لا ننكر أن مصر تمر بظروف عصيبة وتعاني من عشرات الأزمات التي تعصف بها.. والكثيرون يقتلهم القلق علي مستقبل الثورة ومنجزاتها.. والتساؤلات كثرت.. هل سننجح؟.. هل سنتحول إلي الديمقراطية والحرية؟.. هل سننال العدالة الاجتماعية؟.. هل سنري بلدنا كما حلمنا بها؟.. هل سيعاقب قتلة الشهداء؟.. الأمور غائمة.. والوضع أكثر سوءاً.. والكل يحب نفسه أكثر مما يحب الوطن ويخاف عليه.. الكل يخون الكل.. الكل يحاول أن يصل إلي متطلباته مهما كانت النتائج.. نعم الجميع عاني من الكبت والذل والمهانة سنين عددا.. وأخيرا وجد الفرصة سانحة الآن لنيل حقوقه فلماذا لا؟.. ولكن ليتنا نفكر ولو قليلا.. كيف يمكن لدولة كمصر وباقتصادها المثقل.. وديونها الثقيلة.. ووضعها الأمني المنهار.. أن تلبي احتياجات ومتطلبات الملايين من العمال.. الفلاحين الأطباء والمعلمين.. أمناء الشرطة.. الضباط الجميع في آن واحد.. لا أنكر أنه من المفترض أن تضع الحكومة جداول زمنية لأصحاب المظالم والشكاوي لحلها حتي يضمن الناس استقرار حالهم ولو بعد حين.. ولكن ما نراه الآن وأسلوب اللا مبالاة.. ووضع الطين والعجين في الآذان.. وترك الجميع يفعل ما يحلو له.. في أي وقت وكما يشاء ولا يعنيهم ما وصل إليه حال بلدنا.. كيف ننظر؟ وكيف نستوعب ترك البلطجية يستولون علي مدينة سكنية كاملة بمدينة السادس من أكتوبر دون تحريك ساكن ولماذا تركنا الوضع يصل إلي هذا الحد؟ وكيف ستعاد تلك المساكن لأصحابها؟.. وما حجم الخسائر المتوقع عند مواجهة هؤلاء لإعادتها؟! هل هذا من شأنه أن يؤدي الي تقدم مصر ونهضتها ياسادة أحبوا مصرأكثر من حبكم لأنفسكم خافوا عليها أكثر من خوفكم علي مناصبكم هذا النداء ليس للمسئولين فقط ولكن لأبناء الشعب العظيم الذي فجر أعظم الثورات، لا تتركوا ما أنجزتوه يسرق من بين أيديكم بفعل البعض منا. وجاهدوا لعودة الأمن للشارع فدولة بلا أمن لا يمكن أن نطلق عليها اسم دولة.. فالأمن ليس له وقت أو أوان وعدم وجوده لا يمكن أن تكون هناك مبررات له.. فإذا كانت وزارة الداخلية قد سقطت بعد الثورة.. فعلي المجلس العسكري ايجاد الحلول الفورية لإعادة الأمن والأمان للشعب والدولة.. والحلول كثيرة وطرحت عشرات المرات.. ولم نستغرب كثيرا عندما سمعنا من أحد أمناء الشرطة المضربين عن العمل أن البلطجية تحت إمرة ضباط الشرطة وهذا نعلمه جيدا ولكن عندما يشهد شاهد من أهلها فالوضع يختلف.. ألا يستطيع السيد وزير الداخلية أن يتوصل إلي أولئك الذين يحركون البلطجية ويديرون الانفلات الأمني؟!.. كيف يمكن أن نجد أعذاراً لأي مسئول بعد كل تلك الشهور التي مرت دون أي تقدم؟.. بل العكس نري تدهور الأحوال من سيئ لأسوأ.. فمعظم أبناء الشعب أصيبوا بالاكتئاب الحاد لأن المستقبل غائم بالنسبة لهم والانفلات الأمني يؤرق مضاجعهم وهذا ما يؤكده الأطباء النفسيون.. فارحموا أبناء الشعب الذين ظلموا سنوات من نظام فاسد.. ووجدوا في الثورة حلمهم المنشود وأملهم الذي انتظروه سنوات فكيف تدفعونهم دفعاً إلي اليأس والإحباط والكفر بها وأنني أري أن مجرد اليأس من وضع مصر الآن والتسليم بأنه لا فائدة في الإصلاح وأن المستقبل ليس بأفضل من الماضي خيانة للوطن.. نعم اليأس خيانة.. فمهما حدث ومهما واجهنا من صعاب.. وواجهتنا كوارث لابد أن نبقي علي العهد بالثورة ونواصل كفاحنا لاتمامها.. وتحقيق أهدافها.. بل أهدافنا ومستقبل وطننا.. فلا تجعلوا اليأس يتسرب إلي نفوسكم.. وتمسكوا بالأمل وأنجزوا وكافحوا وواجهوا وأكملوا المشوار لا تخونوا مصر بالكفر بأهداف الثورة ونقلها الي المكانة التي تستحقها.. إنها مصر العظيمة.. كونوا متأكدين أنها ستنهض من كبوتها.. تذكروا آلاف الأزمات التي مرت بها وحاولت كسرها ولكنها قهرتها وهزمتها بعزيمة أبنائها فأكملوا ثورتكم وتغلبوا علي يأسكم ولا تخونوا بلدكم ببأسكم مما هي فيه.. بل قودوها الي التقدم والازدهار. * هات يازمان.. وهات كمان يازمان غير بسمة الشجعان ما مني يبان هو اللي داق الفرحة يوم ثورته يقدر يعود ولا ثانية للأحزان؟