذوا من القرارات ما يجيب عن تساؤلات الجماهير، لأن التأخير في العدالة ظلم كبير.
ماذا تقول لأقباط المهجر؟
الحقيقة ان حكاية أقباط المهجر غريبة لأن الذي يتزعمهم السيد «مايكل منير» وهو مصري من أصل أرمني، ويريد ان يعمل بالسياسة في أمريكا والاقباط في المهجر ليس لهم زعيم، فأراد ان يتزعمهم، ويتكلم باسمهم، ووجد من الحزب الجمهوري ما يمكنه ان يأتي الي مصر ويلتقي بالزعامات فالتقي ب«جمال مبارك» وب«عمر سليمان» رئيس المخابرات السابق وعدد من السياسيين المصريين.. والحقيقة انه لا يوجد في مصر أحد يعرف اقباط المهجر ويتعامل معهم بما في ذلك الكنيسة القبطية..ولذلك اطالب الحكومة بأن تتعامل مع المصريين عموماً في الخارج سواء مسلمين او مسيحيين معاملة واضحة لخدمة مصر كما تتعامل الحكومة اللبنانية مع المهاجرين اللبنانيين في الخارج.
ماذا يقلق لويس جريس؟
يقلقني ان يمضي الوقت دون ان نحسم أموراً يجب حسمها وبمنتهي السرعة.. مثل تحديث التعليم ثم لدينا العديد من التوصيات من خلال المؤتمرات التي أقمناها منذ السبعينيات وحتي اليوم في شتي المجالات، والتي لها مشاريع مهمة بدراسات الجدوي فقط في حاجة الي اتخاذ القرار مثل مشروع الطاقة الشمسية الذي تمت دراسته جيداً، لكننا اهملناه وتحدثنا عن الطاقة النووية التي بدأ العالم يتخلص منها ويغلق أبوابها.. ولابد ان نعرف ان الحياة جادة ونحن المصريين في كثير من الأحيان نأخذها مأخذ الهزل والهزار!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.