ذكرت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن أيام الغرب قد ولّت وحان الآن وقت الصين، ويأتى ذلك بعد المحاولات الأوروبية لإقناع الصين بالاستثمار فى الصندوق الأوروبى فى إطار خطة إنقاذ اليورو والتى تنطوى على شراء الصين بلايين من السندات الأوروبية، مما سيدفع دول الاتحاد لغض الطرف عن أخطاء الصين، بعد أن "كسرت عين" الأوروبي. وقالت الصحيفة إن إتمام صفقة شراء الصين للسندات الأوروبية سوف تغير علاقتها بالإتحاد الأوروبى، لأنها ستكتسب نفوذاً كبيراً لتعزيز مصالحها الاستراتيجية مع الإتحاد الأوروبى على جميع المستويات، وبدوره سيتخلى الإتحاد الأوروبى عن لغته الطموحه، ويتغاضى عن قضايا حقوق الإنسان التى تنتهك فى الصين. وأشارت الصحيفة إلى إحدى وثائق ويكيليكس التى تصف فيها هيلارى كلينتون، الصين بأنها "بنك الولاياتالمتحدة"، مضيفةً أنه بأزمة اليورو أصبحت الصين تمتلك "عميلاً جديداً" بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة. واعتبرت الصحيفة هذا المشروع الصينى تحولاً كبيراً فى الدور الصينى العالمى، ولكنه ليس غريباً على دولة استطاعت أن تضاعف حجم اقتصادها أربع مرات خلال عشر سنوات إلى أن أصبحت محور القضايا الاقتصادية والسياسية الدولية. وأكدت الصحيفة أن الإتحاد الأوروبى بحاجة إلى إطار أكثر تطوراً يمكن من خلاله تحديد موقع الصين فى المرحلة المقبلة، مضيفةً: "لقد انتهت أيام توبيخ الصين على قضاياها الداخلية وهى الآن تتوقع حواراً على قدم المساواة مع أوروبا". وختاما، قالت الصحيفة إن كبح الصين فى الوقت الذى تحتاج فيه أوروبا إليها لم يعد منطقياً، "لأننا فى عصر أصبحت فيه الصين جزءاً أساسياً من عالم متعدد الأقطاب".